خبر فايغلين والصندوق الحديدي /بقلم: شالوم يروشالمي

الساعة 03:46 م|10 ديسمبر 2008

معاريف - مقال - 10/12/2008

        (المضمون: إذن ما الغرو في أن نتنياهو تحدث أمس بحرارة كبيرة عن حكومة وحدة "واسعة قدر الامكان"؟ لعل خلاصه السياسي سيأتيه من العمل او من كديما -  المصدر).

        موشيه فايغلين، الرجل الذي لم يخفِ العطف الذي كان يكنه لباروخ غولدشتاين، القاتل في الحرم الابراهيمي، ومن يعتقد أن اغتيال رابين كان مؤامرة من المخابرات ومن حزب العمل، هو السياسي الذي قرر أول أمس تركيبة قائمة حزب السلطة القادم.

        فايغلين تجول مع صندوق حديدي لقرابة 7 الاف منتسب مصممين وعنيدين وصمم معهم القائمة، من المكان الاول وحتى الاخير. بعض المتنافسين الذين دخلوا الى اماكن حقيقية بفضل فايغلين سيصبحون في الكنيست التالية جنوده ومنفذي كلمته. ولن يرغب أي منهم في أن يتورط معه إذ ستكون انتخابات داخلية اخرى في نهاية الولاية، والتي كما هو معروف تستمر عندنا بين سنتين ونصف وثلاث سنوات.

        بني بيغن، جدعون ساعر، روبي ريفلين وموشيه كحلون مدينون هم ايضا بمكانهم العالي في القائمة لفايغلين. كلهم كانوا موصى بهم في القائمة التي وزعها الموالون له في المداخل على صناديق الاقتراع. فهل أعطوا فايغلين شيئا بالمقابل؟ هل نسجوا معه صفقة خلف ظهر بنيامين نتنياهو الغاضب؟

        من الصعب الافتراض ان بيغن يعرف ما هي الصفقة السياسية. جدعون ساعر حظي بانجاز نادر في فارق هائل مع خصومه. من جهة اخرى، فان ساعر، ريفلين وكحلون لم يساعدوا نتنياهو في حرب الابادة التي اعلنها على فايغلين ولم يخرجوا ضده بكل القوة – الامر الذي ساعده في الحصول على الشرعية. أحدهم كان حتى في طريقه الى اجتماع تضامني مع فايغلين يوم الاربعاء قبل اسبوعين في فندق رمادا رينسانس في القدس، وفقط مكالمة من نتنياهو اجبرته على الالتفاف عائدا.

        الضرر الذي تكبده نتنياهو هائل. رئيس الليكود تلقى ضربة زعامية، صورية وسياسية، يتعين عليه أن ينتعش منها سريعا، وليس واضحا كيف. من ناحية الصورة، الليكود اتجه في الاتجاه المعاكس للاتجاه الذي قاده نتنياهو، ولم تجديه كل المؤتمرات الصحافية مع عوزي دايان، اسف حيفتس، تل برودي وكل الاخرين الذين بقوا في خارج القائمة.

        الليكود موديل 2009 بعد التمهيدية هو حزب يميني – متطرف، ديني، حريدي واشكنازي. اذا قرر نتنياهو السير في خطوات سلام تنطوي على تنازلات فسيصطدم ببني بيغن، بوغي يعلون، موشيه فايغلين والموالين له بوعز هعتسني، كيتي شطريت، يريف لفين وسغيف اسولين، زائد مجموعة "المتمردين" الذين سيعودون الى الكنيست بخطوة مرفوعة الرأس – ايهود ياتوم، ميخائيل رتسون، ايوب قارة وجيلا جمليئيل. إذن ما الغرو في أن نتنياهو تحدث أمس بحرارة كبيرة عن حكومة وحدة "واسعة قدر الامكان"؟ لعل خلاصه السياسي سيأتيه من العمل او من كديما.

        كما أن سلفان شالوم تلقى صفعة غير بسيطة من عدة اتجاهات. فايغلين لم يدعمه ولهذا فقد تدهور الى المكان السابع. نتنياهو وفايغلين معا حارباه في الاقاليم، حيث فشل معظم مرشحيه – ايهود دنون في تل أبيب، مريان غريسرو في السهل الساحلي، اريك برمي في حيفا وغيرهم. سلفان ملك الميدان والرجل كثير القوة، غير القادر على ان يدخل الى الكنيست ابن عمه اندريه اوزن في بئر السبع ضعف بشكل دراماتيكي حتى لو قدم نتنياهو له الاحترام ورفعه معه الى المنصة في حدائق المعار