خبر استطلاعات الرأي تطمئن نتانياهو لصدارة «الليكود» رغم انتخابه لائحة مرشحين من اليمين المتشدد

الساعة 05:48 ص|11 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم-الحياة اللندنية

بددت نتائج استطلاعات جديدة للرأي في إسرائيل مخاوف زعيم «ليكود» بنيامين نتانياهو من خسارة مقاعد برلمانية جراء القائمة اليمينية المتشددة التي أفرزتها الانتخابات الداخلية في حزبه الاثنين الماضي. وأكدت أن «ليكود» ما زال يحافظ على موقعه المتقدم وأنه سيضاعف تمثيله البرلماني الحالي (12 نائباً) نحو ثلاث مرات.

 

وأشار استطلاع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى تراجع «ليكود» بمقعد واحد مقارنة مع استطلاع أجرته الصحيفة قبل أسبوعين، فيما أظهر استطلاع زميلتها «هآرتس» أن «ليكود» يتعزز بمقعدين آخرين قياساً بالعدد الذي حصل عليه في استطلاع سابق. لكن اللافت أن الاستطلاعين يؤكدان أن تكتل اليمين والأحزاب الدينية المتشددة سيفوز بغالبية برلمانية (64-65 مقعداً من مجموع 120) في حال جرت الانتخابات اليوم.

 

وحصل «ليكود» في استطلاع «يديعوت أحرونوت» على 31 مقعداً (36 في استطلاع «هآرتس») مقابل 24 لحزب «كديما» الحاكم بزعامة تسيبي ليفني و11 لحزب «العمل» بزعامة إيهود باراك. وبيّن الاستطلاعان أن قوة «كديما» في تراجع، إذ يحصل الحزب بحسب استطلاع «يديعوت» على 24 مقعداً وبحسب «هآرتس» على 27، علماً أنه يتمثل اليوم بـ29 مقعداً. وأكد الاستطلاعان من جديد تراجع شعبية «العمل» المتمثل حالياً بـ19 مقعداً إلى 11-12 مقعداً فقط، وهو رقم أفضل مما جاء في استطلاعات سابقة.

 

وكانت أوساط نتانياهو أعربت عن مخاوفها من مفعول انتخاب اليميني المتطرف موشي فيغلين وعدد من «متمردي ليكود» المتشددين المعارضين أي تنازل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في أماكن متوقعة في لائحة المرشحين. لكن معلقين نصحوا زعيم «ليكود» بعدم اعتماد نتائج استطلاعات أمس بداعي أن «مفعول» انتخاب اللائحة المتطرفة لم يظهر بعد، كما أشاروا إلى حقيقة أن «كديما» لم ينتخب قائمة مرشحيه بعد (الانتخابات الداخلية ستُجرى الأربعاء المقبل)، مضيفين أن من شأن انتخاب «كديما» لائحة «جذابة» أن يفيده على حساب «ليكود».

 

من جانبه، حاول نتانياهو التقليل من أخطار انتخاب القائمة اليمينية ونقلت عنه «يديعوت أحرونوت» قوله في أحاديث مغلقة أن هذه القائمة لن تمنعه من التحرك سياسياً على المسارين الفلسطيني والسوري، وأنه يؤيد مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين وعدم الاكتفاء ببرنامجه القائم على «السلام الاقتصادي». وأضافت أنه قال لأوساطه القريبة: «سنواصل المفاوضات مع الفلسطينيين والسوريين، وأنا على استعداد للدمج بين مفاوضات سياسية وسلام اقتصادي... السلام الاقتصادي هو مسار مواز وليس مساراً حصرياً، لا مسار على حساب الآخر».

