خبر درع بشري لمنع المتطرفين من اقتحام أم الفحم ..صالح النعامي

الساعة 06:57 ص|10 ديسمبر 2008

قررت بلدية أم الفحم، ثاني كبرى المدن في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، تنظيم سلسلة بشرية لمسافة عشرات الكيلو مترات؛ من أجل التصدي للمسيرة التي ينوي اليمين الإسرائيلي المتطرف تنظيمها في المدينة، منتصف الشهر الجاري؛ للمطالبة بطرد العرب من الأراضي المحتلة عام 48.

وجاء تأكيد اليمين، بقيادة باروخ مارزيل، زعيم حركة "كاخ" المتطرفة، تنظيمه تلك المسيرة، بعد أن قررت المحكمة العليا الإسرائيلية السماح لقادة وأعضاء اليمين المتطرف بتنظيمها؛ بزعم ضمان حرية التعبير، وهو ما اعتبره نائب عربي في الكنيست (البرلمان) دليلا على أن "إسرائيل تتجه لحسم المصير العربي داخلها".

 

وأيد أعضاء المجلس المحلي في أم الفحم، الذي تترأسه الحركة الإسلامية، اقتراحا بتنظيم سلسلة بشرية على طول شارع وادي عارة، الذي يخترق منطقة المثلث والجليل؛ للحيلولة دون السماح بدخول أعضاء اليمين المتطرف، بقيادة مارزيل، الذي يدعو البرنامج السياسي لحركته إلى طرد فلسطينيي 48 من الأرضي المحتلة عام 48، بمن فيهم الدروز، الذين يخدمون في جيش الاحتلال؛ بدعوى أنه يتوجب أن يقطن إسرائيل اليهود فقط.

 

وقال رئيس بلدية المدينة، الشيخ خالد حمدان: "إن الشرطة أبلغته بأنها ستحمي أعضاء اليمين داخل المدينة"، مما دفعه إلى إرسال برقيات احتجاج للمسئولين في الشرطة وبقية الجهات المختصة، محذرا من مخاطر مسيرة اليمين المتطرف".

 

مصير العرب بإسرائيل

النائب العربي في الكنيست، عباس زكور، اعتبر أن "السماح بتنظيم المسيرة في أم الفحم يدلل على أن إسرائيل تتجه إلى حسم المصير العربي داخلها".

وأكد في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أن "هناك إجماعا داخل النخب السياسية والقيادات الأمنية الإسرائيلية على طرد العرب من الأراضي المحتلة عام 48، لتكون خالية من العرب تماما".

 

وأردف زكور أن "إسرائيل تبذل كل ما في وسعها لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة  أراضيهم بأي ثمن، فطرد العرب أصبح جزءا أسياسيا من الأيدلوجيات التي تحكم الأحزاب الصهيونية".

 

وشدد على أن "الحديث عن يهودية الدولة يعني أنهم يريدون إسرائيل بدون عرب وبنقاء عرقي وديني خالص".

 

وناشد زكور الدول العربية، وتحديدا التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، "أن تجعل موضوع تعاطي إسرائيل مع فلسطيني 48 جزءا من منظومة الاعتبارات التي تحتكم إليها تلك الدول في علاقاتها مع تل أبيب".

 

برميل بارود

 

ولقي قرار المحكمة العليا السماح لليمين المتطرف بتنظيم تلك المسيرة انتقادات من شخصيات إسرائيلية.

 

ففي مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية وصف الجنرال دان رونين، القائد السابق للمنطقة الشمالية في الشرطة الإسرائيلية، قرار المحكمة بـ"المضلل"، محذرا من أنه "يهدد أمن إسرائيل".

 

وأضاف الجنرال رونين: "بدلا من مساعدة حركة كاخ العنصرية، كان يجدر بالمحكمة أن تحسن الصنع بأن تأمر الدولة بتخصيص الموارد المطلوبة لتحقيق المساواة بين المواطنين العرب واليهود.. لا تقل قيمة المساواة عن حرية التعبير".

 

كذلك حذر رئيس منتدى رؤساء السلطات المحلية في منطقة وادي عارة، ورئيس المجلس الإقليمي، مناشيه إيلان سديه، من النتائج التي لا تحمد عقباها جراء السماح بمسيرة اليمين.

 

ووصف المسيرة المرتقبة بـ"برميل بارود من شأنه جر المنطقة بشكل خاص، والبلاد عامة، إلى دوامة من العنف والصدامات الدامية بين اليهود والعرب".