خبر تل أبيب: الأزمة مع قطر فرصةً ذهبيّةً « لإسرائيل » قد تُشعل الحرب مع حماس

الساعة 10:39 ص|14 يونيو 2017

فلسطين اليوم

 

يُعتبر المُستشرق الإسرائيليّ، مردخاي كيدار، من أكثر المُتشدّدين في الدولة العبريّة ويُعبّر عن آرائه اليمينيّة المُتطرفة في كلّ مناسبةٍ، والتي يفيض منها العداء للأمّة العربيّة والإسلاميّة على حدٍّ سواء.

بروفيسور كيدار، نشر مقالاً في موقع (NRG) العبريّ-اليمينيّ تناول فيه الحديث عن قوة التأثير التي تمتعت بها قطر بفضل قناة الجزيرة التي تُزعج تل أبيب، وأشار إلى أنّ القناة، وكلمّا اندلع صراع بين « إسرائيل » وحماس، تصطف بكلّ قوتها وإمكاناتها إلى جانب حركة المُقاومة الإسلاميّة، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً إنّه بخلاف الإقامة الدائمة التي يتمتع بها القيادّي بالحركة خالد مشعل في الدوحة خصصت قطر نصف مليار دولار من أجل إخراج القدس من حدود إسرائيل، عبر شراء منظمات كاليونسكو (المدير القادم للمنظمة سيكون لبالغ المفاجأة من قطر)، وإعلاميين وأكاديميين، وتقود الجزيرة حملة إعلامية منظمة لضمان تحقيق هذا الهدف، على حدّ تعبيره.

ويأتي هذا المقال بعد أنّ كُشف النقاب أوّل الأسبوع الجاري عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يدرس إغلاق مكاتب قناة الجزيرة الفضائية القطرية. وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، إنّ نتنياهو عقد مداولات حول الموضوع وأنّ مكتب الصحافة الحكومي ووزارة الخارجية وجهاز الأمن العام الإسرائيليّ (الشاباك)، وباقي المؤسسات الأمنية بدؤوا بدراسة الأمر.

وتابعت أنّ إسرائيل تريد على الأرجح الاستفادة من إغلاق عدد من الدول العربية مكاتب الجزيرة، للحدّ من نشاطها في البلاد، لافتةً إلى أنّه كانت هناك دعوات كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية لإغلاق مكاتب الجزيرة في البلاد بسبب تغطيتها السلبية لإسرائيل.

ولكنّ المصادر السياسيّة في تل أبيب شدّدّت على وجود مخاوف من تأثيرات هذه الخطوة على صورة إسرائيل، بالإضافة إلى وجود عراقيل قانونية. وقالت: يرجح أنْ تستأنف الجزيرة ضدّ هكذا خطوة في المحكمة العليا الإسرائيليّة.

علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن وزير الحرب الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان قوله إنّه في إسرائيل والدول العربيّة يتّم النظر إلى الجزيرة كخطر، مؤسسة إعلامية شبيهة بتلك التي عملت خلال ألمانيا النازية، على حدّ تعبيره.

أمّا فيما يتعلّق بالخلاف القطريّ مع دول الخليج، السعودية، الإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، فتفحص « إسرائيل » كيفية توظيفه لمصالحها الإستراتيجيّة والتكتيكيّة، وبرأي أستاذ العلوم السياسية سيث فرانتسمان، الذي عبّر عنه في مقال نشرته صحيفة “معاريف” وصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليتان، اعتبر أنّ الحديث يدور عن فرصةٍ إسرائيليّةٍ غير مسبوقة من شأنها التأثير على موازين القوى في الشرق الأوسط. وتتمثل هذه الفرصة، برأيه، في تأسيس محور يجمع إسرائيل والسعودية، انطلاقًا من مصلحة تل أبيب المشتركة مع دول الخليج في مواجهة إيران.

وعدد فرانتسمان خمسة مكاسب لإسرائيل من وراء قطع العلاقات مع قطر. فبخلاف فتح آفاق جديدة لتعاون إسرائيلي مع دول المحور السُنيّ، سوف تريح هذه الخطوة حكومة بنيامين نتنياهو بإبعادها عن مركز الاهتمام العالمي، وتقليل الضغوط عليها في ما يخص الملف الفلسطيني.

وساق قائلاً: هذه فرصة للحكومة، فقد تحدث نتنياهو منذ وقت طويل عن تكوين علاقات إقليميّة تتجاوز مصر والأردن مع دول الخليج وتطرّق للتهديد الإيرانيّ منذ عقدين من الزمن، ولفت إلى أنّه إذا انشغلت الدول العربية بإيران وقطر أكثر من الشأن الفلسطينيّ، فسوف يُقلل ذلك الضغط على إسرائيل في وقت يحاول الفلسطينيون تذكير المنطقة بأنّهم يعيشون تحت سيطرة إسرائيلية منذ 50 عامًا، على حدّ قوله.

وبرأيه، فإنّه إذا ما نُظر لإسرائيل في الماضي على أنّها المشكلة الرئيسيّة للمنطقة، فإنّ الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ اليوم جرى تهميشه بالنظر إلى الأحداث في سوريّة ومصر واليمن وليبيا، والآن الصراع مع قطر.

مكسب آخر يتمثل، بحسب فرانتسمان، في عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة، ربطًا بين اتخاذ مصر وغالبية دول الخليج قرارات بمقاطعة قطر وبين زيارة ترامب إلى الرياض والتي دعا فيها العرب والمسلمين لطرد الإرهابيين. فبعد أنْ شعرت إسرائيل كثيرًا بالعزلة في عهد الرئيس الأمريكيّ السابق باراك أوباما، باتت تشعر الآن بأن واشنطن عادت إلى المنطقة لدعم حلفائها.

وبخلاف حديثه عن وضع خطوة المقاطعة هذه خطوطًا حمراء أمام ما سمّاه تنظيمات إرهابية، وإطلاق يد إسرائيل وتحمسها أكثر للعمل ضدّ هذه التنظيمات، تحدّث المحلل الإسرائيليّ عن الضرر البالغ الذي سيلحق بحركة حماس ويتسبب لها بمزيد من العزلة، على اعتبار أنّ قطر كانت الداعم الأكبر للحركة طوال العقد الماضي، فهي تستضيف قادتها وتوفر لها مركز عمل، ومساعدات مالية ودعمًا دبلوماسيًا. لكن مع بدء الضغوط الأخيرة عليها، اضطرت الدوحة إلى طرد عدد من مسؤولي الحركة، أكّد فرانتسمان.

أمّا يوسي ميلمان، محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة “معاريف”، فرأى أنّ حماس اليائسة مجددًا قد تتجّه إلى أحضان إيران، وربمّا ستدخل في مواجهةٍ عسكريّةٍ مع إسرائيل، للهروب من الحصار الذي تشهده. كذلك أوضح ميلمان، يمكن للأمر أنْ يضر بدفع صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس لإعادة رفات هدار غولدين وأورون شاؤول ومواطنين إسرائيليين آخرين. إذْ يمكن القول إنّ قطر هي قناة الوساطة بين إسرائيل وحماس، بحسب المُحلل العسكريّ-الإسرائيليّ.

 

 

كلمات دلالية