 

وزادت الصحيفة أن نتانياهو قصد بأقواله طمأنة الإدارة الأميركية الجديدة، مستذكراً أن «ليكود» هو الذي أبرم أول اتفاق سلام مع مصر وهو صاحب أقوى الفرص لدفع السلام. ونقلت الصحيفة عن نتانياهو قوله في مؤتمر اقتصادي عقد بعد ساعات من إعلان نتائج الانتخابات الداخلية ان «طريقنا تمزج بين التشدد الأمني والبراغماتية السياسية، وأنا أعتزم مواصلة المفاوضات السياسية لتحقيق السلام».

 

وطغى انتخاب لائحة «ليكود» الجديدة على اهتمامات الساحة الحزبية والمحافل الإعلامية التي اتفقت على القول ان هذه القائمة لن تتيح لزعيم «ليكود»، في حال فوزه في الانتخابات وتشكيله الحكومة المقبلة، أي تحرك سياسي جدي. وأحصى أحد المعلقين البارزين 20 اسماً من الأسماء الـ35 الأولى التي تتصدر اللائحة، تعارض أي تنازل للفلسطينيين.

 

واتفق المعلقون على اعتبار نتائج الانتخابات الداخلية في «ليكود» صفعة لزعيمه نتانياهو «أكدت أنه لا يقود الحزب، إنما الحزب هو الذي يقوده»، وهو الذي بذل جهوداً كبيرة لانتخاب قائمة «يمينية معتدلة» لا تشمل متطرفين أمثال فيغلين والمتمردين لكنه فشل فشلاً ذريعاً في مقابل نجاح شخصية مغمورة مثل فيغلين في فرض القائمة التي أراد. واتهمت أوساط في «ليكود» نتانياهو بأنه في حربه المعلنة على فيغلين رفع من شأن الأخير واستفزه في شحذ همم أنصاره لتحقيق نتيجة طيبة.

 

ولفتت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها إلى حقيقة أن غالبية المرشحين الأوائل في لائحة «ليكود» الجديدة اشتهرت أساساً بدعمها الاستيطان في الضفة الغربية ومعارضتها أي تنازل للفلسطينيين واحتجاجها ضد أي محاولة لاستئناف المفاوضات مع سورية، «بل حتى أن عدداً منهم اشتهر بمعارضته اتفاق السلام مع مصر ولاحقاً اتفاقيات أوسلو وحتى الإعلان الصادر عن مؤتمر أنابوليس».

 

وتابعت أن المرشحين في الأماكن من 20 إلى 30 هم من غلاة الصقور في «ليكود». ورأت أن اللائحة الجديدة تؤكد الفوارق بين «ليكود» و «كديما» وأن خياراً واضحاً سيكون أمام الناخب الإسرائيلي بين «ليكود» الذي يريد إدامة الوضع الحالي وما ينطوي على ذلك من خطر على هوية إسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية ومن تدهور علاقات إسرائيل بالمجتمع الدولي عموماً ومع جيرانها العرب تحديداً، وبين «كديما» الذي يؤمن بوجوب إيجاد حل للصراع.

 

وكتب اليساري البارز يوسي سريد في «هآرتس» أن موشي فيغلين ليس مجرد يميني متطرف «إنما هو فاشي بكل معنى الكلمة وهو أسوأ من مئير كهانا ورحبعام زئيفي». وأضاف: «لكل لائحة مرشحين لونها الذي يميزها. أحياناً تكفي نقطة واحدة لتلوين لائحة بأكملها. في لائحة ليكود تختلط نقاط نتنة، ومع كل نقطة إضافية يطفح الكيل».

 

ورأى كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع أنه مع قائمة كالتي انتخبها «ليكود» ومع هذا الكم من النواب من «أمناء أرض إسرائيل» لا يمكن تشكيل حكومة يقبل بها العالم ويتعاون معها. وأضاف أنه رغم رسائل التهدئة التي يبعث بها نتانياهو إلى واشنطن والعالم العربي، فإن اللائحة التي أفرزتها الانتخابات الداخلية تنقل رسائل عكسية تقول إنه بات رهينة في يد اليمين المتطرف.