انخفاض أسعار الاسمنت..

خبر عُمال غزة في رمضان: ما بجبرك على المر إلا الأمر منه

الساعة 11:19 ص|08 يونيو 2017

فلسطين اليوم

يستغل بعض العُمال الغزيين ليالي شهر رمضان المبارك؛ لإتمام أعمالهم الشاقة (طوبار- قصارة- بلاط) هرباً من مشقة صيام الشهر الفضيل، في ظل الأجواء الصيفية شديدة الحرارة التي تضرب الأراضي الفلسطينية منذ بداية شهر رمضان.

ورغم ضعف حركة البناء والاعمار في قطاع غزة؛ لأسباب متعددة أهمها الأوضاع الاقتصادية، وتوقف المساعدات الخاصة بإعمار ما دمره الاحتلال في حرب 2014، إلا أن أسعار الاسمنت تشهد انخفاضاً واضحاً على سعر الطن الذي يبلغ من 640 إلى 660 شيقل.

ويتوجه العُمال لأعمالهم الشاقة بعد أدائهم لصلاة التراويح فيما يُفضل آخرون للتوجه إلى العمل بعد صلاة الفجر حتى الساعات الأولى من الصباح مستغلين ساعات الإفطار وبرودة الطقس، وأعداد قيلة جداً من العُمال يفضلون العمل كالمعتاد تحت أشعة الشمس، بينما يقرر عدد كبير من العمال العزوف عن العمل.

وأشار عدد من العُمال لمراسلنا إلى أن العمل في شهر رمضان ليس كثيراً، ففي الأسبوع الأول من الشهر الفضيل حصل بعضهم على أربعة أيام عمل، وآخرون حصلوا فقط على يومين، ومنهم من ينتظر صاحب العمل ليتصل بهم.

عملي حسب جدول الكهرباء

العامل « أبو هاني » البالغ من العمر 45 عاماً، يقول: « أتوجه إلى عملي »البلاط« بعد أداء صلاة التراويح وفقاً لجدول وصل الكهرباء عند الناس، وخلال ساعات الليل أتناول ما لذ وطاب وأتناول السحور مع الناس وأمارس عملي حتى الساعة الـ9 صباحاً ».

وقال أبو هاني « لمراسلنا »: العمل في رمضان قليل جداً، وأنا أُبلغ الناس قبل بداية العمل أن عملي يبدأ بعد التراويح وينتهي في الساعة الـ9 صباحاً؛ وذلك بسبب مشقة الشهر الفضيل والأجواء الحارة.

يُشار إلى أن العمل في قطاع غزة غير مستقر، فإذا استمر شهرين متتاليين ربما يتوقف لأشهر عدة بسبب منع الاحتلال « الإسرائيلي » دخول الاسمنت بكميات كافية للقطاع.

ويسعى بعض العمال في إتمام أعمالهم بسرعة خلال أيام شهر رمضان المبارك، للحصول على فرص العمل جديدة؛ وذلك رغبة منهم في عدم الجلوس، ولتحصيل المزيد من الأموال؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها أبناء شعبنا في القطاع، ومع اقتراب عيد الفطر السعيد الذي يحتاج لمصاريف إضافية، حيث وصف عدد من العمال الحالة بالقول: « ما يجبرك على المر إلا الأمر منه ».

ما بجبرك على المر إلا الأمر منه

العامل عبد الله ماهر البالغ من العمر 22 عاماً قال: حصلت على يومين عمل فقط خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، ويبدأ عملنا بعد صلاة الفجر وحتى العصر، مؤكداً أن العمال فترة الظهيرة شاق جداً ومتعب ولا يستطيع العامل أن يرفع « سيخ حديد واحد » من شدة الحرارة ومشقة الصوم.

وأوضح ماهر لمراسلنا، الانسان بحاجة إلى طاقة ليمارس عمله، قائلاً: « ما يجبرني على المر إلا الأمر منه »، فلا يوجد عمل ولا أموال ولا ما يحزنون، فأنا أحتاج لكل ساعة عمل من اجل توفير لقمة لي ولزوجتي« .

وأضاف: أكثر ما يؤلمني الجلوس في البيت، لكن لا حيلة أمامي سوى انتظار اتصال صاحب العمل ليدخل الفرحة إلى قلبي والنهوض من الفراش والبدء بالعمل »، مبيناً أن الأجرة في شهر رمضان كما هي من (40 – 50) شيقل للعامل، بينما الذي يتقن العمل ويطلق عليه « المُعلم » يقبض من (80 -90) شيقل.

الناس تطالبني بسرعة انجاز العمل

بينما أكد العامل « أبو محمود » البالغ من العمر 40 عاماً، أنه يتوجه إلى العمل عبر سيارته برفقة عماله بعد الساعة الـ9 صباحاً ويعود إلى منزله بعد آذان العصر بقليل.

وقال أبو محمود لمراسل « فلسطين اليوم »: « لدي عمل »طوبار« كثير والحمد لله، والناس تطلب مني انجاز العمل بشكل سريع؛ لذلك استعيًن بعُمال قادرين على التحمل والصبر في ظل الأجواء الحارة ».

وأضاف: أقدر العمل الشاق لجميع العُمال ولكن لا أستطيع أن أزيد أحد عن الأجرة المتفق عليها، وذلك لعدم زيادتها من صاحب العمل".

وأشار إلى أن عدم ذهابه إلى العمل بعد التراويح او بعد صلاة الفجر والعودة مبكراً إلى المنزل يعود إلا رغبة جميع العمال في أداء صلاة التراويح وصلاة الفجر جماعة في المسجد، قائلاً: شهر رمضان فرصة ثمينة للحصول على أكبر عدد من الحسنات لذلك لا يستطيع أبو محمود أن يترك هذا الكنز إيماني.

عزوف عن الاعمال الشاقة

فيما عزف عدد كبير من العُمال عن أعمالهم الشاقة خلال أيام شهر رمضان لم يعانه من مشقة الصيام في ظل الأجواء الحارة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، حيث أكد المواطن محمد نصر، أنه طلب من أحد العمال بالعمل في منزله بعد صلاة التراويح أو بعد صلاة الفجر على أن يغادر الساعة الـ10 أو الـ 11 عشر، إلا أن العامل رفض العمل بسبب المشقة التي يشعر بها خلال أيام شهر رمضان المبارك.

كلمات دلالية