خبر فصل من المؤامرة على القدس/ قلم: داود أحمد شهاب

الساعة 07:42 ص|25 مايو 2017

فلسطين اليوم

تنذر الأيام القادمة باتساع وتيرة التهويد والعدوان على مدينة القدس مع ذكرى مرور 50 عاماً على سقوط المدينة المقدسة واحتلالها من قبل المستعمرين اليهود الذين يستعدون لتسريع تنفيذ مخططاتهم القديمة الجديدة للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك ، وقد أخذوا جرعة دعم عالية في ذلك إثر الزيارة المشؤومة من قبل الرئيس الأمريكي المتصهين دونالد ترمب وعائلته ، وقد كان جل برنامج زيارة الرئيس الأمريكي محصوراً في القدس وهو مخطط أعد بخبث شديد لإيصال رسائل تُعد أخطر من مسألة « نقل السفارة » . ناهيك طبعاً عن حديث ترمب الذي ربط فيه أهمية القدس الدينية باليهود والمسيحيين دون أن يأتي على ذكر المسلمين وفي ذلك صفعة قاسية في وجه كل الذين هرولوا لنيل رضاه في قمة الشؤم في الرياض.

قبل 48 سنة انطلقت مظاهرات حاشدة في العالم الإسلامي بسبب قيام متطرف يهودي بإشعال حريق في المسجد الأقصى المبارك التهمت نيرانه معلماً تاريخيا هاماً هو المنبر المعروف باسم منبر صلاح الدين الأيوبي قائد جيوش تحرير القدس من الصليبيين ، في ذلك الوقت بلغ غضب العرب والمسلمين منتهاه وتداعى حينها الزعماء وأعلنوا تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي التي تغير اسمها فيما بعد لتصبح منظمة التعاون الإسلامي ، كان السبب الرئيس وراء تأسيس تلك المنظمة هو العمل على حماية القدس والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك. كان ذلك بعد مرور عامين فقط على سقوط القدس. لقد توقفت النيران التي أشعلها المتطرف اليهودي في ذلك اليوم ، لكن الحريق لا يزال مشتعلاً ، فيما الغضب العربي والإسلامي قد أطفئ!!

اليوم وبعد 50 عاماً على سقوط القدس وبالتزامن مع إحياء المناسبة الأليمة ، هرع الحكام العرب لإرضاء ترامب قبيل زيارته للقدس التي وصفها الصهاينة بالتاريخية بعد أن رأوا فيها قمة الدعم لمشاريع تهويدهم للقدس. ولا شك أن ابنته التي حصدت اهتمام الملوك والأمراء  في الرياض ، لا شك أنها قدمت وستقدم المزيد من التبرعات المادية للجمعيات التي تنشط في اقتحام المسجد الأقصى والحث على هدمه!!

من الواضح أننا مقبلون على فصل هو الأشد خطراً وفداحة في سياسات العدو الصهيوني بحق المقدسيين ومدينتهم ، لكن المؤلم ليس فقط في أن العرب والمسلمين تناسوا قضيتهم الأولى ولم يعد يأتِ على ذكرها الزعماء والملوك والوزراء في بلدانهم ، بل صار منهم من يروج للرواية اليهودية التي يحاول أصحابها التشكيك في علاقة المسلمين بالقدس وتزييف تاريخها، والأشد إيلاماً أن سياسات التآمر على القدس وتزييف تاريخها والتشكيك بمكانتها وقداستها الإسلامية لا تثير انتباه كثيرين ممن تراجع اهتمامهم بما يجري في القدس لدرجة أن مناسبة 50 عام على سقوطها تكاد لا تستفزهم للعمل ولو بجهد المُقلين.

لا ينبغي أن ننتهي دون الحديث عن الأسرى الأبطال وهم يستمرون في صمودهم الكبير في يومهم الـ 38 من معركة الكرامة التي يُصرون فيها على الخروج بانتصار يُعيد لهم حقوقهم ويحفظ لهم كرامتهم التي تنتهك يومياً. ولا أقل من أن نعلي صوت إسنادهم ودعمهم خاصة مع تكالب المتآمرين عليهم في محاولة لكسر صمودهم وإفشال معركتهم التي هي معركة الجميع.

كلمات دلالية