خبر دور الرعاة- بقلم خالد صادق

الساعة 04:29 م|19 يونيو 2017

فلسطين اليوم

اشتدت هجمة الاحتلال الصهيوني على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك, في أعقاب عملية القدس البطولية, التي نفذها ثلاثة أبطال, وأدت لمقتل مجندة وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجراح, فقد أعلن رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، أن منطقة باب العامود أحد أهم أبواب القدس القديمة المؤدية للمسجد الأقصى المبارك، منطقة عسكرية مغلقة يحظر التنقل أو الاقتراب منها أو فتح المحال التجارية المتاخمة لها, وتشديد الحراسات الأمنية داخل المدينة, وتحديدا على الأبواب المؤدية للمسجد الأقصى المبارك, وقد أبعدت سلطات الاحتلال الصهيوني أكثر من 350 فلسطينيا كانوا قد قدموا من الضفة, ومنعتهم من الاعتكاف في المسجد الأقصى, ودخول مدينة القدس في أعقاب العملية البطولية, وأعلنت حالة الاستنفار في الأقصى.

اخطر ما يتعرض له المسجد الأقصى هذه الأيام تحديدا, عمليات الاقتحام المتزايدة, والتي تحمل طابع التحدي لمشاعر المصلين المعتكفين في باحاته, حيث يقوم الاحتلال وقطعان مستوطنيه باقتحام الأقصى «تحديا» في العشر الأواخر من رمضان, رغم علمهم بوجود آلاف المعتكفين داخل باحاته, وان هذا قد يؤدي إلى مواجهات دموية, ووقوع مجزرة على غرار مجزرة الحرم الإبراهيمي, قد يذهب ضحيتها عشرات الفلسطينيين, لكن الاحتلال يصر على المضي في خطواته التصعيدية في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة, غير آبه بالعواقب مهما كانت نتائجها, وظهرت اولى النتائج سريعا باعتداء المستوطنون على المرابطين داخل الأقصى.

واضح ان الاحتلال يؤسس لواقع جديد في القدس, ويريد ان يحسم ملف القدس بشكل نهائي, سواء بالقوة الدموية, أو بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية, فملف القدس أصبح خارج طاولة المفاوضات, وغير قابل للطرح لمجرد النقاش, ورئيس السلطة يعلم ذلك جيدا, خاصة بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, وخطوة اقتحام الأقصى مع وجود أعداد كبيرة من المرابطين في باحاته, الغرض منها التأسيس لواقع جديد, وقياس ردات الفعل الشعبية على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي, وهذا في النهاية قد يؤدي إلى فرض معادلة جديدة على الأرض, تسمح للاحتلال ببدء خطوات عملية لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, والاستجابة لضغوطات اليمين الصهيوني على نتنياهو, الذي وعد في حملته الانتخابية, باتخاذ خطوات جريئة وعملية لإنهاء وحسم ملف القدس إلى غير رجعة.

في ظل هذا الواقع الأليم, والأخطار الكبيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى, ينظر الفلسطينيون للرعاة, الذين حملوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس, وتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للمقدسيين لأجل الحفاظ على إسلامية وهوية ومعالم المدينة التاريخية, فأين دور الأردن, والمملكة المغربية, ومنظمة التعاون الإسلامي, وغيرها الكثير من المنظمات التي حملت على عاتقها مهمة الدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس؟! هذا هو الوقت الملائم لإبراز دورهم الحقيقي في الدفاع عن المدينة ومسجدها, في ظل كل هذه الأخطار التي يتعرض لها الأقصى والمدينة المقدسة؟!

إننا لا نبحث عن مجرد رعاة للأقصى همهم فقط إضافة ألقاب ونياشين لأنفسهم, إنما نبحث عمن يستطيع ان يحمل على عاتقه مهمة الدفاع عن القدس ومسجدها, في الوقت الذي تشهد فيه المدينة المقدسة, حالة من التغول غير المسبوقة ضد القدس ومسجدها ومقدساتها, هنا يجب ان يبرز دور الرعاة الحقيقي, ويظهر بوضوح في التعامل مع القدس, هل هو تعامل نابع من إيمان حقيقي وراسخ, ام انه مجرد شكل بروتوكولي الغرض من ورائه التقاط صورة فقط؟!

كلمات دلالية