خبر الاحتلال يعزز قواته بوحدات من الأطباء النفسيين

الساعة 06:35 ص|10 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

تواجه الولايات المتحدة تفاقماً مطرداً في الاضطرابات النفسية وحالات الانتحار بين جنودها العائدين من العراق منذ احتلاله عام 2001م . ودفعت الأوضاع النفسية الكارثية للجنود العائدين من الحرب على العراق الإدارة الأمريكية إلى البحث عن مخرج للتخفيف من معاناتهم النفسية في الميدان قبل استفحالها .

وتعالج عيادات مخصصة للإجهاد الجنود الأمريكيين المصابين بصدمات ناجمة عن المعارك في العراق أو نتيجة الطلاق ومشاكل اجتماعية أخرى .

وهناك أربع عيادات في العراق يعمل فيها أطباء نفسيون واخصائيون في علم النفس إلى جانب مرشدين اجتماعيين وممرضين ويمكن البقاء فيها ساعات أو أياماً لمجرد تبادل الحديث أو المعالجة أو للاستراحة .

وتقع عيادة بغداد في معسكر ليبرتي أكبر القواعد العسكرية في العالم حيث يتمركز ما لا يقل عن خمسين ألف جندي قرب المطار .

وتشير الدراسات التي يقوم بها الجيش إلى إصابة العديد من الجنود الذين خدموا سابقاً في العراق وأفغانستان بشرخ نفسي .

وتوضح دراسة أعدتها مؤسسة “راند كوربوريشن” أن ما لا يقل عن 300 ألف جندي أمريكي من أصل مليون و600 ألف يعانون من اضطرابات نفسية منذ العام 2001 .

ولدى وصول الجنود إلى “عيادة الإجهاد الناجم عن المعارك”، يتم استقبالهم من جانب طبيب نفسي يقوم بتشخيص العلة لوصف العلاج المناسب كما ينصح إما بتكرار الزيارة بشكل منتظم أو الإقامة في المكان .

من جهته، يقول اللفتنانت إدموند كلارك احد الأطباء النفسيين “تحدث أمور مجنونة في الحرب، وليس من السهل تحمل كل ذلك . لذا، يأتي الإجهاد كرد فعل طبيعي والخوف أمر عادي” .

ويتركز العلاج طوال النهار على المحاور التالية القدرة على التصدي وإدارة الغضب، وكيف يمكن تحديد الأهداف، وكيفية إدارة علاقة ما والاسترخاء والنوم السليم .

ويستطيع الجنود قضاء يوم كامل إذا كانوا مقيمين في القاعدة ذاتها، أما إذا كانوا متمركزين في مناطق بعيدة، فبإمكانهم النوم في العيادة التي تضم 48 سريراً .

وإذا كان الضباط يعرفون مسبقاً بوجود الجنود وضرورة أن ينالوا موافقتهم، فان السرية تكون مضمونة لهؤلاء . وبإمكان الضباط أن ينصحوا الجنود بالقيام بزيارة إلى العيادة لكنهم لا يستطيعون فرض ذلك .

ويؤكد جورملي أن استشارة الأطباء النفسيين لم تعد سبباً لإلحاق الضرر بسمعة الجنود أو الوقوف عائقا أمام ترقيتهم بعد أن تم اعتبارها كذلك لفترة طويلة، مشيراً إلى أن القيادة العليا تضاعف المبادرات في هذا الصدد .

وفي مواجهة هذه المشكلة، بدأ المختصون في الطب النفسي تفقد الوحدات العسكرية بدلاً من انتظار الجنود ليأتوا إليهم .

ويتابع “نستطع حمل حقائبنا والانضمام إليهم أينما كانوا، بات حضورنا بينهم أمراً اعتيادياً كما أن العلاقات تصبح أكثر سهولة” .

ويوضح جورملي أن “أفضل وسيلة علاج متبعة هي اعتبار المريض صديقاً أو رفيقاً تعرفه لكي تستطيع أن ترى في رمقة نظر واحدة أن هناك خللاً ما، فالتحدث مع أفراد دوريته يكون كافياً لخفض مستوى الإجهاد في بعض الأحيان” .

وعلى أحد جدران العيادة، تم تعليق إعلان يقول “لا تترك أبدا زميلاً يقاتل وحده، أصغ إليه، فليست كل الجروح مرئية . يجب منع الانتحار، من مسؤولياتك جلب المساعدة لرفيقك” .