خبر توقع خلافات بين حكومة نتانياهو والإدارة الأمريكية الجديدة

الساعة 06:28 ص|10 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

تنطوي سيطرة الصقور على قيادة حزب الليكود المرشح للفوز في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية في العاشر من فبراير، على تهديد بوقف عملية السلام التي تواجه المصاعب.

ويرى المحللون ان نتائج انتخابات حزب الليكود التي جرت الاثنين لاختيار مرشحيه في الانتخابات التشريعية جاءت لصالح معسكر الصقور في الحزب وهم اولئك الذين لم يتخلوا عن اسطورة "اسرائيل كبرى" تضم الضفة الغربية كلها وهي التي ظلت في صميم ايديولوجية اليمين الاسرائيلي طوال عشرات السنين.

ولم يتمكن زعيم الليكود ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو من دفع حزبه في اتجاه الوسط. وعلى النقيض من ذلك فان قائمة مرشحي الليكود في الانتخابات يسيطر عليها معارضون لتسويات اقليمية وهم الذين نددوا بالانسحاب من قطاع غزة في 2005 ويستبعدون انشاء دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل. ويقول بيني بيغن، الذي يعتبر من الشخصيات الاكثر شعبية في الحزب وهو ابن مؤسس الليكود مناحم بيغن رئيس الوزراء الاسبق، ان "جميع التنازلات التي قدمتها اسرائيل حتى الآن لم تجد نفعا، وذلك لانه ليس هناك شريك للسلام في الجانب العربي. ولهذا فانني اعارض انشاء اي دولة فلسطينية".

وكان نتانياهو قد اعرب عن تخوفه قبل انتخابات الاثنين من ان يقطع الليكود شوطا كبيرا في الاتجاه الى اليمين وهو امر قد يجعله يخسر جانبا من الرأي العام وذلك بتعرضه للاتهامات من جانب منافسيه في حزب كاديما (وسط) الحاكم وحزب العمل بالتطرف.

وقد بادر رئيس الوزراء المستقيل ايهود اولمرت الثلاثاء الى اتهام حزب الليكود اليميني الذي كان من زعمائه من قبل بانه يبدو "كحزب متطرف قد يدفع اسرائيل الى العزلة". وليس هناك ما يدل في هذه المرحلة على ان نتائج الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود ستؤدي الى انعكاس للاتجاه ووقف التصاعد الكبير الذي يحظى به في استطلاعات الرأي التي تفيد بانه سيضاعف عدد مقاعده البرلمانية ثلاث مرات في انتخابات العاشر من فبراير وذلك بعد تراجع نتائجه كثيرا في الانتخابات التشريعية في 2006 (12 مقعدا من بين 120 مقعدا).

 

ويقول جيدعون دورون الباحث في العلوم السياسية ان "الرأي العام في اسرائيل ينحو في اتجاه اليمين لانه على اقتناع بان اتفاقا للسلام مع الفلسطينيين غير وارد الان. ومن ثم فان سيطرة المتشددين على الليكود لن تحول بينه وبين الفوز في الانتخابات".

واستطرد دورون وهو استاذ في جامعة تل ابيب ان "نتانياهو سوف يسعى الى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع كاديما وحزب العمل. واذا لم يتمكن من ذلك فانه سيتعين عليه التحالف مع احزاب دينية ويمينية متطرفة ويصبح بالتالي رهينة لها".

واستطرد هالفر قائلا : وفي هذه الحالة فان هناك "مخاطر وقوع خلافات مع الادارة الامريكية الجديدة برئاسة باراك اوباما" التي يبدو انها لن تكون على استعداد لمنح اسرائيل التأييد غير المشروط الذي كانت تحظى به في عهد ادارة بوش. وقد عارض نتانياهو دائما انشاء دولة فلسطينية ذات سيادة بصلاحيات فعلية. وفيما عدا ذلك فانه يتخذ موقفا غامضا حول خياراته السياسية دون ان يستبعد بصورة قاطعة التوصل الى تسوية اقليمية مع الفلسطينيين وسوريا.