شبح الرابعة يلوح في الأفق

خبر قبل ثلاثة أعوام.. كانت غزة تشتعل بارود

الساعة 03:50 م|08 يوليو 2017

فلسطين اليوم

في مثل هذا اليوم من العام 2014 اندلع العدوان « الإسرائيلي » الأعنف على قطاع غزة لمدة 51 يوماً، أسفر عن استشهاد أكثر من 2400 فلسطيني وإصابة الآلاف بجروح مختلفة بينهم إعاقات دائمة، فيما قتل نحو 76 جندياً إسرائيلياً وأصيب المئات، وتمكنت المقاومة من أسر جنديين لم تكشف عن مصيرهما حتى يومنا هذا.

تلك الحرب التي بدأت بقصف الطيران الحربي الإسرائيلي لنفق لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس شرق مينة رفح جنوب القطاع، وأدى إلى استشهاد عدد منهم، الأمر الذي دفع الكتائب للرد بمجموعة صواريخ كانت كفيلة بتدحرج وتصاعد وتيرة الحرب.

ورغم صعوبة الأوضاع في الأيام الأولى للحرب جراء التغطية المكثفة للطيران الحربي الإسرائيلي لسماء قطاع غزة، وقصفه أهدافاً عديدة، أدت إلى ارتكاب مجازر بحق عائلات بأكملها وتم شطبها من السجل المدني الفلسطيني، إلا أن المقاومة الفلسطينية ممثلة بكتائب القسام وسريا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وباقي الفصائل الفلسطينية، لم يرفعوا الراية البيضاء أمام عنجهية الاحتلال، وواصلوا قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ وكان لسرايا القدس السبق في قصف تل أبيب بصواريخ « براق »، لتؤكد أن المقاومة ماضية في الحرب ولن تخضع للاحتلال.

وفي الأسبوع الأول، تدخلت الجهود المصرية للتوصل لوقف لإطلاق النار إلا أن الاحتلال الإسرائيلي وأمام شروطه المرفوضة فلسطينياً، استمرت الحرب وواصلت مصر جهودها، وتمكنت من التوصل لتهدئة لأكثر من مرة، وتطورت الحرب من جوية إلى برية على حدود غزة.

ورغم ما يمتلكه العدو الصهيوني من عدة وعتاد تحت تغطية طيران هو الأقوى في العالم إلا أنه لم يستطع التوغل في قطاع غزة، بعد أن ذاق مرارة الهزيمة على حدود الشجاعية والتفاح، وخروج كتائب القسام من خلف خطوطه عبر سلاح الأنفاق وقتل مجموعة من الجنود وأسر جندي، وتكرر الأمر في رفح جنوب قطاع غزة.

أدرك العدو وبعد أن استنفذ كل الأهداف وكل الأسلحة في ضرب غزة، أنه غير قادر على مواصلة الحرب أمام إصرار المقاومة الفلسطينية على دك العمق الصهيوني، واضطرار سكان غلاف قطاع غزة الى اللجوء الى مدن الشمال، إلا التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار عبر الوسيط المصري.

ورغم مرارة تلك الأيام، وما خلفته من حزن في كل بيت فلسطيني في قطاع غزة، إلا أن الموقف الفلسطيني كان موحداً ضد العدو، وهو تجلى في الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة، حيث كان الكل الفلسطيني ممثلاً في هذا الوفد، إلى جانب الالتفاف الشعبي حول المقاومة، ومطاردة العملاء وأعوانه.

وخلفت تلك الحرب، تدمير عشرات آلاف المنازل، بعد أن أجبرت ألهبة الحرب المواطنين على مغادرتها خاصة القريبة من المناطق الحدودية، في مدارس الأونروا والمشافي، ورغم انعقاد مؤتمر في شرم الشيخ لإعادة إعمار قطاع غزة، برصيد تجاوز 5 مليار دولار، إلا أن إجراءات الاحتلال وما يعرف باسم خطة سيري لإعادة إعمار القطاع حالت دون إتمام هذه العملية، وهو ما أكده وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة.

