على غير تصريحاته الوردية

خبر الدافع والمغزى وراء تصريح العمادي « غزة للأسوأ »؟

الساعة 03:51 م|22 مايو 2017

فلسطين اليوم

على غير تصريحاته الوردية، فاجأ السفير القطري محمد العمادي الغزيين بتصريحات تدعوهم للقلق لدى إجابته على سؤال هل تشهد غزة انفراجة قريبة في ازماتها؟، فأجاب دون تردد وباللهجة القطرية "والله ما أعتقد انتوا رايحين للأسوأ".

ويعاني قطاع غزة من أزماتٍ عدة فعلى صعيد المشاكل السياسية الداخلية تعاني الحالة الفلسطينية من انقسامٍ سياسي منذ عام 2007، امتدت تداعياته إلى كافة مناحي الحياة، كما تعاني غزة من ازماتٍ إنسانية مثل ازمة انقطاع التيار الكهربائي، ونقص الوقود، وبطء عملية الإعمار، ومن الناحية الأمنية فقد شهد القطاع ثلاث حروب في غضون 10 أعوام، وتُلوحُ إسرائيل بين الفينة والأخرى بالحرب الرابعة التي قد يكون الحصار فتيلها.

فايز أبو شمالة: تصريحات السفير العمادي تأتي في إطار ما هو حاصل وليس المتوقع على صعيد الازمات، وقصد بالأسوأ أنه لا توجد حالياً أفق لحل ازمات غزة

الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة يرى أن تصريحات السفير العمادي تأتي في إطار ما هو حاصل وليس المتوقع على صعيد الازمات التي تضرب قطاع غزة.

وتوقع أبو شمالة في حديث مع "فلسطين اليوم" أن العمادي لم يقصد بكلمة "الأسوأ" بان ما هو قادم سيكون أسوأ مما هو حاصل وواقع، قائلاً "اعتقد ان العمادي قصد بالأسوأ أنه لا توجد حالياً مخارج وأفق لحل الازمات التي تعيشها غزة".

ويرى أبو شمالة "أن المتآمرين على غزة استنفذوا جميع خياراتهم وادواتهم العدوانية ضد غزة ومقاومتها، وانهم لن يستطيعوا فعل أكثر مما يفعلونه اليوم"، مشيراً إلى ان مُحاصري قطاع غزة لا يُمكنهم الضغط أكثر مما هو حاصل.

ولفت إلى ان تصريحات العمادي التي ذكر فيها أنه يجري العمل حاليًا مع الأمم المتحدة والجهات الأخرى لحل أزمة الكهرباء، تحمل مؤشراً على محاولات حلحلة بعض الازمات، غير أنها ستصطدم بإجراءات عباس التعسفية ضد القطاع.

وعن إمكانية أن تتجه الأمور إلى حربٍ رابعة من جراء استمرار الضغط على القطاع، قال "الامور قد تتجه إلى مواجهة مع العدو الإسرائيلي، وقد تبدأ في مواجهات شعبية جماهيرية على حدود القطاع، وتتطور إلى الاشتباك مع المقاومة".

وعن موقع غزة والقضية الفلسطينية من التحالفات الدولية والعربية الجارية، أوضح أنه هناك تحالف عربي وإسلامي محافظ ويناهض إسرائيل ويتمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية والعربية والإسلامية، في مقابل تحالف صليبي إسرائيلي عربي مُفرط ومُطبع، الأول يمثل الخير والثاني الشر، واعتقد "أن الصدام بين المعسكرين لن يكون في قطاع غزة وحسب بل في المنطقة كلها وقد تشهد المنطقة تغيراتٍ دراماتيكية مفاجأة".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم أن "تصريحات العمادي تصب فيما ذكره ترامب تجاه المقاومة الفلسطينية، ويضعها في سلةٍ واحدةٍ مع داعش والقاعدة".

