خبر بعد طول انتظار.. الصراف الآلي يصدم الموظفين

فلسطين اليوم

عاد موظفو السلطة في قطاع غزة للشهر الثاني على التالي بخيبة أملٍ كبيرةٍ جراء الخصومات التي لحقت رواتبهم، والتي تأتي في وقتٍ تشتد فيه الأزمات الاقتصادية على قطاع غزة، ومع قدوم شهر رمضان المبارك.

كثيرٌ من الموظفين عادوا إلى بيوتهم لا يحملون لأطفالهم سوى دموعهم، وكشف حساب بنكي فارغ تماماً من الرصيد، بعد خصم إدارات البنوك للقروض المتراكمة على كاهل الموظفين، دون مراعاة لظروف الخصم القاسية.

يشار، إلى أن السلطة اتخذت قراراً بالضغط على قطاع غزة، بحجة أن حركة حماس شكلت لجنة إدارية في ظل وجود حكومة الوفاق الوطني، وتمنع الحكومة من ممارسة مهامها، وتتوعد بالمزيد من الضغوط إذا رفضت حماس حل اللجنة الإدارية وتمكين الحكومة من العمل.

ناهض الدرة أحد المتضررين من قطع الرواتب، وقف امام البنك شاخصاً متفاجئاً من الخصومات التي لحقت راتبه، متسائلاً باي وجه سأعود لأطفالي الصغار وجيوبي فارغة؟!.

يقول الدرة لـ"مراسلنا": تفاجأت من خصم راتبي بالكامل، في الوقت الذي أنتظر فيه بداية الشهر لسداد التزاماتي المالية، فأنا حالياً مَدين للبنك بمبلغ 378 شيكل.

واستنكر الدرة استمرار الخصم من الرواتب، بقوله: وقفوا الرواتب بالمرة، لكن لا تتلاعبوا فيه وتزهقوا أرواحنا، فمن غير المعقول أن أرجع للبيت بخفي حُنين، فأنا أعيل 9 أشخاص بالإضافة إلى أمي وأبي.

أما الموظف محمد المجدلاوي، قال: إن الرواتب هي حق من حقوقنا، وليس منَّة علينا من أحد، وعليه أطالب الرئيس عباس بالعدول عن قرار الخصم، خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك، الذي يحتاج الكثير من الحاجيات والمواد الغذائية.

وأضاف المجدلاوي: في وقت سابق سحبت قرض بقيمة 30 ألف دولار لاستكمال تشطيبات البناء، الأمر الذي زاد على عاتقي الاعباء الاقتصادي، فأنا أعيل 6 أفراد ووالدي مبتور القدم ويحتاج لعناية خاصة.. وأشكر الله على ما أنا عليه".

وكغيره من الموظفين، أوضح هيثم أبو درابيه لـوكالة "فلسطين اليوم"، أن خصم 900 شيكل من راتبه جريمة كبرى بحق الموظفين، مشيراً إلى أنه يعيل 6 أفراد.

وتساءل درابيه: كيف للرئيس أن يخاطب العالم بعدالة القضية الفلسطينية وأن ينادي بالسلام، وفي المقابل لا ينصف ومقصر في حقوق أبناء شعبه المكلوم، مبيناً أنه إذا أراد الرئيس استرجاع غزة فعليه فعل ذلك بطريقة ودية، لا بالخصومات والإجراءات التعسفية، وأن يعود بين أبناء شعبه الذي لا يتجزأ واحتضان الكل الفلسطيني، وبهذا سيسجل له التاريخ أروع ملاحم الوحدة الوطنية.

أما الموظف رأفت عيّاد، لم يتبقى من راتبه سوى 700 شيكل بعد الخصم وسحبه قرض للبناء، وأكد أن ما تبقى من راتبه سيسدد به التزامات مالية لبعض المحلات التي يبتاع منها حاجياته الأساسية.

وعبر عياد عن استيائه، بقوله: بدون خصم بالكاد أستطيع توفير احتياجاتي، كما أن الروضة قد أوقفت انتساب ابني لعدم دفعي مصاريف التسجيل الخاصة، مضيفاً: حتى وإن أردتُ سد العجز بالعمل كأجير أو عامل، فلا يوجد عمل.. "انتا شايف حال البلد".

وكانت حكومة "الوفاق الوطني" برئاسة رام الحمد الله، قد أقدمت الشهر الماضي على خصم أكثر من 30% من رواتب موظفي السلطة في غزة، مبررة ذلك بأنه جاء بسبب الحصار المفروض عليها، إضافة إلى انعكاسات آثار الانقسام. وفقاً لبيان حكومي.

وكان رئيس السلطة محمود عباس هدد، مؤخراً، باتخاذ "خطوات حاسمة غير مسبوقة" خلال الأيام القليلة المقبلة، بشأن الانقسام الفلسطيني الداخلي المستمر منذ عشرة أعوام.