خبر يديعوت: الميثاق المنقطع لـ “حماس″ مجرد شد قليل للوجه

الساعة 08:29 ص|04 مايو 2017

فلسطين اليوم

سيأتي اليوم الذي ننكشف فيه على الاتصالات التي جرت بين مندوبين اسرائيليين يدعون بأنهم غير رسميين وبين شخصيات اساسية في حماس.

وأنا أعرف حالتين كهذه على الاقل، حين لم يتردد الملتقون في اجراء محادثات طويلة خلف الكواليس. بشكل طبيعي، حتى اشعار آخر، فان احدا لن يؤكد ولن يكشف النقاب. ومن المهم الاعتراف بان هذه المحادثات انتجت القليل جدا على الارض. ميزتها هي في تعميق التفاهم حول ما يقلق « إسرائيل » وما يزعج (ولكن لمن يهم؟) الطرف  الاخر.

لا يمكن التجاهل للتوقيت التهكمي الذي عرضت فيه “وثيقة المبادىء والسياسة العامة” لحماس. فقد وقعت علينا (وان لم يكن بالمفاجأة) في نقطة التماس بين يوم الذكرى ويوم الاستقلال.

اما على ابو مازن فهبطت (لعلمه المسبق) وهو في طريقه الى اللقاء مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب في البيت الابيض. ولا ننسى اضراب السجناء الفلسطينيين الذي يقوده مروان البرغوثي مدعي تاج رئاسة السلطة، عندما يقرر ابو مازن، ابن الـ 83 اعتزال منصبه، او لا يعود موجودا. هذه أيضا هي الخطوة السياسية الاخيرة، اذا لم تقع مفاجآت، للامين العام لحماس، الذي يفترض أن يعتزل، خالد مشعل. على هذه الوثيقة عملوا ثلاث سنوات على الاقل، بالتشاور مع رجال قانون، الذراع العسكري في غزة، قدامى حماس في الخارج (موسى ابو مرزوق)، فيلسوف الحركة (عزام التميمي في لندن، غير الراضي عن النتيجة النهائية).

كما أن سجناء حماس البارزين في السجون عندنا ساهموا في فكرهم من خلف القضبان. من تعمق في الـ 22 بندا، يمكن ان يلاحظ بسهولة كبيرة صراعات القوى وخلافات الرأي غير البسيطة بين حماس غزة وحماس، الاكثر تطرفا منها، خارج القطاع.

كيفما نظرنا الى الامر، فان ميثاق حماس الاصلي اجتاز عملية شد وجه صغيرة: أخيرا حماس تشطب الدعوة لإبادة اسرائيل ولكنها في نفس  الوقت تقسم على الا تتنازل عن الكفاح المسلح ضد الاحتلال، “بكل الوسائل والطرق”. هذا يعني اننا لم نتخلص من « المقاومين »، اعمال الطعن، العبوات الناسفة، الانفاق، الصواريخ واعمال الخطف. وقبل اسبوع فقط “نلت” في البريد الالكتروني فيلم دعاية كريه لحماس – نوع من الخطة في البطن الطرية، عن الاسرى والمفقودين الاسرائيليين، الذين قررت وسائل الاعلام عندنا تجاهلهم، وعن حق.

للوثيقة الحديثة يوجد جانبان جديدان: لاول مرة تدعو حماس لاقامة دولة فلسطينية في حدود 67. هذا يعني انه اختفت الاحلام عن “فلسطين الكبرى” – فالوثيقة تطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة،  بقيادة حماس، في كل ارجاء الضفة الغربية، قطاع غزة وشرقي القدس كمدينة عاصمة.

هذا يعني ايضا دون ان يذكر الاسم الصريح، بان حماس تسلم بـ “دولة اخرى”، اسرائيل، كجارة من جانبها.

ولكن بخلاف السلطة الفلسطينية لابو مازن، تطالب حماس قبل ذلك بتحرير كل المناطق المحتلة، بأساليبها، دون التنازل عن شبر ودون الموافقة على تبادل الاراضي.

تربط قيادة حماس الوثيقة الجديدة بالجهود للتخلص من صورة المنظمة الارهابية. فهاهم يتنكرون للعلاقة مع الحركة الام “الاخوان المسلمين” ويتعهدون امام مصر والاردن “بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى”. كما أن هذا هو السبب الذي يجعلهم يعلنون بان ليس لحماس شيء ضد اليهود واليهودية، بل فقط ضد “الاحتلال الصهيوني”.

مشعل ورفاقه يطلقون ايضا غمزة داهية للرئيس ترامب والاسرة الاوروبية: خذونا، نحن وأنتم نعرف بان ابو مازن انتهى وان حماس شعبية في الشارع الفلسطيني أكثر من فاسدي فتح.

اعطونا الفرصة التي نستحقها لاننا “الحركة الوطنية للتحرير”، وابو مازن يقلص الرواتب ويطفيء الكهرباء لانه فقد القوة.

اذا كان ممكنا التعاطي مع “وثيقة المبادىء” كموقف اولي لمواصلة الحوار السري وادخال تعديلات عليها، فانه مسموح تشويش الحسابات الطويلة مع حماس والسير معا نحو فجر يوم جديد. ولكن حماس هي حركة ايديولوجية عنيدة اقسمت على عدم الاعتراف باسرائيل، على مواصلة العنف وعلى عدم التحرك عن سنتيمتر واحد من الارض.

في هذا الموضوع أنا اصدقهم. طر الى واشنطن يا ابو مازن، في نظر نتنياهو أنت أهون الشرور. اسرائيل تعمل من أجلك لدى ترامب.

كلمات دلالية