بعد أزمة قطر

خبر هآرتس:"على السنوار ومشعل وهنية مراجعة خطواتهم ونتوقع التصعيد قريباً

الساعة 09:55 ص|07 يونيو 2017

فلسطين اليوم

« تداعيات الأزمة السياسية بين قطر والسعودية قد تؤثر على حلبة أخرى، قريبة إلى إسرائيل، وهي قطاع غزة »، هكذا استهل المحلل الإسرائيلي للشؤون العسكرية في صحيفة « هآرتس »، عاموس هرئيل، مقاله، اليوم الأربعاء. وكتب هرئيل أن تراجع الدعم القطري لحماس في أعقاب الأزمة الخليجية قد يحث الحركة على التصعيد في الصيف القريب، على خلفية أزمة المياه والكهرباء المتفاقمة في القطاع.

فقد أصبح تفاقم الأزمة في غزة يقلق القيادة الإسرائيلية، خاصة أن الحركة قامت في الأسبوعين الأخيرين بتشجيع إجراء مظاهرات، بعضهن تحول إلى مظاهرات عنيفة، عند الحدود مع إسرائيل.

ويكتب هرئيل أن قطر أضحت في السنوات الأخيرة الداعمة الوحيدة لحكم حماس في القطاع، بعد تدهور العلاقات مع مصر إثر سقوط نظام الإخوان المسلمين وصعود عبد الفتاح السياسي، عام 2013، وتراجع الدور التركي الداعم لحماس عقب اتفاق المصالحة مع « إسرائيل »، وزيادة متاعب الرئيس أردوغان في بلده وخارجها.

وظلت قطر تدعم الحركة ماليا وسياسيا، فنقلت أكثر من مرة أموال لخزنة حماس لسد احتياجات سكان غزة، وتدخلت لحل أزمات الحركة مع مصر، وإسرائيل والسلطة. وحضنت في السنوات الأخيرة رموز الحركة، وعلى رأسهم الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، خالد مشعل. وكذلك رموز عسكرية للحركة مثل صالح العاروري، الذي طردته إسرائيل من الضفة قبل 7 سنوات ووصل إلى تركيا، فطرد منها بضغط أمريكي، حيث واصل العاروري نشاطه العسكري ضد إسرائيل.

ويكتب هرئيل أن قطر بضغط سعودي وأمريكي طالبت العاروري، مطلع الأسبوع الجاري، ونشطاء آخرين ترك الدولة حالا، إلا أن الخطوة هذه لم تكفِ لإرضاء السعودية التي جرّت معها دول الخليج ومصر والسودان إلى قطع العلاقات مع قطر وعزلها على نحو غير مسبوق.

وتشير التقديرات إلى أن قطر ستضطر إلى التراجع في مواقف عديدة أقامت عليها غضب دول الخليج وعلى رأسها السعودية، ما سيؤدي إلى تغيير العلاقة مع حماس. فقبل أيام وصل يحيى السنوار وقادة كبار في حماس إلى مصر لمفاوضات مع الجانب المصري، ومن ثم السفر إلى قطر، لكن نشوب الأزمة الخليجية حال دون سفرهم.

ويكتب المحلل « الإسرائيلي »، « يجب على السنوار ومشعل وهنية مراجعة خطواتهم، خاصة في خضم الضغوط الحالية التي تمارسها مصر والسلطة الفلسطينية على القطاع المتمثلة بفتح معبر رفح بوتيرة قليلة، وإعلان محمود عباس تقليص الدعم المالي لموظفي السلطة في غزة، ووقف الأموال لإسرائيل مقابل الوقود اللازمة لمحطة القوة في غزة، وعدم نية نتنياهو دفع هذه الأموال بدل السلطة لأنها ستعد تراجعا لحماس ».

ويخلص المحلل « الإسرائيلي » إلى القول إن هذه الضغوط متراكمة ستؤدي إلى قطع الكهرباء في غزة لمدة أطول، وإلى ضائقة في المياه، قد تدفع الحركة إلى تصعيد عسكري ضد « إسرائيل »، وذلك سيكون « حماقة كبيرة »، حسب هرئيل، لكنه يتابع، « لكن قيادة الحركة لا ترى الأمور مثلما نراها في »إسرائيل« ، لأن الأيديولوجية التي تسير حسبها الحركة تقوم على كراهية عميقة »لإسرائيل« ، وإيمان بأن النضال العسكري ضدها هو الطريق ».

كلمات دلالية