ترامب جاء للخليج لتحصيل

خبر البروفيسور قاسم: ترامب يدرك أن إيران والمقاومة يشكلون رقماً صعباً

الساعة 03:30 م|23 مايو 2017

فلسطين اليوم

أكد بروفيسور العلوم السياسية عبد الستار قاسم، أنه لا يمكن البناء على زيارة ترامب لبيت لحم، والأراضي المحتلة عام 1948، لأنه مازال جاهلاً في القضايا العالمية عامة، والقضية الفلسطينية خاصة.

وأوضح قاسم في حديث لـ « فلسطين اليوم »، أن ترامب لازال في طور التعلم، ومازالت المؤسسات الأمريكية والمستشارون يقدمون له النصائح والمعلومات، وحتى يتمكن من تكوين توجه أو خطة أو رؤية حول مختلف القضايا يحتاج لسنة على الأقل.

وقال:« لولا مستشاريه لسمعت منه العجب، حتى أنه لم يخرج عن النص الذي كتب له من قبل مستشاريه ولم يأتوا على ذكر انتهاكات حقوق الإنسان، الأمر الذي أثار ضجة داخلية عليه في أمريكا.

هدف زيارة ترامب للخليج

ورأى البروفيسور قاسم، أن ترامب جاء للخليج لتحصيل الجزية منهم، وكان واضحاً أن دول الخليج كانت جاهزة وحاضرة لدفع الجزية سلفاً، وكانت الجزية التي دفعوها أكبر جزية يشهدها التاريخ.

وأشار، إلى أن مشاهد استقبال ترامب في السعودية كانت مخزية، إلى درجة أن الإعلام »الإسرائيلي« تهكم منهم، وقال لترامب: » نحن لا يوجد لدينا قصور من ذهب، ولا خيول ترقص لك، وخزائننا لا يوجد بها مال.

وعلى صعيد ما تم طرحه سياسياً خلال القمة العربية الإسلامية الامريكية في الرياض، أوضح البروفيسور قاسم، أن ترامب طرح تكوين حلف استراتيجي جديد في الشرق الأوسط ضد إيران، مؤكداً أنهم لن ينجحوا في تحقيق أهدافهم.

وأشار، إلى أن السعودية أقامت تحالفاً إسلامياً ضد الإرهاب ولم يفعلوا شيئاً.

وأكد أن السعودية تعمل على حشد الآراء ضد إيران والمقاومة، سواء الفلسطينية أو اللبنانية. لافتاً إلى ان السعودية منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ومن لف حولها، يعملون على إثارة الفتنة المذهبية من أجل تبرير الاقتتال مع إيران لعلهم يجنحوا في أن تسقط تلك الثورة ومازالوا حتى الآن يحاولون.

والنقطة الثانية، هم ضد المقاومة، وصبوا جام غضبهم عليها سواء المقاومة الفلسطينية، أو اللبنانية ممثلة في حزب الله ويريدون لها الاستسلام لـ « إسرائيل »، لأن منطقهم يقول، إذا نجحت الثورات وحركات المقاومة في الساحة العربية فهذا يهدد رؤوس الحكام العرب، من خلال تغير المزاج العام في الشارع العربي، إضافة إلى أن « إسرائيل » ثبت قطعياً أنها تعمل جاهدة على المحافظة على رؤوس الحكام العرب لأنهم يخدمون مصالحهم.

وأضاف، من هذا المنطلق تجد الحكام العرب يصطفون مع من يحافظ عليهم، وليس مع من يهدد عروشهم (المقاومة). والأمر نفسه بالنسبة لإيران في حال كسبت معركة مع « إسرائيل » سيؤثر سلباً على رؤوسهم، لذلك هم يكرهون إيران والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية.

نظرة ترامب للمجتمعين في قمة الرياض

ورأى البروفيسور قاسم أن ترامب لديه قناعة بأن الحكام الذين اجتمع معهم في الرياض هم أتفه من أن يشكلوا رقماً بالنسبة له، ويكونوا ضمن خطابه السياسي.

