خبر متمردو الليكود يسيطرون على قائمة الحزب للانتخابات العامة

الساعة 06:56 م|09 ديسمبر 2008

فلسطين اليوم - غزة

أعلن حزب الليكود، قبيل فجر اليوم الثلاثاء – 9.12.2008، عن نتائج الانتخابات الداخلية لتشكيل قائمة مرشحي الحزب، التي جرت أمس، والتي سيخوض من خلالها الانتخابات العامة الإسرائيلية في 10 شباط المقبل. وتبين أن رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، فشل في تشكيل قائمة وسط – يمين إذ تبدو أنها قائمة يمين متطرف.

 

وأظهرت هذه النتائج أن رئيس كتلة الليكود في الكنيست، عضو الكنيست غدعون ساعر، حل في المكان الأول، أي أنه سيكون في المكان الثاني في قائمة مرشحي الليكود بعد نتنياهو المخصص له المكان الأول وتلا ساعر كل من عضوي الكنيست غلعاد أردان ورؤوفين ريفلين والوزير السابق بيني بيغن الذي عاد إلى النشاط السياسي قبل شهر تقريبا.

وحل عضو الكنيست موشيه كحلون في المكان السادس وتلاه كل من عضو الكنيست ووزير الخارجية السابق، سيلفان شالوم، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، وعضو الكنيست يوفال شطاينيتس وعضو الكنيست السابقة ليئا نيس.

فيما حل خصم نتنياهو داخل الحزب وزعيم الجناح اليميني المتطرف في الليكود، المستوطن موشيه فايغلين، في المكان العشرين، وهو ما يعتبر خسارة لنتنياهو الذي حاول إبعاده عن عضوية الكنيست لكي لا تظهر قائمة الحزب يمينية متطرفة.

 

ولفتت صحيفة هآرتس، اليوم، إلى أن مركزية نتنياهو في الليكود قد انهارت في أعقاب عدم انتخاب شخصيات كان قد أوصى بانتخابها في أماكن متقدمة، مثل الناطقة العسكرية السابقة، ميري  ريغف، والضابط في الجيش الإسرائيلي، اللواء في الاحتياط عوزي ديان، والمفتش العام السابق للشرطة، أساف حيفتس، وغيرهم.

وفي مقابل ذلك احتل من كانوا يُعرفون ب"متمردي الليكود"، الذين عارضوا الانسحاب من قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط، أماكن متقدمة في قائمة المرشحين وهم أعضاء الكنيست السابقين يولي إدلشتاين وغيلا غمليئيل وليئا نيس وميخائيل راتسون وأيوب القرا وايهود ياتوم إضافة إلى فايغلين.

 

وتشير التوقعات، بحسب استطلاعات الرأي إلى أن الليكود سيحصل في الانتخابات العامة المقبلة على عدد مقاعد في الكنيست يتراوح ما بين 30 و34 مقعدا. واعتبر نتنياهو في خطاب ألقاه بعد نشر نتائج الانتخابات الداخلية، الليلة الماضية، أن "هذه أفضل قائمة يمكن لأي حزب أن ينتخبها في دولتنا. ومنذ هذه اللحظة فإننا سنعمل بتعاون وسنوحد قوانا من أجل إعادة الأمل والأمن والاعتزاز إلى دولة إسرائيل في 10 شباط. وإذا عملنا سوية وتوحدنا فإننا سوف ننتصر".

 

وانتهى التصويت في الانتخابات الداخلية لليكود عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليلة الماضية، بعد تمديد عملية الاقتراع لساعتين. وشارك في التصويت ما يقارب 48 ألف عضو في الليكود حيث وصلت نسبة التصويت إلى 49% تقريبا.

 

من جهة أخرى هاجمت قيادات الأحزاب المنافسة لليكود، وخصوصا من أحزاب كديما والعمل وميرتس، الليكود ووصفوا قائمة الليكود الجديدة بأنها يمينية متطرفة. وقال عضو الكنيست تساحي هنغبي من حزب كديما، والرئيس السابق لمركز حزب الليكود، إن "نتنياهو استعرض قائمة يمين متطرف ولم يعد متمردو الليكود متمردين وإنما أصبحوا هم المسيطرون".

من جانبه قال النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي وأحد قادة كديما، حاييم رامون، لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "الوهم بأن يتحول الليكود إلى حزب وسط سياسي تحطم هذا الصباح. وواضح أن قائمة مرشحي الليكود هي قائمة يمينية وهي الأكثر تطرفا التي أنتجها الليكود منذ تأسيسه".

 وأضاف رامون أنه "بالإمكان أن نجد من المكان العشرين (الذي يحتله فايغلين) فما فوق أشخاصا من غلاة اليمين المتطرف. وعلينا أن نصحو وكل إنسان يملك عقلا سيدرك أنه يحظر انتخاب الليكود، كذلك فشلت جميع محاولات الليكود بالتنكر بأنه ليس هو". رغم ذلك فإن رامون، المقرب من رئيسة كديما تسيبي ليفني، لم يرفض إمكانية انضمام الليكود إلى حكومة يشكلها حزب كديما، لكنه أشار أن الأمر مرهون بعدد المقاعد التي سيحصل عليها حزبه، وأنه في حال "حصول الليكود على أكثر من 25 مقعدا فإنه سيتحول إلى حزب يمين متطرف".

 

ورأى الوزير وعضو الكنيست عن كديما زئيف بويم، أن "الليكود كشف عن وجهه الحقيقي وأصبح المتمردين واليمين المتطرف هم المسيطرون في الليكود. ومثلما فعل أرييل شارون الذي أدرك أنه لا يوجد مستقبل لليكود (عندما انسحب منه وأسس كديما) فإن بيبي (أي نتنياهو) أيضا سيتوصل إلى النتيجة ذاتها وسيضطر إلى تأسيس حزب جديد". 

 

من جانبها قالت عضو الكنيست زهافا غلئون من حزب ميرتس إن قائمة الليكود "ليست كابوسا وإنما هي قائمة كابوس يميني وفايغلينية (نسبة على فايغلين) ويسيطر عليها متمردو الليكود، وستُفشل أي احتمال ومحاولة للتوصل إلى اتفاق سياسي (مع الفلسطينيين والعرب عموما)". وقال سكرتير حزب العمل، عضو الكنيست ايتان كابل، إن "قائمة بيبي – فايغلين ترمز إلى انعدام الأمل البالغ ولا تترك مجالا لعملية سلام حقيقية. ويُظهر االتطرف اليميني في قائمة مرشحي الليكود لمؤيدي العمل أنه لا توجد طريق أخرى سوى قيم حزب العمل".

 

من جانبه عبر فايغلين عن رضاه من قائمة الليكود وقال إن "الليكود انتخب القائمة المخلصة لقيمه. وأنا مسرور من أجل الليكود والدولة وهذا هو الليكود الحقيقي الذي عاد إلى نفسه". وأضاف "لم أفز على نتنياهو بل أن الليكود هو الذي فاز وأولئك النواب الذين عارضوا الطرد (في إشارة إلى خطة فك الارتباط وإخلاء مستوطنات قطاع غزة) وكانوا مخلصين لأرض إسرائيل وشعب إسرائيل". وتوقع فايغلين أن يفوز الليكود بأربعين مقعدا في الكنيست في الانتخابات المقبلة وقال إنه يبذل جهدا من أجل ضم أحزاب اليمين المتطرف على الليكود.