بالصور في خانيونس: مواطن يخشى أن يصل أبناؤه لسن الـ16

فلسطين اليوم

تخرج الكلمات من بين شفتيه مشفقة على حاله الذي لا يحسد عليه، فقد ابتلى الله أبنائه وبناته بمرض مزمن لا يظهر عليهم إلا بعد بلوغهم سن الـ16، وتِباعاً تبدأُ حالتهم بفقدان القدرة على المشي وصولاً إلى الصعوبة في النطق والحركة.

وجراء الحصار المفروض على قطاع غزة وعدم سماح الاحتلال لدخول الحالات المرضية للعلاج في الداخل المحتل، فقد حاول المواطن أكرم عاشور الخروج من قطاع غزة للعلاج في الأراضي المحتلة، أملاً في معالجة ما تبقى لديه من أبناء وإجراء فحوصات، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، فالاحتلال رفضه وزوجته 9 مرات على التوالي دون الافصاح عن ماهية الرفض.

وفي تقرير لها، أفادت منظمة الصحة العالمية أنها سجلت ارتفاع على نسبة رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي منح المرضى تصاريح للعلاج في القدس والأراضي المحتلة والضفة الغربية، لتصل نسبة الموافقة على 44% من مجموع الطلبات التي قدمت للاحتلال.

يقول عاشور وهو من سكان مدينة خانيونس ، لـ"مراسلنا": لدي 3 أولاد و3بنات، ويعاني أولادي وبناتي من مرض غريب، فعندما يبلغون من العمر 16 سنة ويوم، تظهر عليهم تدريجياً أعراض الشلل السفلي حسب ما أفادني به الأطباء.

ويضيف عاشور، وقد أُصيب أبناؤه خميس وجهاد بهذا المرض، وحالياً بدأ المرض يفتك بجسد ابنته التي بلغت الـ16 عاماً، وبدأت تعاني من مشكلة في المشي، مشيراً إلى أن حالتها تزداد سوءا مع مرور الوقت.

وفي التفاصيل، قال عاشور: عندما بلغ ابني خميس سن 16 عاماً بدأت ألاحظ عليه صعوبة في الحركة والنطق، ولجأت إلى العديد من الأطباء، واشتريت جميع أنواع الدواء التي يوصونني بها، لكنها لم تنجح في إيقاف المرض، وتدريجياً بدأت تزداد حالة ابني سوءا، إلى أن تم معرفة طبيعة هذا المرض، وقالوا لي أنه مصاب بالشلل السفلي الوراثي المزمن وصعوبة في النطق والحركة.

ويضيف عاشور أن ابنه خميس في الوقت الحالي أصبح مقعدا بشكل كامل ولا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية إلا بمساعدة أخيه الذي يصغره سناً.

خميس 20 عاماً، طوال حدثينا مع والده لم تفارق الابتسامة محياه، يردد وبتلعثم: الحمد لله أنا مبسوط هيك، ربنا بحبني..!، بس أنا اشتقت ألعب مع صحابي، كلهم بيلعبوا إلا أنا بقدرش أمشي.

أما ابنته نور الطالبة في المدرسة الثانوية، والتي بلغت 16 عاماً و70 يوم، فيبدو أنها ستعاني ما مر به خميس وجهاد، ما لم يتم الاسراع في تسهيل سفرها مع إخوانها.   

وناشد أكرم عاشور عبر "فلسطين اليوم" الرئيس محمود عباس و وزير الصحة الفلسطيني د. جواد عواد، بالإسراع في مساعدته لإنقاذ عائلته من العواقب الوخيمة التي تعانيها عائلته.

وتحاول سلطات الاحتلال إذلال المرضى والمسافرين عبر معبر بيت حانون "إيرز" خلال طلبهم للمقابلة وحتى بعد حصولهم على تصريح المرور، ولا تستثني من ذلك المرضى من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 60 عاما وما يزيد وتجبرهم على الحضور للمقابلات وحدهم رغم معاناتهم الشديدة من الأمراض التي تصيبهم.