خبر صناعة الانكسار- هآرتس

الساعة 10:05 ص|22 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عوزي برعام

ليس هناك مستشار اسوأ من الانكسار. ليس هناك شيء ذا صلة اكثر من فقدان الصلة. كل شيء ينبع من توقعات نهاية العالم. ولستر الصغيرة ايضا فازت ببطولة الدوري الانجليزي، فرصها لفعل ذلك كانت مثل فرص ميرتس لتشكيل حكومة. هذا يثبت أنه لا توجد قوانين للصحوة في الرياضة والسياسة.

يوجد لدى الجمهور في اسرائيل ميول لتعظيم المعارض والبكاء على مرارة مصيرنا. « اغلبية الشعب تريد الحرب »، هل هذا صحيح؟ وماذا عن التأييد الذي تتغذى منه ميري ريغف – هل يوجد شيء كهذا أصلا؟ يمكن أن الحديث هو عن نواة متطرفة من اليمين والمستوطنين.

 

          تتصرف وزيرة الثقافة ريغف بشكل تحريضي. كنت من بين مشاهدي مباراة كرة السلة التي جرت في ستاد يد الياهو في تل ابيب. وكانت ريغف موجودة هناك، ولم يهتم الجمهور بوجودها. وبدت الوزيرة كواحدة اخرى في سلسلة تلاحق الاحترام، غير مهمة. ومن الذي كان في الاستاد. شعبنا بجميع اطيافه غير المتدينة جدا.

 

          من أين يأتي الاكتئاب المتواصل الذي يلعب دورا يسبب الشلل، والذي فيه اجماع عام حول الامور المختلف فيها؟ أنا لست ساذجا. أنا أريد الاتجاه الذي تدفع قيادة الدولة اليه. أنا أرى تأييدا لدوافع الجندي اليئور ازاريا وجرأة وزير التعليم نفتالي بينيت في أمور التدين. ماذا في ذلك اذا؟ يجب الصحوة لأن الحياة في الدولة ليست لهم.

يوجد في البلاد جمهور واسع ليس « محكوما مسبقا ». بعضه يعيش في ظل المخاوف: يعتقد أن أي تراخي لدولة اسرائيل تجاه العرب والفلسطينيين سيحضر داعش، وهو غير مستعد لمحاكمة القيادة بناء على معايير الاخلاق السياسية لأنه يشعر أن الوجود الفيزيائي للدولة معرض للخطر. ولكن معظم هؤلاء الاشخاص لا يؤمنون بأي عملية انبعاثية: لم يسبق لهم أن اجتازوا الخط الاخضر، أو رقصوا مع اوري اريئيل في يوم القدس. هذا هو الجمهور الذي سيحسم: يكفي تحريك خمسة مقاعد من جهة الى جهة كي يصبح النظام مختلفا.

 هذا الجمهور يستجيب الاحاديث الامنية والسياسية. ولكن اذا كانت المعادلة هي بنيامين نتنياهو يحافظ على الأمن لكن سلطته فاسدة، فهو سيعيش بسلام مع الجزء الثاني من المعادلة. واذا كانت المعادلة هي نتنياهو في سياسته يعرض اسرائيل للخطر وسلطته فاسدة، فان هذا الجمهور لن يوافق على طرفي المعادلة.

لكن عمليا، هناك تنازل عن الصراع. حراس الاسوار سيقولون إنه ليس هناك فرقا حقيقيا بين الموقع والمعارضة، اليسار الصهيوني يتعرض للهجوم لأنه لا يقدم الولاء للاقوال الخاطئة التي ليس لها فرصة في الرأي العام. ومن لا يتعامل مع معارضيه على أنهم لون واحد ويعرف أن الاشخاص لا يصوتون لليمين فقط بسبب كراهية العرب وتقديس القوة لذاتها، بل لأنهم يعيشون في ظل الخوف، سيعرف ايضا أن طريق الوصول اليهم هي عقلانية. طريق لا ترتبط بايجاد قاسم مشترك مع الميري ريغيفيين. أو الاستخفاف بحزب العمل ويوجد مستقبل ومستقبل ميرتس – كل تلك هي اوصاف لتبرير الانكسار والبكاء.

 عدد كبير ممن يؤيدون اليمين يخجلون من قادة معسكرهم، لكنهم يخافون من أي بديل. يجب على معسكر اليسار تجنيد قوته النفسية والمعنوية. لا يوجد خيار أمام نتنياهو سوى تصعيد الخوف، لا توجد امام بينيت خيار سوى وضع مسار الاقالة. لدى اليسار يوجد خيار. على معظم رؤساء الاجهزة الامنية السابقين والسياسيين ورجال العلم التحرك وطرح الحقيقة الاخرى وتأييد كل تيار سياسي يعبر عنها.

كلمات دلالية