خبر القدس « الإسرائيلية »!! ..بقلم: هيثم أبو الغزلان

الساعة 12:32 م|30 مايو 2017

في الوقت الذي ينتشي فيه البعض بوعودٍ للعمل من أجل إعادة إحياء « عملية السلام »، يقوم الاحتلال الإسرائيلي بفرض الوقائع المؤيدة والمساندة والحاشدة لموقفه من موضوع القدس كعاصمة « لدولة إسرائيل »! وإذا كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، « دونالد ترامب »، قد وعد بـ « نقل السفارة الأمريكية إلى القدس »، قبل انتخابه، إلا أنه بعد فوزه بدأ يدرس هذه الخطوة بـ « عناية فائقة » كي لا تكون عاملًا من عوامل التفجير في المنطقة، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي « ريكس تيلرسون »، الذي قال إن « إدارة ترامب تدرس ما إذا كان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قد يضر بجهود السلام »، لكن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو اعتبر الخطوة إذا ما تمت « ستساهم في الدفع بالعملية السلمية ». وزاد وزير التعليم وزعيم حزب « البيت اليهودي »، « نفتالي بينيت »، أن هذه الخطوة « ستساهم في ترسيخ وحدة المدينة تحت السيادة الإسرائيلية »..

وإذا كانت إدارة ترامب تعمل على دراسة خطواتها بحذر ـ كما يقول وزير الخارجية الأمريكية تيلرسون ـ، عبر التعاطي بحذر شديد مع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتأخير هذا النقل إلى حين تحقق ظروف أفضل، والإيعاز للسفير الأمريكي المُعيّن لدى « إسرائيل »، « ديفيد فريدمان »، بالقيام بعمله من موقع السفارة الحالي في « تل أبيب »، وليس من القنصلية الأمريكية في القدس، كما طولب بذلك مرارا.. فإن « الحذر الشديد » الذي تحدث عنه « تيلرسون »، لم يتأثر به الكونغرس الأمريكي الذي قرّر إقامة مراسم احتفالية احتفالًا في اليوم الذي احتلت فيه « إسرائيل » القدس « الشرقية »، وضمتها إلى « السيادة الإسرائيلية »، قبل 50 عاما. وسيُلقي خلال الاحتفال الذي سيُبث ببث حي ومباشر إلى الكنيست الإسرائيلي، حيث ستُجرى فيه في الوقت ذاته مراسم احتفالية، كلمات لنتنياهو، ورئيس الكنيست « يولي إيدلشتاين »، وفي الكونغرس الأمريكي، فسيُلقي « بور راين » ونائب الرئيس « مايك بينس » خطابين. وعبّر رئيس الكنيست، إدلشتاين في تصريح عن تأثّره بما أسماه بادرة حسن النية قائلا: « من المثير للدهشة رؤية مجلس النوّاب في الولايات المتحدة يحتفل بتوحيد القدس ».

ولم تقف الأمور عند الولايات المتحدة، فقد دعا البرلمان التشيكي، إلى فرض عقوبات على « اليونيسكو » ووقف دفع رسوم العضوية لها حتى وقف المنظمة الإنحياز « ضد إسرائيل »، ودعا أيضًا، مشرعون في براغ « للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل »، ودان البرلمانيون التشيكيون في قرار مرّ بأغلبية ساحقة بنسبة 112 مقابل 2، ما أسموه « التسييس المستمر لمسألة القدس ». ورحّب السفير الإسرائيلي للوكالة الأممية، « كرمل شاما هكوهن »، بقرار براغ واعتبره « هبة لطيفة من براغ لشعب إسرائيل في يوم القدس ».

ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد احتفلت السفارة الإسرائيلية في براغ بـ « يوم القدس »، في احتفال حضره 500 شخص، في المنزل الرسمي لرئيس جمهورية التشيك، « ميلوش زيمان »، الذي أرسل رسالة خاطب فيها المشاركين بقوله: « جمهورية التشيك قدمت المساعدة إلى إسرائيل في الأوقات الصعبة. وفي المقابل، تشجعنا إسرائيل، بحيويتها وفخرها، في أوروبا حيث نواجه شر الإرهاب ».

..هذه التطورات وغيرها تترافق مع خطة « إسرائيلية » وُصفت بـ « التطويرية » بهدف تهويد مدينة القدس والبلدة القديمة. وذكرت صحيفة « معاريف »، (29-5-2017)، أن أعضاء في الكنيست من اليمين المتطرف سيطرحون مشروع قانون جديد يحمل اسم « القدس الكبرى »، وهم « يهودا غليك » من الليكود، و« بتسلئيل سمويرتش » من حزب البيت اليهودي، بهدف ضم مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية ومناطق شرقي القدس إلى « السيادة الإسرائيلية ». يضاف إلى ذلك، قيام حكومة الاحتلال بعقد اجتماعها في محيط حائط البراق، وكذلك العمل على تدريس الطلاب الفلسطينيين في القدس المحتلة المناهج الإسرائيلية في محاولة منهم لأسرلة القدس العاصمة، عبر اتخاذ سلسلة من القرارات لتهويد القدس والبلدة القديمة من خلال المصادقة على عدد من المشاريع التهويدية والإجراءات المنافية لقرارات الأمم المتحدة كافة بما فيها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة و« اليونسكو »، التي تحظر على الاحتلال تغيير الطابع التاريخي القائم وضم القدس المحتلة بشكل خاص.

وفي سياق أسرلة القدس المحتلة، صادقت الحكومة « الإسرائيلية »، على توسيع استخدام المنهاج الدراسي الإسرائيلي في المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، وذلك بناء لخطة تقدم بها وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير شؤون القدس، زئيف إلكين، تقضي بحصول المدارس على محفزات اقتصادية مقابل تدريس المنهاج الإسرائيلي، بينما لا تحصل المدارس التي تطبق هذه الخطة على زيادة بميزانياتها. وأوضح « بينيت » الهدف من وراء هذه الخطة، قائلًا إن « القدس يجب أن تكون موحدة بالأفعال وليس بالكلام. وكلما يتم تعميق التعليم بموجب المنهاج الدراسي الإسرائيلي، كلما نواصل تقوية جهاز التعليم في شرقي المدينة ».

في العموم، إن السياسة الإسرائيلية المبرمجة تستهدف القدس، بـ « غطاء » ومباركة دولية، مع وضع فلسطيني ضعيف يسوده الانقسام، وغياب وتخاذل عربي وإسلامي عن نصرة القدس والمقدسات، التي تتعرض لحملات التخريب والتهويد والتشويه المستمرة والمتواصلة، لكن على « الإسرائيليين » أن يدركوا أن هذه الاعتداءات لن تزيد الأوضاع إلا اشتعالاً، وتصعيدًا قادمًا..

كلمات دلالية