بعد حرمان طوال العام

بالصور شهر رمضان... طريق المحرومين من المسجد الأقصى

الساعة 06:53 ص|12 يونيو 2017

فلسطين اليوم

في نهاية باب الواد وما أن رأت « قبة الصخرة » تلوح لها من بعيد حتى بكت السيدة (في الثلاثين من عمرها) وصرخت بصوت عالي « الحمد لله الذي رأيت الصخرة والأقصى من جديد »، هذه السيدة التي لم نعرف أسمها، وبدا عليها التعب خلال سفرها الطويل من مدينة جنين شمال الضفة المحتلة إلى القدس في يوم الجمعة (9أيار \مايو) قالت إنها لم تدخل القدس منذ 19 عاماً.

هذه السيدة التي قالت إنها ستقضي يومين كاملين في القدس، كانت تحاول دخول الأقصى لسنوات وحاولت استصدار تصريح إلا أنها كانت تتلقى جواباً بالرفض الأمني في كل مرة، بسبب كون زوجها أسير سابق.

وليس فقط هذه السيدة، التي خرجت من منزلها بعيد فترة السحور للتمكن من الوصول إلى القدس عبر الحواجز التي تقطعها، وإنما الآلاف من الفلسطينيين الذي استغلوا شهر رمضان المبارك، وما وصفه الاحتلال بالتسهيلات، للدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه بعد حرمان لسنوات طويلة.

وللسنه الأولى منذ العام 2000 حيث فرض الاحتلال إغلاق شامل على القدس، يسمح للسيدات دون تحديد أعمار من الدخول إلى القدس في أيام الجمع من كل أسبوع، فيما حددت عمر متدني للرجال (40 عاما)، وهو ما شكل فرصة لشريحة كبيرة من النساء والرجال بشد الرحال إلى القدس.

ولاستغلال إمكانية وصولهم للأقصى في أيام الجمعة يقضي بعض المصلون من أماكن بعيدة أياما في الأقصى، يتعرفون فيه على الأقصى ويستغلون هذه الأيام بالصلاة فيه كل الأوقات وخاصة التراويح كسبا لأجر شد الرحال والصلاة المضاعفة في ثالث أقدس مسجد في العالم.

ويتحمل المصلون من خارج القدس المشقة الكبيرة بسبب الأزمة الكبيرة عند بوابات الأقصى والدخول والخروج منه وعدم وجود خدمات ومرافق في ساحات الأقصى، حيث يمنع الاحتلال من تطوير البنية التحتية للأقصى منذ احتلاله في العام 1967، فلا حمامات ومغاسل ولا مشارب للمياه يكفي هذا العدد الكبير من المصلين والذين وصل يوم الجمعة الفائت إلى 300 ألف مصلي.

ويحرص المصلون على اصطحاب أبنائهم الصغار للتعرف على القدس والأقصى، والذي لم يروه من قبل ولم يسمعوا به سوى في الاخبار، كما تقول السيدة مجدولين حمد من مدينة نابلس والتي قدمت برفقة أبنها الصغير (12 عاما):« صحيح إن الرحلة شاقة عليه وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة والمسافة الطويلة التي نقطعها (أكثر من ثلاثة ساعات) والأزمة والازدحام، إلا أنني حرصت أن يرافقني ليرى القدس والأقصى ويتعرف عليها فهذه المرة الأولى التي يسمح لي بزيارة الأقصى منذ ولادته ».

وبحسب حديث حمد لـ« وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » فإن هذه الزيارات من شأنها تعريف الجيل الجديد من الفلسطينيين بالأقصى وأن يزداد تعلقهم به، وتابعت:« للأسف أبني لا يعرف شيئا عن مرافقه ولا عن المكان ما يقدم لهم في المدارس غير كافي، فهو لا يفرق بين قبة الصخرة والمسجد القبلي ويعتقد أن القدس هي المسجد الأقصى ».

ورغم الإعلان الاحتلالي باتخاذ إجراءات تسهيلية للمصلين في الأقصى، إلا أن الواقع مختلف تماما، ففي كل متر من البلدة القديمة بالقدس ينتشر الجنود وشرطة الاحتلال ويخلقوا أزمات مفتعله أمام المارين مما يسبب حالات ازدحام شديد في طريق الدخول والخروج للمصلين إلى جانب إغلاق مساحات واسعة من الشارع نابلس، باتجاه الأقصى بالحواجز الحديدية.

وفي داخل أسوار المسجد الأقصى يغلق الاحتلال عدد من الأبواب ولا يسمح باستخدامها للتقليل من الازدحام خلال خروج المصلين، فالأبواب التي يسمح بالخروج منها هي باب الواد وباب السلسلة وباب القطانين وباب الأسباط، فيما أغلقت بافي الأبواب بالكامل.

كل هذه المعاناة تتبدد لدى الكثيرين حين الوصول والصلاة في الأقصى، والجلوس في ساحاته مع أذان المغرب وتناول طعام الإفطار في منظر يجسد المعنى الحقيقي لأعمار المسجد الأقصى وشد الرحال إليه رغم الاحتلال وإجراءاته.



المسجد الأقصى (3)

المسجد الأقصى (4)

المسجد الأقصى (2)

المسجد الأقصى (2)

المسجد الأقصى (1)

كلمات دلالية