خبر غزة: الأزمات تلقي بظلالها على استقبال رمضان

الساعة 03:39 م|24 مايو 2017

فلسطين اليوم

يستقبل المسلمون في كافة أرجاء المعمورة شهر رمضان المبارك بعد أيام قليلة، بالطقوس التي اعتادوا عليها الأعوام الماضية، من تجهيزات واستعدادات، إلا أن الفلسطينيين في قطاع غزة على وجه الخصوص، انقلب حالهم وباتت مراسم استقبالهم للشهر الفضيل شبه غائبة جراء وقع الأزمات المتلاحقة والتي أثقلت كاهل نحو 2 مليون فلسطيني، دون وجد أي أفق لحلها أو التخفيف منها.

فمن أزمة الكهرباء، إلى أزمة المياه، والإغلاقات، والحصار، وصولاً إلى أزمة الرواتب التي مست جميع موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وغيرها.. اجتمعت معاً لتضع القطاع في وضع مأساوي، وهو ما عبر عنه صراحة السفير القطري محمد العمادي خلال الأيام الماضية، عندما قال إن القادم أسوأ لغزة نظراً لما رآه من انعكاس الأزمات على حياة المواطنين.

واعتاد الفلسطينيون في قطاع غزة في مثل هذه الأيام، بالذهاب للأسواق والمحالات التجارية لشراء الحاجيات والمستلزمات للشهر الفضيل، لكن هذه الحركة غابت هذا العام بشكل لافت، حتى أن التجار لم يعرضوا بضاعة شهر رمضان الموسمية بالشكل المطلوب كما كل عام، بسبب تعرضهم لخسائر خلال الشهرين الماضيين بعد خصم رواتب موظفي السلطة.

وسجلت البنوك الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاعاً كبيراً في عدد الشيكات المرجعة للتجار والمواطنين جراء الانهيار المفاجئ بإقدام حكومة رامي الحمدالله بخصم رواتب موظفيها في قطاع غزة، بعد أن أصيبت الحركة الشرائية بالشلل شبه التام.

وفي هذا السياق، أكد صاحب ميني ماركت الأمل أبو محمد العامر، أن الظروف الاقتصادية ازدادت صعوبة على المواطنين، وأن ذلك ظهر نتيجة تراجع القدرة الشرائية لشرائح كبيرة منهم.

وقال:« رغم أن هناك سلع أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لدى المواطنين، إلا أنها تأثرت سلباً وتراجعت نسبة البيع، نظراً للجوء المواطنين إلى بدائل أخرى لتخطي هذه الظروف الصعبة.

وأضاف، أنه نظراً لهذه الحالة، اضطر لعدم عرض بضاعة كثيرة لشهر رمضان الكريم، خشية تكدسها في الميني ماركت وعدم إقبال الناس عليها.

وضج موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك منذ تفاقم الأزمات مطلع شهر أبريل الماضي، في الحديث عن مأساوية الوضع، وعدم قدرتهم على تحمل الأوضاع التي آلت إليهم، ومطالبتهم بتكاثف الجهود الفلسطينية لتحقيق المصالحة وإنقاذ غزة من القادم، إلا أن مطالبهم لم تتحقق، ليبقى المستقبل القريب عرضة للمفاجآت.

في ذات السياق، أكد المحلل الاقتصادي د. ماهر الطباع لـ »فلسطين اليوم"، أن نحو 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة سيستقبلون شهر رمضان في ظل ظروف اقتصادية وإنسانية استثنائية، وأصعب من أي وقت مضى. مشيراً إلى أن سكان القطاع يعيشون كوارث إنسانية جراء عدة عوامل أهمها زيادة الحصار، وتفاقم أزمة البطالة التي وصلت إلى نحو 41%، وأزمتي الرواتب والكهرباء.

وأكد أن كل شيء سيتأثر هذا العام، خاصة السلع الموسمية الخاصة بشهر رمضان. لافتاً إلى أن العادة معدلات الاستهلاك ترتفع في شهر رمضان بشكل طبيعي، الأمر الذي يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على محدودي ومعدومي الدخل، حيث تكثر الاحتياجات والالتزامات الاجتماعية والعائلية.

وبحسب الطباع، فإن هناك مئات الآلاف من سكان غزة، دون دخل يومي، ويتلقون مساعدات إغاثية من مؤسسات دولية.

من جهة أخرى، تمثل أزمة الكهرباء معضلة كبيرة بالنسبة للمواطنين في شهر رمضان المبارك، حيث محطة التوليد الوحيدة متوقفة عن العمل بسبب نفاذ الوقود، وإصرار سلطة الطاقة بغزة على عدم شراء الوقود إلا بعد إعفائه من الضرائب الأمر الذي ترفضه حكومة الوفاق الوطني. ما دفع شركة الكهرباء إلى التعامل مع الكميات المتوفرة من الكهرباء باعتماد جدول وصل يتراوح من 3-6 ساعات مقابل 12 ساعة قطع بشكل متواصل.

كلمات دلالية