خبر ثروة العرب تفتح شهية ترامب.. بقلم د. رأفت حمدونة

الساعة 12:26 م|06 يونيو 2017

بقلم

لا مجال للصدفة في إعلان تحالف العرب قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع هذه الدولة ، ومن غير المنطقى أن يكون هذا القرار بعيداً عن التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن العجيب أن تؤكد الأخيرة « الولايات المتحدة الأمريكية » دعمها لقطر على لسان السفيرة الأمريكية لدى الدوحة « دانا شيل سميث » على الرغم من موافقتها على الخطوة .

أعتقد أن القضية لا تحتاج للكثير من التفكير والجهد للوصول إلى نتيجة بأن المال القطرى هو المستهدف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن شهية عالم الاقتصاد والارباح قد فتحت لدى رجل الأعمال « دونالد ترامب » في أعقاب خلط السياسة بالاقتصاد والأمن في قضايا الشرق الأوسط .

الخطر الشيعى بالأمس أوجد التحالف السنى الأمريكى والنتيجة كانت مجموعة من الصفقات بمئات المليارات من الدولارات في خزينة الولايات المتحدة الأمريكية ، واليوم تلقائياً التعلق بالولايات المتحدة الأمريكية كمنقذ لقطر لوقف قطع العلاقات الدبلوماسية ، واغلاق الحدود ، ووقف كل رحلات الطيران، وعقوبات أخرى سيكون ثمنه مئات المليارات الأخرى في الخزينة الأمريكية ، ولن يقف الأمرعند هذا الحد ، بل سيكون على أجندة ترامب والإدارة الأمريكية مشروع متدحرج في خلق القضايا والأزمات بهدف افلاس العرب الأغنياء ، وملء الخزينة الأمريكية بالمزيد من المال والثروات ، حتى يتحول الأغنياء إلى فقراء .

وأرى أن الجمهور الأمريكى يستهويه عالم الاقتصاد والرفاه على السياسة ، الأمر الذى أكده اختيار المواطن الأمريكى الذى فضل الملياردير الأميركي ترمب كرئيسا للولايات المتحدة الأميركية، هذا الثري ماليا وعقاريا ، الفقير سياسيا، على أحد أهم السياسيين المخضرمين بالولايات المتحدة هيلاري كلينتون في الانتخابات الأخيرة .

هذا الرئيس الجديد الذى يملك مجموعة ترامب العقارية ، والتى تقدر ثروته بين 3.5 مليار حتى 4.5 مليار دولار ، والذى يدير عدة مشاريع وشركات ، مثل منتجعات ترامب الترفيهية التي تدير العديد من المقاهي والملاهي والفنادق وملاعب الغولف والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم بحسب كل المصادر المقربة .

في حين أن هناك ضحية غرقة تتعلق بأحبال الهواء ومنقذها الوحيد رجل الكابوي الذى يتعطش للمال والنفط والغاز الطبيعي القطري، والتي تنتج يومياً ما يزيد عن المليون برميل نفط يومياً، وتصدر سنوياً من الغاز الطبيعي المسال ما يقارب من 77 مليون طن.

وأرى أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط مختلفة تماماً عن السياسات السابقة، وأن الاقتصاد غير منفك عن السياسة والأمن، وأن الطموح الأمريكي هو المزيد من المكاسب المالية، بحجج وردية « كمحاربة الارهاب، وتحقيق الأمن، والمزيد من أشكال التعاون والتحالف من أجل السلام » وغيرها من شعارات وهمية.

وأعتقد أن قطر لن تكون الأخيرة من الدول المستهدفة لابرام صفقات متتالية بعقلية رجل الأعمال والاستثمار للمزيد من خلق الأزمات المتدحرجة في الشرق الأوسط لصالح الخزينة الأمريكية، والمزيد من التفتيت وخلق النزاعات والفوضى بعناوين ومبررات مذهبية وتخوفات أمنية ومشاحنات سياسية.

كلمات دلالية