مصطفى إبراهيم: تصريحات العمادي تصب فيما ذكره ترامب تجاه المقاومة الفلسطينية ويضعها في سلةٍ واحدةٍ مع داعش والقاعدة

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، د. ناجي شراب، أن تصريحات العمادي قد تكون مفاجئة للجميع، لأن المواطن في غزة تعوّد على أنه يأتي للقطاع ومعه بعض الوعود المبشرة بالخير، خصوصا مع اقتراب شهر رمضان.

وقال شراب: "المفاجأة في التصريح فقط، ولكن في الوقت ذاته فإن لتصريحه دلالات سياسية عميقة، حيث يشمل رسالة تحذيرية للجميع بما فيهم السلطة الفلسطينية والمستوى الاقليمي والدولي ولحركة حماس ذاتها أن قطاع غزة قابل للانفجار، وأن الأوضاع وصلت إلى طريق مسدود في جميع مناحي الحياة المتعارف عليها فقر وبطالة كهرباء وصحة وإلخ..".

وأضاف "العمادي يريد أن يرسل رسالة أنه قد حان الوقت لإيجاد حلول جذرية لمشاكل غزة، وبالتالي أعتقد أنه نهج عقلاني، لأنه عندما يأتي لغزة ويقدم مسكنات فهذا ليس حلا جذريا، وبالتالي يريد أن يوصل هذه الرسالة للجميع".

ناجي شراب: العمادي يريد أن يرسل رسالة أنه قد حان الوقت لإيجاد حلول جذرية لمشاكل غزة

ولفت شراب إلى أن المسكنات والحلول الجزئية لا تنهي أزمات غزة المستمرة والمتفاقمة، وبالتالي لابد التفكير الجدي لإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمات.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي د. علاء ابو عامر "ما قاله السفير القطري  يحمل رسالة لقيادة حماس يخبرهم فيها أن عليهم الموافقة على خطة أبو مازن لتوحيد الضفة مع غزة".

وأضاف أبو عامر، ان قطر ليست في موقف يسمح لها بدعم حماس في ظل الهجوم الإعلامي الامريكي والغربي عليها متهماً اياها بالإرهاب".

علاء أبو عامر: قاله السفير القطري يحمل رسالة لقيادة حماس يخبرهم فيها أن عليهم الموافقة على خطة أبو مازن

ويرى أبو عامر أن صفقة القرن قد تمت في الرياض، وأن العرب دفعوا الثمن مالاً، فقد رهنت حكومات الخليج مستقبلها من خلال تمويل الحماية الامريكية لها للسنوات العشرة القادمة، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية قد تكون جزءً من الصفقة، قائلاً "إدراج حركة حماس وحزب الله ضمن الحركات الإرهابية، يعني تجريم كل من يحمل السلاح في وجه إسرائيل".

وأشار إلى أن ما يخطط لغزة ذلك لم يعد سراً، هناك خطوات تتخذ لخنقها، وإجبار حكامها للانصياع لشروط الصفقة الكبرى العربية الأمريكية الصهيونية، وليست حماس وحدها في المأزق بل ايضا اليمين الصهيوني الحاكم كذلك.

 ولفت إلى "أن غزة قادمة على حرب، حرب من نوع مختلف ستكون الاكثر قسوة، مالم تتخذ حماس الخطوات المطلوبة منها".

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن تصريح العمادي هو قراءة حقيقية للواقع الذي يعيشه قطاع غزة، مشيرا إلى أن العمادي لم يكن الوحيد الذي تحدث عن أن القادم لغزة أسوأ، فمؤسسات دولية متعددة تحدثت عن ذلك من قبل.

مصطفى الصواف: تصريح العمادي هو قراءة حقيقية للواقع الذي يعيشه قطاع غزة

وقال الصواف: "هذه قراءة حقيقية للواقع، والعمادي يقرأ كما يقرأ الآخرون ويحذر من الأسوأ إذا استمر الحال على ما هو عليه، وفي حديثه رسائل للجميع أن أدركوا غزة قبل فوات الأوان، هذه هي الرسالة التي أراد العمادي إرسالها للمجتمع الدولي والسلطة والجميع".

 

 

كلمات دلالية