خبر حرب الخمسين سنة – إسم مؤقت -هآرتس

الساعة 10:02 ص|05 يونيو 2017

فلسطين اليوم

حرب الخمسين سنة – إسم مؤقت -هآرتس

بقلم: عودة بشارات

 (المضمون: بدل حرب الايام الستة يجب تسمية هذه الحرب بـ « حرب الخمسين سنة » القابلة للزيادة. - المصدر).

مناحيم بيغن، حسب المحقق والصحفي روبيك روزنطال، اقترح أن تتم تسمية حرب حزيران 1967 بـ « حرب الانبعاث ». واقترح آخرون أسماء اخرى، لا تقل دراماتيكية مثل حرب الانتصار، عملية السلام وحرب القدس. وفي نهاية المطاف تم اختيار اسم « حرب الايام الستة ». أضافت غيئولا كوهين بعد ديني للاسم – وربطته بـ « أيام الخلق الستة » من كتاب براشيت، الله خلق العالم في ستة ايام، وضاعفت اسرائيل ارضها بثلاث مرات في ستة ايام، من فجر 5 حزيران حتى مساء 10 حزيران، أليس هذه معجزة؟.

 على الرغم من ذلك، يوجد هنا فرق بسيط. ففي الوقت الذي أراد فيه الخالق أن يرتاح بعد معجزة الخلق، في الايام الستة الاخرى، وبسبب النهم، لم يرتاحوا للحظة. في الساعة الثالثة صباحا من اليوم السابع، 11 حزيران، بدأت جرافات « مؤسسة المقاولين والبنائين في القدس »بهدم البيوت في حي المغاربة في القدس، التي بنيت قبل ذلك بـ 800 سنة. وقد تم اخلاء السكان من المكان ليلاقوا مصيرهم المر. والمهم هو أن « حائط المبكى في أيدينا ».

في تلك الايام في حيفا، عندما كان سعيد (بطل كتاب اميل حبيبي « المتشائل ») يستمع الى مذيع « صوت اسرائيل » باللغة العربية الذي طلب من العرب المهزومين وضع راية بيضاء على أسطح المنازل كي ينجوا، اختلطت عليه الأوامر: هل قصد المذيع فقط مهزومي العام 1967، أم مهزومي 1948 ايضا؟ ولزيادة الحيطة اختار أن يكون مهزوم، وقام بتعليق راية بيضاء على عصا ووضعها على سطح البيت في حي وادي النسناس في حيفا.

صحيح أن سعيد كان متعاونا مع السلطات (وكان يأمل أنه مقابل تعاونه أن تُعاد اليه حبيبته التي طردت في العام 1948 الى ما وراء الحدود)، لكن المسؤول في « الشباك » اعتبر أن الراية البيضاء على العصا تعتبر اشارة على التمرد ضد الدولة – رفع راية بيضاء في مركز حيفا يشير حسب اعتقاده الى أن سعيد يعتبرها منطقة محتلة. هذه هي حال العرب في اسرائيل منذ قيام الدولة: بغض النظر عما يقومون بفعله، فهم دائما مشبوهون.

  بعد انتهاء الحرب تدفق الفلسطينيون للالتقاء مع أقاربهم، الذين لم يلتقون معهم منذ عشرين سنة، باستثناء نظرة خاطفة من وراء بوابة مندلبوم الفظيعة. وهكذا، بدل ذهاب عرب اسرائيل الى البحث عن أقاربهم وراء الحدود، فان اسرائيل، لشدة سخائها، أحضرتهم الى ساحات بيوتهم. ما أجمل عودة الاخوة، مرة في ظل الاحتلال ومرة في ظل الدولة الفتية (التي امتلأ وجهها بالبقع السوداء).

اميل حبيبي يقوم بوصف الحوار بين سعيد المتفائل وبين يعقوب من « الشباك »، بعد أن أراد الاخير انزال الراية البيضاء، وسعيد اعتقد أنه يريد أن يضربه بها. هذه هي حال الشعبين الآن، الغارقين في الوحل والعالقين في شبكة الاحتلال.

 إن جميع ألبومات الانتصار للحرب المباركة تمت ازالتها وكأن الحديث يدور عن صور دنسة، وفي المقابل، تعبير « الايام الستة » ايضا، الذي أشار الى تعالي العرب، بدأ يتلاشى. هذه الحرب تستمر منذ خمسين سنة بأشكال مختلفة وقوة مختلفة. يمكن أن يكون حان الوقت لتسمية هذه الحرب باسم « حرب الخمسين سنة – اسم مؤقت »، وكل جيل يمكنه اضافة الرقم الدقيق – « حرب الـ 51 الثانية » مثلا، وهكذا دواليك. أو منحها اسم ديناميكي مثل « حرب الخمسين سنة، وما زال الحبل على الجرار ».

ليس هناك مكان للتفاؤل الزائد في الذكرى الخمسين للحرب. الموضة الآن هي أن اريئيل حكمها مثل حكم حيفا، ومن يعارض اريئيل فهو يعارض حيفا. « إما كل شيء أو لا شيء ». وبالمناسبة، تم اتهام العرب، بغير حق، بأنهم قد تبنوا شعار كهذا في العام 1948. هذه هي طريق التاريخ الملتوية.

كلمات دلالية