خبر تزايد الضغوط على شيخ الازهر للاستقالة على خلفية مصافحته الرئيس الاسرائيلي

الساعة 06:11 ص|10 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم – وكالات

 ازدادت الضغوط على شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي من سياسيين ووسائل اعلام مصرية للاستقالة من منصبه عقب مصافحته الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز.وينظر الى ردود الفعل السلبية من تصرف طنطاوي على انها تعبير عن عمق الغضب والاستياء الذي يشعر به المصريون تجاه جيرانهم الاسرائيليين.وكان طنطاوي قد اتهم صحيفة "معاريف" الاسرائيلية "بالكذب" بشأن مصافحته بيريز في مؤتمر حوار الاديان الذي عقد في مقر الامم المتحدة.وكان نشر صورة طنطاوي وهو يصافح بيريز خلال مؤتمر حوار الاديان الذي نظمته الامم المتحدة الشهر الماضي قد اثار غضب صحافة المعارضة في مصر وطالب احد نواب المعارضة باقالة طنطاوي من منصبه.

 

ونشرت "معاريف" تفاصيل عن المصافحة موضحة ان الشيخ طنطاوي اقترب من بيريز وتحدث اليه.

 

الا ان طنطاوي رد بحدة على تقرير الصحيفة الاسرائيلية، وقال في تصريح تليفزيوني "إنهم كذابون".

 

واضاف قائلا "سلمت على عدد من الشخصيات، لكن هذا الوجه، بيريز، ليس غريبا علي".

 

ثم تساءل شيخ الأزهر "افرض انني انا سلمت عليه هل هدمت فلسطين؟ لماذا؟ انه من دولة نحن نعترف بها".

 

وتابع قائلا "قابلني فسلمت عليه، هذه هي كل المسألة، هو موجود في مكان وانا في نفس المكان، فقابلني مد يده فسلمت عليه".

 

وردا على سؤال عن مصافحته بيريز بينما تضرب اسرائيل حصارا على غزة قال طنطاوي "اسألوا الخارجية".

 

وقال طنطاوي في بيان أصدره مكتبه بأن "صورة المصافحة التي نشرتها بعض المواقع الالكترونية صحيحة وليست مزيفة، إلا أنها حدثت دون ترتيب و تمت بشكل تلقائي دون أدني إعداد وفي سياق غير ما وظفت فيه".

 

وأشار البيان إلى أنها "جاءت عقب دعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة لتكريم أعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر حوار الأديان بأمريكا، وأن عدداً كبيراً من الحاضرين جاءوا لمصافحة شيخ الأزهر، وكان من بينهم شيمون بيريز، وأن شيخ الأزهر قد تفاجأ به أمامه، كما أنه لم يكن لديه سابق معرفة ببيريز، وأن الأمر لم يستغرق مجرد ثوان".

 

وفي تصريحات لتلفزيون "العربية" الاثنين الماضي قال شيخ الأزهر "هو مافيش غير شيمعون بيريز. أؤكد أننى صافحته دون ان أعرفه أو أعرف شكله، وأن هذه المصافحة كانت "عابرة ،عابرة ،عابرة " لأننى لا أعرفه أصلا".

 

وأضاف طنطاوى "كنت أقف فى حفل حضره عشرات الرؤساء على هامش اجتماعات مؤتمر الحوار بنيويورك، وأصافح كل من يمد يده إلىّ ليصافحنى، وكان من بين هؤلاء بيريز الذى لم أكن أعرفه، وصافحته مثل غيره بصورة "عابرة" تماما دون أن أعرفه مطلقا".

 

وتساءل طنطاوى "هل مصافحتى لشيمعون بيريز هى التى ستحل القضية الفلسطينية أو تعقدها، وبافتراض أنني كنت أعرفه، هل كفرت بهذه المصافحة".

 

واتهم من يقومون بالترويج ونشر صور مصافحته لشيمعون بيريز بأنهم "مجموعة من المجانين". وقال: من يسعون لعمل ضجة كبيرة على مصافحتى "العابرة" لبيريز، من الأفضل والأولى أن يركزوا على قضية الحجاج الفلسطينيين الذين لايستطيعون الوصول الى الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج بسبب الخلافات بين الفصائل الفلسطينية التى تحول دون ذلك".

 

وأضاف "اللى بيعملوا هذه الضجة بيعملوها على أيه ؟.. دول جماعة فاضيين".

 

الشيخ صافح الجميع بحرارة

 

من جهته قال رئيس مكتب شيخ الازهر د عبد النبي فراج لـ"العربية": اللقاء لم يكن متعمدا، فقد جاء بيريز ضمن مجموعة لمصافحة الشيخ خلال حفل الاستقبال الذي عقد للوفود المشاركة في مؤتمر حوار الأديان، ومن ثم التقط أحد الصحفيين صورة المصافحة.

 

وأضاف: بعد ذلك أكد لي الشيخ أنه لم يكن يعرف أنه شيمعون بيريز ولم يتبين ملامحه، عندما تقدم إليه ضمن آخرين، وصافح الجميع بحرارة ليظهر سماحة الإسلام.

 

وقال فراج إن الشيخ طنطاوي لم يعرف بأمر صورة المصافحة إلا بعد نشرهاعلى موقع "العربية" وأنه أصدر بعد ذلك بيانا لتوضيح حقيقتها وملابساتها وتجنب الاتهامات الباطلة من البعض، مؤكدا أنه لم يتلق أي مطالبات رسمية بالاعتذار عن هذه المصافحة للمسلمين والفلسطينيين.

 

واتهم د.عبد النبي فراج "الاخوان المسلمين بأنهم سبب الضجة، وهم الذين حركوا الأمر وصعدوه عبر المتحدث الاعلامي لكتلتهم في البرلمان د. حمدي حسن الذي قدم بيانا عاجلا في مجلس الشعب لرئيس الوزراء حول الصورة مطالبا شيخ الازهر بالاعتذار.

 

وأضاف "أن مطلب الاعتذار في حد ذاته غير منطقي فمن الناحية الشرعية قام الرسول صلي الله عليه وسلم بالتعامل مع اليهود، كما أن شيخ الأزهر كان في مؤتمر، ولم يكن في معركة حربية وبالتالي ليس من المطلوب منه أن يأمر بطرده من المكان أو المؤتمر".

 

وكان الأمين العام لكتلة الإخوان في مجلس الشعب المصري (البرلمان) د. حمدي حسن قدم بيانا عاجلا إلى رئيس مجلس الوزراء في الأسبوع الماضي حول ما وصفه بالمصافحة "الحميمة بين شيخ الأزهر والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في مؤتمر حوار الأديان بنيويورك".

 

واعتبرها "إهانة بالغة للشعب المصري والعربي والاسلامي، ولكل شهداء غزة المحاصرين الآن بفعل غلق إسرائيل لجميع المعابر". وأثارت أزمة وجدلا في مصر حيث طالب اقطاب العمل السياسي ورموز المعارضة بعزل شيخ الأزهر من منصبه، وطالب آخرون بتنظيم حملة شعبية تطالبه بالاستقالة.