خبر الجبهة الشعبية : التهدئة واستمرار المفاوضات عبث بالقضية الفلسطينية يجب أن يتوقف

الساعة 08:32 م|10 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم- غزة

دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسؤولها في قطاع غزة د.رباح مهنا إلى إعادة النظر بالتهدئة ووقف المفاوضات العبثية الضارة بقضيتنا الفلسطينية، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والجرائم الإسرائيلية والحصار.

وقال د.مهنا في كلمة في حفل استقبال نظمته الجبهة على شرف ذكرى انطلاقتها الـ 41 بمدينة غزة قال إن التهدئة كسياسة هي سياسة خاطئة، معتبراً طرفي الصراع يسعيان لتوظيفها لمصالحه الخاصة، مضيفاً بأن هناك طرف يحاول استثمارها في المضي بالمفاوضات العبثية الضارة بقضيتنا، وطرف آخر يريد تهدئة تلو تهدئة للوصول لتهدئة طويلة الأمد تستمر سنوات، ولإحكام سيطرته على القطاع، واصفاً هذه التهدئة بالضارة بمصالح شعبنا الفلسطيني وحقوقه.

وشدد مهنا على ضرورة تشكيل جبهة مقاومة موحدة تحدد تكتيكات المقاومة وتحدد الوسيلة الأفضل للمقاومة متى وكيف وأين نقاوم، داعياً في الوقت ذاته إلى وقف المفاوضات مع الاحتلال والاستعاضة عنها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المنصفة لشعبنا.

 

واعتبر د.مهنا الحصار المفروض على قطاع غزة بأن هدفه سياسي، يهدف الاحتلال من خلاله لإنهاك شعبنا الفلسطيني وتكريس لحالة الانقسام، ومن ثم إخضاعه للقبول بتنازلات سياسية، وجعل التوجه جنوباً ممراً إجبارياً.

 

كما وجه د.مهنا نقداً لبعض أوجه استخدام الأنفاق مشيراً إلى أنه رغم ابتداع شعبنا في مسيرته النضالية لوسائل عدة لفك الحصار ومنها ظاهرة الأنفاق، إلا أن البعض يحولها هدفاً لتغليب مصالحه الخاصة إلى مظهراً ضاراً بشعبنا لمراكمة الثروات على حساب الجماهير وقوتها، وأنها ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية ضارة بأبناء شعبنا، مؤكداً أنها بدلاً من أن تكون عوناً لأبناء شعبنا أصبحت مكان لتحكم شريحة معينة بشعبنا، داعياً لإعادة النظر في أوجه استخدامها الضارة ووضع سياسة وطنية عامة تعيدها إلى ما ينبغي أن تكون عليه كأحد وسائل تخفيف معاناة شعبنا جراء الحصار.

وطرح د.مهنا في كلمته عدة إجراءات للقيام بها منها التحرك الجاد فلسطينياً وعربياً لإنهاء هذا الانقسام، محذراً من أن استمراره مدمر للقضية الفلسطينية، داعياً أيضاً إلى التحرك سياسياً من أجل وقف المفاوضات الضارة، وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة، بالإضافة إلى تفعيل الحالة الجماهيرية والدفاع عن هموم الناس ومشاكلهم.

كما أكد مهنا على أن الجبهة ستقوم بمعركة جماهيرية شاملة للدفاع عن الحريات الديمقراطية المفقودة في كل من غزة والضفة مع القوى الفلسطينية الأخرى وفي المقدمة منها قوى اليسار الفلسطيني، وستفّعل قضايا النضال الجماهيري لوقف التدهور الحاصل من إنهاك المجتمع الفلسطيني، والتصدي بكل حزم للاعتداءات على أبناء شعبنا والمؤسسات والاعتقالات السياسية، واصفاً بأن ما يقوم بهذه الأشياء مجرم يلحق أفدح الأضرار بالقضية الفلسطينية.

وأضاف مهنا بأن معركة التحرر الوطني تحتاج إلى تسخير كل طاقات أبناء شعبنا الفلسطيني في خدمة قضيته الأساسية، مشدداً على أنه لا يمكن فرض منهج اسلاموي على شعبنا في قطاع غزة لأنه خطر على قضيتنا.

كما شدد على أن الجبهة لا ولم ولن تصوب سلاحها ضد أبناء شعبها، وستحاول بالنضال الديمقراطي الجماهيري الدفاع عن حقوقه وتفعيل الحالة الجماهيرية ومحاصرة وعزل كل من يوجه السلاح نحو الجماهير ومناقشة هموم الناس، مشيراً في هذا السياق إلى أن الجبهة كانت أول فصيل قال لا للحسم العسكري الذي قامت به حماس وطالبتها بالتراجع عنه، كما قالت لا للمراسيم التي صدرت من قبل الرئيس أبو مازن اثر الحسم العسكري.

وأشار مهنا إلى أن الجبهة لم تخضع يوماً لأي نظام عربي أو غيره، وأن أي مشروع لا يخدم مصالح شعبنا وأمتنا سنرفضه وستتمسك بمواقفها التحررية الديمقراطية.

وأضاف بأن الجبهة متمسكة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وأنها تعتبرها الكيان الوطني الفلسطيني التي يجسد وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، لافتاً في الوقت ذاته أنها بحاجة إلى تفعيل وإصلاح حسب ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة، متهماً من يعطل هذه الإجراءات بأنه يلحق الضرر بشعبنا.

و حول المتغيرات الدولية الحاصلة أكد مهنا أن الجبهة ترى نفسها في المحور المناهض للنظام الدولي المعولم بقيادة أمريكا، إدراكاً منها حجم التغول والتفوق الذي يتميز به هذا القطب خاصة منذ انهيار الكتلة الاشتراكية، متطرقاً إلى بعض المتغيرات الجديدة التي حصلت بالعالم أهمها تحرك الدب الروسي ومحاولته الانعتاق من السيطرة الأمريكية، والأزمة الاقتصادية والمالية التي تواجه أمريكا والنظام الرأسمالي المعولم، وانتصار وتقدم بعض القوى والبلدان والحركات اليسارية والاشتراكية في العالم خاصة بأمريكا اللاتينية، وتحرك القوى الشعبية واليسارية في أوربا وتفعيل دورها في مواجهة الظلم والفقر والبطالة الناتجة عن سياسات أمريكا ونظام الدولة المعولم، واخيراً صلابة وفعل قوى الممانعة العربية والأقليمية، مشدداً على ضرورة نسج علاقات كفاحية مع هذه القوى، مشيراً في الوقت نفسه إلى إدراك الفرق بين نسج علاقات كفاحية بين قوى المقاومة والممانعة، وبين أن توجه هذه القوى القرار الفلسطيني لغير وجهته الصحيحة سواء كان ذلك التساوق مع المشاريع الاستسلامية المطروحة من ناحية، أو كان ذلك عدم إنجاح الحوار الفلسطيني الذي تعتبر الجبهة عودته ونجاحه ضرورة وطنية ملحة.