وقال:« هم بالنسبة له، يملكون مالاً فقط، ولا يملكون إرادة ولا إصرارا ولا يملكون رؤية ولا قدرة على التحدي، كما أنه يدرك تماماً أن الذين لم يحضروا القمة هم من يشكلون الرقم الصعب.

وأضاف، ترامب يعرف أن إيران تشكل رقماً صعباً، كما يعرف أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يشكلون رقماً صعباً، لأنهم شكلوا تحدياً لإسرائيل وخاضوا ضدها الحروب وصمدوا وحققوا إنجازات وانتصارات.

تواطؤ إعلامي عربي في تغييب الوعي

وبشأن زيارة ترامب لحائط البراق، أوضح قاسم، أن أغلب وسائل الإعلام العربية تحدثت عن هذه الزيارة تحت مسمى »زيارة حائط المبكى« مسمى إسرائيلي بديلاً عن المسمى الإسلامي (حائط البراق)، وهذا دليل على أن الاعلام العربي العام الرسمي وغير الرسمي متورط في تعهير الأجيال العربية.

إضافة إلى بعض الصحف الفلسطينية مارست هذا العهر.

زيارة قصيرة لبيت لحم

وحول زيارة ترامب القصيرة لمدينة بيت لحم، قال: » إن كل طرف من الأطراف الإسرائيلي والفلسطيني أخذ من ترامب الوقت الذي يستحقه، والوقت الذي خصصه لأبو مازن 45 دقيقة هو وقته ولا يستحق أكثر منه.

وحيال الموقف الإسرائيلي من زيارة ترامب للسعودية، أوضح أن إسرائيل كانت تترقب قمة الرياض وكانت النتيجة ارتياح « إسرائيلي » لأنها ركزت على إيران ولم تأت على ذكر القضية الفلسطينية.

ورأت في كل المجتمعين في قمة الرياض من العرب والمسلمين هم حلفاء مستعدون للعمل مع إسرائيل من أجل تحجيم إيران والمقاومة الفلسطينية واللبنانية.

المرحلة المقبلة وايران

وعن إمكانية التحرك تجاه إيران من قبل أمريكا والعرب وإسرائيل، أكد البروفيسور قائم، أن أمريكا تبيع السلاح وتبرم صفقات السلاح ليس أكثر من ذلك، ولا تريد المغامرة بحرب مع إيران لأنها تدرك قوة إيران، وهناك احتمال أن تصاب أمريكا بأضرار خاصة أساطيلها الموجودة في الخليج العربي، وبحر العرب والمحيط الهندي، ويمكن أن تضرب القواعد العسكرية الامريكية في المحيط بالصواريخ الإيرانية وان يغلق مضيق هرمز.

أما العرب، فلن يستطيعوا وحدهم مهاجمة إيران، لأنهم غير قادرين على دخول اليمن رغم ما يمتلكونه من ترسانة هائلة، ويحاربونها من الجو.

ولكن بالنسبة لإسرائيل، من الممكن أن تهاجم إيران إذا ضمنت استعمال القواعد العسكرية العربية في الخليج، ومساعدة الطيران العربي في الخليج لها في قصف إيران.

التحضير الفلسطيني لترامب

وحيال التحضير الفلسطيني والأجندة قبيل استقبال ترامب، قال البروفيسور قاسم « هذه السلطة لا يعول عليها في شيء، وهي إن لم تكن ضدنا لا يمكن أن تكون معنا. مضيفاً أن رئيس السلطة محمود عباس مستهتر بالشعب الفلسطيني، والامن الفلسطيني من خلال التنسيق الأمني.

متسائلاً، ماذا ترجو من شخص يعمل على إرضاء »إسرائيل" ويثبت خلفها وخلف أمريكا أنه شخص يعشق السلام بأي ثمن؟.

وأكد أنه لو كان هناك صالحون في السلطة، لكانت الشوارع ممتلئة بالمتظاهرين ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

كلمات دلالية