خبر الأجواء في « إسرائيل » غير مستقرة.. وعنوان الأشهر القادمة « هدوء يحدده الوضع على الأرض »

الساعة 09:00 ص|10 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

كتب محرر الشؤون الإسرائيلية "في التاسع عشر من الشهر الجاري تنتهي وبشكل رسمي التهدئة التي بدأت في شهر حزيران الماضي بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والمؤسستان العسكرية والسياسية في إسرائيل بدأت منذ أيام عقد اجتماعات ومشاورات للخروج بموقف نهائي من التهدئة مع حماس، وهناك تيار داخل المؤسسة العسكرية يرفض ما يدفع به وزير الحرب ايهود باراك لتمديد التهدئة الى ما بعد الانتخابات في اسرائيل على ان يتم ذلك بدون اتفاق وبدون اية وساطات وأيضا بدون موقف اسرائيلي واضح ، على أن يكون عنوان الشهور الثلاثة القادمة "هدوء يحدده الوضع على ارض الواقع" حيث يرى باراك أن الاجواء السياسية في اسرائيل غير مستقرة ولا تسمح لاسرائيل بالخروج في حملة عسكرية ناجحة تحقق أهدافها في قطاع غزة.

 

وهناك قسم كبير من رئاسة هيئة الاركان يدعم ويؤيد موقف وزير الحرب ويرى أن اسرائيل قادرة على الصمود للأشهر الثلاثة القادمة ، اي الى ما بعد الانتخابات واستقرار الوضع السياسي في اسرائيل قبل الخروج في حملة عسكرية واسعة الى القطاع بات الجميع يؤيد القيام بها، لكن، الخلاف يدور حول التوقيت.

 

أما التيار المعارض لهذه الفكرة وهذا التوجه في رئاسة هيئة الأركان فيرى بأن لا مجال لمزيد من المماطلة، وأن الوقت عامل قاتل ومدمر لأمن إسرائيل على الجبهة الجنوبية ، وأن إسرائيل بحاجة إلى إعادة ترتيب الأوضاع في قطاع غزة بشكل يخدم مصالحها، ويسعى هذا التيار الى التأثير على بعض اركان القيادة السياسية في اسرائيل من اجل اعتماد مواقفهم والأخذ برأيهم والخروج في حملة سريعة حتى قبل موعد الانتخابات واستقرار الوضع السياسي في اسرائيل، ويرى بعض هؤلاء الضباط ـ الذين يفضلون الحديث في الغرف المغلقة وعدم الخروج في تصريحات علنية امام وسائل الاعلام ـ بأن هناك ضرورة لانهاء ملف الوضع الراهن في غزة وعدم ترك الأمور تتطور بشكل سلبي، وأن الظروف السياسية الدولية والاقليمية مناسبة للخروج في عملية عسكرية ، كما ان حملة عسكرية واسعة ضد القطاع ستحظى بالتفاف حزبي اسرائيلي من اقصى اليمين الى اقصى اليسار  في ظل تعرض أمن الاسرائيليين في محيط القطاع للخطر والاستنزاف الأمني.

 

وعلى خلفية هذا التضارب في الآراء الذي تشهده قاعات المشاورات واللقاءات في الغرف المغلقة سواء على المستوى العسكري أو السياسي، وفي ظل التصارع الذي أخذ يطفو على السطح لأسباب ومصالح حزبية وانتخابية بين تسيفي ليفني وزعيم حزب العمل أيهود باراك حول مستقبل التهدئة في القطاع، والخطوات الإسرائيلية المستقبلية التي يجب اتخاذها بعد التاسع عشر من الشهر الجاري، حيث تدفع الوزيرة ليفني إلى الرد بشكل قوي ضد حركة حماس ردا على استمرار القذائف حتى لو لم يكن الرد بحجم حملة عسكرية واسعة، وهي تدعم وتؤيد الاكتفاء بتوجيه ضربات قوية محدودة ضد أهداف لحركة حماس في القطاع لإعادة فرض الهدوء بين القطاع وإسرائيل من موقع قوة وليس من موقع ضعف، وهي ترفض الانجرار باتجاه عملية وحملة عسكرية واسعة لما فيها من مخاطر قد لا تستطيع بصفتها زعيمة للحزب الحاكم ان تتحملها عشية انتخابات عامة مبكرة.

 

أما بالنسبة لوزير الحرب إيهود باراك فهو يخشى الغوص في مواجهة مع حماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى المسئولة عن إطلاق القذائف من غزة، وأن يكون هناك معركة مفتوحة، خاصة مع وجود عامل مقلق يتمثل في العمق الإسرائيلي الذي قد لا يستطيع تحمل عملية عسكرية واسعة تستمر لأيام طويلة وتفرض أساليب معقدة في (اللعبة)، هذا التضارب في المواقع يدفع إسرائيل إلى إجراء الاتصالات مع جهات عديدة لبلورة موقف حول التهدئة مع اقتراب موعد انتهائها.