خبر أذرع القانون كأجهزة ظلامية – هآرتس

الساعة 10:11 ص|08 يونيو 2017

فلسطين اليوم

توجهت وزيرة العدل آييلت شكيد أمس الى المستشار القانوني للحكومة بطلب التحقيق مع الناطق بلسان « نحطم الصمت »، دين يسسخروف، الذي ادعى بانه ضرب معتقلا فلسطينيا أمام ناظر جنوده في اثناء خدمته العسكرية في الخليل. لطلب شكيد طبيعة سياسية واضحة. هدفها التحقيق مع المنظمة التي تدير ضدها صراعا ايديولوجيا. كسياسية، مسموح لشكيد أن تطلب تفعيل أجهزة التحقيق والقضاء ضد خصوم سياسيين، ولكن كوزيرة عدل تجتاز خطا أحمر وتمس بسلطة القانون.

شكيد لا تجتهد لاخفاء الطابع السياسي الصرف لتوجهها، التي ساهمت في صراع منظمات اليمين المتطرف ضد « نحطم الصمت » وفي محاولة عرض معاملة تميز زعما ضد الجندي اليئور أزاريا، الذي قتل مخربا جريحا في الخليل. في مقابلة مع صوت الجيش قالت شكيد أمس انه اذا كان يسسخروف يقول الحقيقة فيجب تقديمه الى المحاكمة كي نري أن اسرائيل تتعامل بتشدد مع الجريمة التي ارتكبها، على حد قولها. اذا تبين، بالمقابل، بان يسسخروف يكذب، كرواية الجنود الذين شهدوا الحدث، فان على الدولة أن تعلن على حد نهجها، بان ليس لاقواله أي اساس.

مهما يكن من أمر تريد شكيد أن تجند الشرطة والنيابة العامة لاغراضها، سواء لتعزيز عرض عابث لاحتلال متنور، حيث يعتبر ضرب المعتقل امرا شاذا، أم للتشكيك بمصداقية « نحطم الصمت »، المنظمة التي أعلن رئيس الوزراء مع شكيد ورفاقها الحرب عليها.

إدعاء شكيد يستهدف خلق الردع، ومن خلاله الاسكات. حتى لو في النهاية لم يحاكم يسسخروف على نشر فعلته، فان باقي الوحدات المختارة التي تتأزر بالشجاعة لتروي عن افعالها ستتعلم من ذلك في انه في يوم من الايام هم ايضا سيخضعون للتحقيق وربما يعاقبون. هكذا تأمل شكيد في أن تسكت بالتدريج أحد مصادر المعلومات القليلة التي تبلغ بشكل ذاتي عن سلوك الجيش في المناطق وروايتهم لا تمليها اعتبارات مصلحة واعلامية.

إن شكاوى يسسخروف، مثل شهود « نحطم الصمت » الاخرين تأتي لتلقي الضوء على مظالم الاحتلال وعلى الضرر الذي يلحقه الاحتلال بجنود الجيش. اذا كان مناسبا التحقيق معهم، فالجيش هو المسؤول عن ذلك، وليس الجهاز المدني الذي من شأنه أن يكون متأثرا بالمسؤولين السياسيين عنه. ان توصية شكيد الخطيرة ستقرب اسرائيل من الدول التي تشكل اذرع القانون فيها اجهزة ظلامية تغطي على مظالم الحكم وتحقق اهدافه.

ان الكفاح ضد الاحتلال مثل كل كفاح ضد الظلم المؤطر، يجبي احيانا ثمنا عاليا ممن يخوضونه. ينبغي أن نعزز روح يسسخروف و « نحطم الصمت » على استعدادهم لان يدفعوا هذا الثمن وان نثني عليهم على موقفهم الصلب ضد القوى التي تحاول اسكاتهم.

كلمات دلالية