خبر تقديرات إسرائيلية: الحملة على قطر قد تعجل حرب غزة

الساعة 08:49 ص|08 يونيو 2017

أشرف الفاعوري

كتب: صالح النعامي

رجحت أوساط أمنية إسرائيلية أن تفضي الحملة التي تتعرض لها قطر حالياً إلى توفير الظروف التي تسمح بنشوب مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحركة حماس. ونقل معلقون بارزون في تل أبيب عن هذه الأوساط قولها إنه في حال أسفرت الأزمة بين قطر والدول العربية الأخرى عن تراجع الدعم المادي القطري لقطاع غزة، فإن من شأن هذا التطور أن يؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية في القطاع، ما يقود حتماً إلى تدخل إسرائيل وشنّ حرب جديدة خلال الصيف الحالي.

وقال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة « هارتس »، عاموس هارئيل، إن المؤسسة العسكرية في تل أبيب ترى أن قطر باتت الداعم الوحيد الذي تحول مساعداته المادية دون انهيار الأوضاع الاقتصادية بشكل مطلق في القطاع في ظل تراجع الدعم الإيراني لحركة حماس في أعقاب مواقفها من الثورة السورية وانخفاض مستوى الدعم التركي بسبب التحديات الداخلية والإقليمية التي يواجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأشار هارئيل إلى أن هناك تقديرات في تل أبيب تفيد بأن كلاً من السعودية ومصر وبقية الدول العربية ستضغط على قطر لوقف دعمها لقطاع غزة تحت حكم حماس بوصف الحركة جزءاً لا يتجزأ من « الإخوان المسلمين »، التي ترى فيها هذه الدول « مصدر خطر حقيقياً يهدد استقرار أنظمة الحكم في العالم العربي ».

 ولفت هارئيل إلى أن الدول العربية ستضغط على قطر أيضاً لوقف دعمها السياسي لحركة حماس، لا سيما الاعتراف بشرعية الحركة وحكمها. وأضاف هارئيل أن ما يفاقم الأوضاع تعقيداً أن السلطة الفلسطينية كثّفت من ضغوطها على قطاع غزة من خلال العقوبات الاقتصادية التي فرضها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على القطاع أخيراً، والتي تمثلت في تقليص رواتب الموظفين والتوقف عن تأمين مشتريات الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة.

وأوضح هارئيل أن قيادة الجيش الإسرائيلي باتت تنطلق من افتراض مفاده أن حرباً يُمكن أن تنشب خلال الصيف الحالي في القطاع بسبب الضغوط الاقتصادية الهائلة التي ستتفاقم في أعقاب اضطرار الدوحة لتقليص أو وقف دعمها للقطاع. وأيد معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة « معاريف »، يوسي ميلمان، ما خلص إليه هارئيل. ولفت إلى أنه على الرغم من أن الحملة التي تشنها الدول العربية ضد قطر توفر « الظروف لحدوث مزيد من التقارب بين هذه الدول وإسرائيل، إلا أنها في المقابل، تزيد من فرص احتمال اندلاع مواجهة بين حماس وإسرائيل ». وفي مقال نشرته الصحيفة، أمس، أشار ميلمان إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل تفيد بأن الحملة ضد قطر « ستقوي التحالف الاستخباري والأمني بينها (الدول) وبين إسرائيل في مواجهة إيران ». واستدرك ميلمان قائلاً إنه في حال أسفرت الأزمة الحالية عن تراجع قطر عن تقديم الدعم المادي للقطاع، فإن هذا التطور سيفضي إلى « توقف الخدمات في القطاع وانهيارها بشكل مطلق، ما يقلص هامش المناورة أمام حركة حماس وقد يدفعها لعمليات عسكرية تفضي إلى قيام إسرائيل بشن حرب على غرار الحرب التي شنتها في صيف عام 2014 ».

وفي السياق، أشار الباحث الإسرائيلي، إيلي كوليشتاين، إلى دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تحفيز الدول العربية لمواجهة حركة حماس بشكل صريح وعلني وغير مسبوق. وفي مقال نشرته صحيفة « معاريف »، أمس، لفت كوليشتاين إلى أن ترامب أعلن بشكل واضح ولا لبس فيه خلال كلمته أمام القادة العرب في قمة الرياض أن حركة « حماس » حركة إرهابية، وهو ما فرض على الدول العربية الالتزام بالعمل ضدها من خلال العمل ضد قطر، الدولة التي تحافظ على علاقات مع الحركة وتدعم حكمها في القطاع. وأردف قائلاً إن الحملة ضد قطر تحمل رسالة واضحة لحركة حماس أيضاً مفادها: « اعلموا أن دول الخليج تعلن أنها تقف في أحد طرفي معادلة التطرف فإذا لم تسيروا على الخط، فان ما حصل لقطر يمكن بالتأكيد أن يحصل لكم أيضاً »، على حد تعبيره.

في سياق آخر، هاجم رجل استخبارات سابق ومستشرق إسرائيلي بارز قطر لدورها في محاربة إسرائيل في المحافل الدولية. واتهم الباحث في قسم الدراسات الشرقية في جامعة « بار إيلان »، مردخاي كيدار، قطر بتخصيص نصف مليار دولار من أجل العمل على إقناع منظمة العلم والتربية والثقافة التابعة للأمم المتحدة « يونسكو » بتأييد قرار يعتبر حائط البراق جزءاً من الحرم القدسي وأنه منطقة تحتلها إسرائيل. وحسب كيدار، فقد أدت قطر دوراً مهماً في تقليص قدرة تل أبيب على مواجهة حركة حماس من خلال الدعم المادي والسياسي لها، مشيراً إلى أن أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كان الزعيم العربي الوحيد الذي قام بزيارة غزة تحت حكم حركة حماس. واتهم كيدار قناة « الجزيرة » بممارسة « الجهاد الإعلامي ضد إسرائيل، الأنظمة المعتدلة، الولايات المتحدة، الغرب وثقافته ».

كلمات دلالية