خبر محمود ونضال المجذوب.. شهيدا فلسطين.. بقلم:هيثم ابو الغزلان

الساعة 06:27 م|28 مايو 2017

فلسطين اليوم

عقب استشهاد الأخوين المجاهدين محمود المجذوب "أبو حمزة"، وشقيقه نضال "أبو هادي"، القياديين في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في عملية اغتيال جبانة في مدينة المقاومة في صيدا جنوب لبنان، أذكر أنني أجريت مقابلة بعد أيام مع والدتهما الحاجة خالدية الأتب في منزل العائلة، لمجلة "الجهاد"، وكتبت مقدمة آنذاك: "ليس هيِّناً اللقاء بأم شهيد، فكيف اللقاء بأمّ شهيدين، عاهدتهما في حياتهما «أن لا تبكيهما.. إن رزقهما الله الشهادة».. وهي تدرك أنهما يعملان ليل نهار لنيل الشهادة والفوز بالجنان، معنويات عالية، وإيمان بالله عميق، وثبات على خط الجهاد رغم كل التضحيات؛ فأبو حمزة وأبو هادي سارا على خط ذات الشوكة، طريق الجهاد المليء بالأشواك والصعاب والأشلاء والدماء، طريق أوّله الجهاد، وخاتمته الشهادة المباركة، قال تعالى: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾.

أمّ ثكلى حزينة مفجوعة بفقدان ولديها، ولكن لديها إصرار عجيب على فداء الإسلام والقدس وفلسطين بكل ما تملك، تَشْعُرُ بحضرتها كمْ هي هذه الدنيا «حقيرة»، وكم هي «جميلة» الشهادة، مع والدة الشهيدين المجاهدين: أبو حمزة وأبو هادي تصغر الكلمات أمامها، ولكن يبقى العهد هو العهد، الرصاص دائماً موجهاً لصدر العدو الصهيوني، والقدس دائماً قبلة المجاهدين والأمة من أجل التخلص من «الغدة السرطانية» المسماة "إسرائيل".

واليوم وفي الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد "أبو حمزة" و"أبو هادي"، وخلال إحياء حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في منطقة صيدا، الذكرى بوضع أكاليل من الورد على ضريحي الشهيدين المجاهدين، وخلال إلقاء والدة الشهيدين كلمة قصيرة، شعر كل من كان موجودًا أنها لا تزال تحفظ وصية الشهداء باستمرار المقاومة، والسير على خط الشهداء.

يذكر أنه في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة (26/5/2006)، انفجرت سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد استهدفت القائد «أبو حمزة»، والذي تعرض لإصابات بالغة، واستشهاد شقيقه نضال على الفور، وبعد ثلاث ساعات التحق القائد أبو حمزة إلى علياء المجد ليلتحق بالشهداء شهيدا. وذلك بعد أربع محاولات للموساد الصهيوني لاغتيال الشهيد محمود المجذوب.

وبعد عملية الاغتيال، ألقي القبض على عدد من عملاء "الموساد" "الإسرائيلي"، من بينهم العميل أحمد رافع، الذي صدر بحقه حكم الإعدام.. وحتى الآن ينتظر أهالي الشهداء التنفيذ.

إن هذا الدم المسفوح من سمية، وياسر، والشقاقي، ومحمود ونضال المجذوب.. هو عنوان الأمة حتى يستوي الناس ويسود العدل، وتأكيد على أن فلسطين هي القضية المركزية لهذه الأمة، ولا نهضة لأمتنا بدون تحريرها.

كلمات دلالية