وقال الحساينة، أنه لم ما نسبته 50% من البيوت المدمرة كلياً تم إعادة إعمارها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، و25% من الوحدات السكنية تم ترشيحهم للإعمار ورصد الأموال الخاصة بهم بانتظار تحويل المخصصات المالية، حيث تصل نسبة الإعمار لـ 75 في المائة من الوحدات السكنية المدمرة كليًا« .

وأوضح أن وزارته انتهت من ترميم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية بقيمة 180 مليون دولار، وأنهم بحاجة لمبلغ 100 مليون دولار لإنهاء ملف الأضرار الجزئية للحرب بشكل كامل.

وطالب الدول المانحة والدول العربية بضرورة توفير تمويل لإعادة إعمار باقي الوحدات السكنية المدمرة كليًا خلال العدوان »الإسرائيلي« الأخير، والبالغ عددها 2000 وحدة سكنية.

هواجس الحرب من جديد

وفي الآونة الأخيرة ومع اشتداد الحصار على قطاع غزة، حذر مسؤولون من انفجار القطاع في وجه الاحتلال الإسرائيلي، كما أعرب الاحتلال عن خشيته أن يدفع فاتورة حصاره الخانق للقطاع.

وذكرت صحيفة روسية أمس، أن الأوضاع على حدود القطاع ملتهبة، في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية حفر الأنفاق، استعدادا للمواجهة، وزيادة التوغلات الإسرائيلية للحدود، والاشتباكات التي تتجدد اسبوعياً على الشريط الحدودي للقطاع.

المتحدث باسم سرايا القدس

حذر أبو حمزة الناطق باسم سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، العدو الصهيوني من نفاذ صبرها، مؤكداً أن السرايا على أتم الجهوزية للدخول لأي معركة تحمي مصالح شعبنا وتوقف اعتداءات العدو على أرضنا.

وقال الناطق باسم السرايا في خطاب له في الذكرى الثالثة لمعركة »البنيان المرصوص« : »إن سرايا القدس ما بعد البنيان المرصوص زادت من عدتها وعديدها وجهزت للعدو الصهيوني مالا يتوقعه ويسيء وجهه ويجلب السرور لدى جمهور المقاومة في كل العالم« .

ولفت إلى أن المقاومة استطاعت في معركة »البنيان المرصوص« التي استمرت لمدة 51 يوماً أن تذهب بأسطورة الحرب الخاطفة السريعة التي يتغنى بها كيان العدو؛ إلى كابوس حرب استنزاف ظلت فصوله حتى اللحظة الأخيرة للمعركة.

وأوضح أبو حمزة إن »استراتيجية إبعاد الحرب عن الجبهة الداخلية الصهيونية؛ التي مارسها العدو؛ أفشلتها رشقات صواريخ « براق » التي أصابت عمق العدو مدخلةً أكثر من مليوني صهيوني تحت مرمى النيران ومعلنة مرحلة جديدة تؤسس لأم المعارك« .

وجدد الناطق التزام شعبنا بخيار المقاومة بكافة أشكالها كخيار أصوب وأوحد لنيل حريتنا واستقلالنا، قائلاً: » إننا نتمسك بالمقاومة المسلحة، كسبيل للدفاع عن أرضنا واستعادة مقدساتنا والإفراج عن أسرانا، وتحقيق آمال أبناء شعبنا بالعودة إلى الأوطان".

وأكد أبو حمزة أن كل المحاولات والمشاريع التي تستهدف المقاومة وسلاحها لن تمر وسيكون مصيرها الفشل، مبيناً أنه لا يمكن لأي أحد سلب شعبنا حقه في مقارعة الاحتلال حتى تحرير كامل تراب فلسطين.

كلمات دلالية