خبر خطاب د. شلّح وضوح الموقف والخيار... هيثم أبو الغزلان - هيثم أبو الغزلان

الساعة 05:25 م|16 مايو 2017

فلسطين اليوم

إن المتتبع لسياق فكر وممارسة « حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين »، منذ انطلاقتها يدرك جيدًا أن هذه الحركة تنطلق في سياساتها من فهمها وإدراكها للواقع والمتغيرات فيه سعيًا لتغييره، دون أن تخضع له.

ويأتي خطاب الأمين العام للحركة الدكتور « رمضان عبد الله شلّح »، في الذكرى التاسعة والستين للنكبة، في سياق وضع « النقاط على الحروف » بالنسبة لـ « مناخ تسيطر فيه على عالمنا العربي حالة سلم شامل، غير معلن بالكامل مع «إسرائيل»، وحالة حرب معلنة على كل من يذكرون الناس بأن لنا وطناً اسمه فلسطين.. ».

ويأتي ـ دون أن يكون ردًا ـ بعد استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس السلطة أبو مازن عند عتبة البيت الأبيض بحفاوة « مطلوبة »، وهو ـ أي ترامب ـ، المُتَرَقّب وصوله إلى السعودية، وعقد قمة يرى محللون كثيرون تهدف إلى أن تكون بداية تكوين حلف جديد مرتبط بحلف « الناتو »، ومن ضمنها العمل على إنجاز « تصفية القضية الفلسطينية »، وفق ما يُطلق عليه « صفقة العصر ».

وقد اتصف خطاب الدكتور رمضان عبد الله بأنه وصّف الواقع، مؤكدًا أن « الرد الطبيعي والواجب على النكبة المستمرة، هو وحدة الشعب الفلسطيني كلّه، في مواجهة المشروع الصهيوني »، وأنه « لا يمكن تحقيق الوحدة، ولا حتى المصالحة وإنهاء الانقسام، دون سحب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل، والقطع مع مسار أوسلو بعد فشل خيار التسوية الذي سلكته المنظمة، للحصول على دولة فلسطينية في حدود عام1967، من خلال الاعتراف بإسرائيل والتفاوض معها، ووصوله إلى طريق مسدود »...

لقد أعاد الدكتور رمضان المطالبة بضرورة « صياغة ميثاق وطني فلسطيني جامع... يُحدّد لنا ما هي الثوابت، وما هي المرجعيات التاريخية والقانونية لكامل حقنا في وطننا فلسطين، ويضبط مسيرتنا وخياراتنا ».

وفي سياق رؤية الواقع الصعب الذي يعيشه قطاع غزة، دعا د. رمضان إلى توفير متطلبات الصمود والبقاء على الأرض، وإنهاء الحصار الظالم للقطاع... وأن يسعى رئيس السلطة الفلسطينية، الأخ أبو مازن، لفك الحصار عن شعبه ويسهم في تخفيف معاناته وآلامه، بدل أن « يتخذ سلسلة من الإجراءات والقرارات التي لا معنى لها سوى الحرب الاقتصادية على هذا الشعب، في لقمة عيشه وقوت أطفاله.. محذرًا أن »قطاع غزة اليوم برميل بارود على وشك الانفجار، وإذا انفجر، فلن يبقي ولن يذر!« .

وطالب بتفعيل »الانتفاضة وتصعيدها على نطاق جماهيري واسع، دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المهدد بخطر الهدم، وانتصاراً للأسرى الأبطال وتضامناً مع مطالبهم المشروعة في معركة الحرية والكرامة.. وأن دفاعنا عن الأسرى هو دفاع عن إنسانيتِنا، وهو التعبير الطبيعي المشروع عن مقاومة العبودية ومحاولة سلبنا الحياة بعد أن سلبونا الوطن« . أما الرسالة الأكثر أهمية فقد وردت على لسان الدكتور رمضان بقوله: »..إن تحققت مطالب الأسرى العادلة، فلله الحمد والمنة، وكفى الله المؤمنين شر القتال. وإن استمر العدو في غطرسته بما يعرض حياة أسرانا للخطر، فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي أو نتركهم فريسة الموت نتيجة عناد الصهيونية العنصرية المتوحشة، فلنا في المقاومة كلمتنا وخياراتنا المفتوحة، وكفى!« .

لقد جاء خطاب الأمين العام لحركة الجهاد مؤكدًا على مبادرة »النقاط العشر« التي أعلن عنها في ذكرى انطلاقة الحركة واغتيال مؤسسها الشهيد »فتحي الشقاقي« في (26-10-2016)، والتي ركّزت على تجاوز »المأزق الفلسطيني الراهن« ، عبر »إلغاء اتفاق أوسلو« ، و »سحب الاعتراف بإسرائيل« ، والإعلان أن المرحلة ما زالت مرحلة تحرر وطني، وأن الأولوية هي لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل المشروعة بما فيها المقاومة المسلحة، و »صياغة برنامج وطني لتعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني على أرضه« .. ما يعكس بشكل كبير وواقعي فَهم الجهاد الإسلامي لطبيعة الصراع، والمرحلة الجديدة والدقيقة التي نمر بها، والمتغيرات الحاصلة؛ فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا..

في العموم، إن خطاب الأمين العام لحركة الجهاد د. رمضان شلّح، وقبل ذلك مقابلة نائبه أ. زياد النخالة، وترحيب حركة »حماس" وغيرها بالخطاب، يؤكد أن الجهاد الإسلامي، بطرحها المتوازن، لكن المكلف بطبيعة الحال، هو خيار أثبت قدرة على الصمود والبقاء، وأيضًا على الانجاز.. فهل يتعظ البعض قبل فوات الأوان؟!!

كلمات دلالية