خبر شروط المعجزة في المرة القادمة /بقلم: جدعون سامت

الساعة 03:43 م|10 ديسمبر 2008

معاريف - مقال - 10/12/2008

        (المضمون: من أجل احداث التغيير تحتاج ميرتس وحركة اليسار الجديدة الى ايقاظ مخزون الاصوات الصامتة كي تتصدى لروح اليمين الشريرة التي تعربد في الشارع  -  المصدر).

        يحتمل أن يكون سجل أمس خط جديد في التواء التذبذب لبنيامين نتنياهو. خط نازل. في الشهر الماضي ضاعف قوته بثلاثة اضعاف منذ السقوط في الانتخابات السابقة. وسجل لنفسه مقاعد اكثر بثلاثة اضعاف من العمل وحطم التعادل مع كديما. فجر أمس، أخفى الساحر السياسي بصعوبة قلقه من فشل حملة الترهيب التي خاضها لتصميم قائمة الليكود ضد الفايغليين. فقد سيطروا على ثلث القائمة المتطرفة. لا يوجد أي أمل في ان يحقق بهذه القائمة حتى رغبته المحدودة في معالجة المسيرة السياسية. فرقة يمينية مصممة ستنغص عيشه في كل أمر تقريبا.

        وربما لا. هذه وان كانت انعطافة تسنح بمساحة لانتعاش العمل وتعزيز ميرتس المتجددة، الا أنه يتبقى لقصة تلوي نتنياهو شهران آخران في بلاد المزاج المتقلب. فهو سينتعش. كتلة اليمين، الاكثر تطرفا من الليكود، ستحافظ على قوتها لدى الناخبين الذين يقسمون الولاء للتزمت الذي حتى نتنياهو تراجع عنه. اما كتلة اليسار فحتى لا تحصي 11 نائبا عربيا الا كجزء من كتلة مانعة.

        هذا هو المكان الذي توجد فيه حاجة لليقظة في اوساط من لم يشارك في لعبة التمهيدية، حتى في الانتخابات السابقة. على روح الصندوق في شباط يمكن ان يؤثر بضع مئات الاف يطلقون الصوت – او يتمترسون مرة اخرى في الخندق. في تصويت احتجاجي ساخر فان هذا الجمهور الغافي ساعد في المرة الاولى على ان يجلب الى الكنيست بضعة متقاعدين. هذه المرة توجد لديه القوة لان يحدث معجزة صغيرة: ان يعزز العمل وحركة سياسية جديدة، وهو التجديد الوحيد في ساحة سياسية محافظة جدا.

 لعله هذه المرة سيقف على قدميه جيل المصوتين الذي سجلت قوته المحتملة بشكل رمزي في الشهر الماضي في تل أبيب. فعلى مدى زمن طويل لم يبدِ الكثيرون منهم اهتماما في المعركة على الحكم. ولكن حتى لو رفع العمل رأسه من المكان المتدني الذي سقط اليه، فان التحسن عنده لن يكفي. فهذا لن يحدث انعطافة. الكثير منوط بمصير الربط بين ميرتس والحركة الجديدة. ذخرها الاساس، اكثر من ذخر العمل، هو ذات الطاقة الكامنة من التأييد لدى المصوتين ولا سيما الشباب، اذا ما قرروا المثول للمشاركة في المعركة.

كان مكتظا في اجتماع الحركة الجديدة يوم الجمعة الماضي في النادي الحميم. وسائل الاعلام تحدثت بكياسة ولكن لا يزال لا يوجد عبق في الجو. الدراما ستبدأ فقط اذا ما بث تكثيف الصفوف في اليسار احساسا بالالحاح. في ظروف مشابهة لضغط الزمن تبين في انتخابات 2003 بان شينوي، العلامة التجارية المعروفة ولكن الكامنة، قادرة على أن تحتل في اللحظة الاخيرة 15 مقعدا في الكنيست مع نحو 390 الف ناخب وزعيم كفؤ – تومي لبيد. ولهذا الغرض تحتاج ميرتس والحركة الجديدة الى الصوفية التي تجلب احيانا تغييرا مفاجئا. هذا منتج نادر في السياسة، لغز محوط بالغموض. كي يسقط الليكود يجب ان يستيقظ بقوة وبصخب مخزون الاصوات الصامت ضد روح اليمين الشريرة التي تعربد في الشارع.

تعزز قوة العمل هو الطفل المدلل الجديد للتحليل السياسي. وعلى سبيل التغيير الحقيقي مطلوب اكثر من مجرد العطف على المظلوم. العمل يحتاج الى شريك قوي من اليسار ليس من اجل العودة الى الحكم، فهذا ربما يجب أن ينتظر، بل لخلق كتلة معارضة ناجعة في الطريق الى الحكم في الجولة القادمة.

لا بد ستأتي اللحظة التي تكون فيها تسيبي لفني، الرافضة للتعاون مع العمل، قادرة على ان تبتلع النقد على نتنياهو، الذي تفجر لديها فجأة هذا الاسبوع. في ظل غياب تغيير حاد في موازين القوى، فان كديما سيسير معه الى حكومة خطيرة. تغيير؟ هذا سيأتي عندما سيتغلب اسرائيليون باعداد مناسبة، ممن يشاركون في السياسة، على الاشمئزاز ويحطمون الصمت. فيهم يختبىء عشرات الاف الشباب القلقون، غير المرتاحين والصامتون. المعجزة الانتخابية منوطة بهم. وربما يتحقق هذا فقط بعد الانتفاضة التالية.