خبر إن لم أكن أنا لي- معاريف

الساعة 10:03 ص|11 يونيو 2017

فلسطين اليوم

بقلم: أفرايم غانور

أثارت أحداث  كفر  قاسم الوسط العربي، وبالاساس القيادة السياسية لعرب اسرائيل،  التي يخيل أنها لا  تفوت أي فرصة لجمع  المكاسب السياسية من دماء العرب.  في كل حدث يصاب فيه عرب يرفع على الفور اصبع اتهام قيادة الوسط ويوجه الى المؤسسة، الى شرطة اسرائيل.

دون الدخول الى الحقائق التي ترافق احداث كفر قاسم، فمنذ زمن بعيد والجريمة، حالات القتل،  العنف ومخالفات القانون على الطرق تتصاعد في الوسط العربي، وبالمقابل، هناك صعوبة امام شرطة اسرائيل في مواجهة هذه الظواهر. خلفية ذلك هي كمية السلاح غير القانوني في الوسط العربي وحقيقة أن معظم المدن العربية وفي البلدات الكبرى يوجد نقص كبير في محطات الشرطة وفي افراد الشرطة وفي عدم انفاذ قوانين السير، ما يجعلها جنة عدن للمخالفين من كل الانواع. ولكن رغم هذه الظروف فاننا لا نتوقف عن سماع النواب العرب، الذين بعد كل حدث يعتمرون عباءات المنقذين الاولياء ويدعون بان الوضع الحالي مريح للمؤسسة ولشرطة اسرائيل اللتين لا تتخذان أي وسيلة لحل لغز المشكلة ووضع حد للوضع الرهيب الذي يعيشه السكان العرب في اسرائيل.

هذا هو الزمان والمكان للسؤال: لماذا تكاد لا تكون اصوات في الوسط العربي تدعو عرب اسرائيل الشبان الى التجند والتطوع للشرطة لمواجهة الواقع الذي لا يطاق في الوسط العربي – ليس من أجل خدمة تل أبيب، نتانيا او حيفا، بل بالذات مدن وقرى الوسط، لاحلال الامن والهدوء في  كفر قاسم، ام الفحم، الطيبة، الطيرة، جت وغيرها؟ السبب الحقيقي الذي يجعلنا لا نسمع هذه الاصوات معروف. فالتجند او التطوع لشرطة اسرائيل، ناهيك عن الخدمة الوطنية وارتداء  بزة شرطة اسرائيل، تعد غير مرة خيانة في اوساط هذا الجمهور وعمالة مع الكيان الصهيوني. يمكن للنواب العرب ان يقسموا اليمين لكنيست اسرائيل، ان يلتزموا بقوانينها وأن يتلقوا رواتبهم من المؤسسة اليهودية أما على ما يبدو فان العمل باسم القانون ضد المجرمين في الوسط العربي، فسيكون اكثر مما ينبغي بالنسبة لهم.

 صحيح أنه علم في الصيف  الماضي عن ارتفاع كبير في عدد الشبان من الوسط العربي للانضمام الى صفوف الشرطة ولكن هذا لا يكفي. وسط يريد أن يتصدى للمجرمين الذين يضعضعون امنه ويضرون بحياته اليومية سيبادر ليقيم لنفسه حرسا مدنيا من المتطوعين وينطلق في كفاح علني ضد هذه الظواهر، دون صلة بالشرطة. يمكننا أن نرى هذا في الوسط القروي – الزراعي. لا شك عندي انه لو قام جسم من المواطنين من بين عرب اسرائيل وطلب من المؤسسة في اسرائيل مساعدته في أن يقيم حرسا مدنيا عربيا بل حتى شرطة عربية اسرائيلية،  تقوم  على اساس قوة بشرية صرفة من الوسط العربي، لكان هذا استقبل بالترحاب. وكانت المؤسسة ستجند الميزانيات وكل ما يلزم لاقامة مثل هذا الاطار في كل مدينة وفي كل قرية عربية، ولكن بدلا من ذلك نجد ان قيادة عرب اسرائيل ومن ضمنها لجنة المتابعة، يفضلون الاضرابات في الوسط واتهام الشرطة.

حان الوقت لان يفهم عرب اسرائيل بان خلاصهم لن يأتي من نوابهم، الذين يخدمون مصالح اخرى وليس من سلوك القوزاقي السليب هذا. فبعد نحو 70 سنة تحت المؤسسة الاسرائيلية، حان الوقت لان يغيروا هذا السلوك وان يفعلوا شيئا من اجل المجتمع العربي ويتعلموا من مصادرنا: « إن لم أكن أنا لي، فمن لي؟ ».

 

    

 

كلمات دلالية