بعد تزايد التساؤلات حولها

خبر فتوى: "حكم الإفطار لطلبة الثانوية العامة(توجيهي)

الساعة 05:43 ص|22 مايو 2017

فلسطين اليوم

أصدر الشيخ عبد الباري خلة فتوى شرعية عبر موقعه الرسمي على الفيس بوك حول حكم الإفطار لطلبة الثانوية العامة « توجيهي » في فلسطين وخاصة ان امتحاناتهم تتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك حيث جاءت الفتوى على النحو التالي :

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

فقد طلب مني كثير من المتابعين أن أفتي طلاب الثانوية العامة(التوجيهي) عن حكم الإفطار بسبب الاختبار وترددت كثيرا ظنا مني أن هذه الفتوى ربما تتخذ ذريعة إلى الإفطار أو أن تفهم على غير المراد ولكن مع كثرة الإلحاح استعنت بالله على تصدير هذه الفتوى والله أسأل أن تقع موقعها الصحيح.

فأقول وبالله التوفيق:

أجمع الفقهاء على أن صوم رمضان ركن من الأركان التي بني الإسلام عليها، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالْحَجِّ ، وَصَوْمِ رَمَضَان ). رواه البخاري ومسلم

ومن ترك الصوم من غير عذر فقد ترك ركناً من أركان الإسلام ، وارتكب كبيرة من الكبائر،

قال الذهبي: « وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض: أي (بلا عذر يبيح ذلك) أنه شر من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال » الذهبي: الكبائر (ص 64)

وعلى طلاب الثانوية العامة(التوجيهي) وغيرهم من الطلاب أن يحافظوا على عبادتهم وأن يجمعوا بين الصيام والمذاكرة وأداء الاختبار فإن تعذر على طالب أن يجمع بين الصيام والاختبار بأن كان يتضرر بالصوم أو غلب على الظن أنه إن لم يفطر فلن ينجح أو أن مستواه الدراسي يتأثر تأثرا كبيرا، وأنه لا بد من الاستمرار في المذاكرة أو أداء الاختبار في رمضان فيجوز الإفطار مع القضاء وهذا الحكم للمضطر فقط

أما إن استطاع أن يجمع بين الصيام والمذاكرة وأداء الاختبار فلا يجوز له الإفطار.

وإن استطاع أن يذاكر في الليل وينام في النهار ويستفيد من ذلك فلا يجوز له الإفطار

فإن احتاج إلى الإفطار أيام الاختبار فله ذلك ولا يجوز له الإفطار في غير تلك الأيام

وعليه فلا بد من ملاحظة بعض الشروط التي بسببها يباح الفطر:

1. أن يكون الطالب مضطرا للفطر بسبب المذاكرة أثناء الصيام ولا يمكن تأجيل الاختبار.

2. أن يغلب على الظن الرسوب المتحقق أو ضعف النتيجة والتي تؤثر على مسيرة الطالب المستقبلية.

3. أن يقع على الطالب ضرر حقيقي لا موهوم .

4. ألا يتجاوز الطالب في الإفطار أيام الحاجة.

لذا أقول لا يجوز للطالب أن يفطر إلا لسبب شرعي وحاجة ملحة.

أما أن يتخذ الطلاب المذاكرة والاختبار ذريعة إلى الإفطار فهذا لا يجوز ولا يكون هذا الحكم سياسة عامة لكل طالب بل لمن احتاج إليه مضطرا وكل طالب رقيب على نفسه يعرف ما يصلحه وما يفسده.

وأخيرا أسأل الله أن يوفق جميع طلابنا لما فيه الخير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كلمات دلالية