خبر وثيقة حماس:جدل كبير على « الفيس بوك »..تنازل أم تكتيك ؟

الساعة 07:33 ص|02 مايو 2017

فلسطين اليوم

لم تمض دقائق على بدء مؤتمر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل من الدوحة الليلة الماضية، لإعلان وثيقة حماس الجديدة، حتى بدأت التعليقات على فحوى هذه الوثيقة و ما تحتويه من بنود على وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل كبير حتى وصل هاشتاغ استخدمه نشطاء هذه المواقع باسم وثيقة_ حماس ترنداً محلياً.

وكان البند الذي تحدث عن قبول حماس لدولة على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، الضفة الغربية و القطاع وشرقي القدس، مثار الجدل لديهم ففي حين كانت الأغلبية منتقده لهذا التحول في توجه الحركة، فيما اعتبر آخرون أنه تكتيك سياسي وتعبير عن تطور الحركة الطبيعي ورغبتها في قبول دولي، وهو ما أكدة مشعل في مؤتمره أكثر من مرة.

وسربت بعض وسائل الإعلام الوثيقة قبل أسبوعين وثار حولها جدل كبير، وخاصة في ظل عدم تأكيد أو نفي أي من قادة الحركة لما جاء فيها، حتى كان مؤتمر مشعل أمس والذي بين أنها مطابقة لما كان قد أعلن عنه في السابق.

وتركزت الانتقادات التي وجهها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وفق ما جمعت « وكالة فلسطين اليوم الإخبارية » على كون هذه الوثيقة مقدمة لتكرار تجربة منظمة التحرير في الاعتراف بإسرائيل وبالتالي التخلي عن فلسطين التاريخية و حلم تحرير فلسطين كل فلسطين، في سبيل سعي حماس للحصول على قبول دولي و دولة في القطاع.



1

2

وانتقد بعض جمهور وسائل التواصل الاجتماعي أيضا موعد الإعلان عن الوثيقة في ظل إضراب الأسرى الذي دخل اليوم (الثلاثاء) يومه السادس عشر، و اعتبروا أن التوقيت شتت الجهود الشعبية باتجاه قضية الأسرى.


3

وجاء في إحدى المنشورات على موقع الفيس بووك:« بس سؤال واحد مش طايحة راسي إجابات خالد مشعل وكل المتفاعلين مع #وثيقة_حماس عليه: كيف يعني لا تنازل عن جزء من أرض فلسطين، ومستعدون لدولة على حدود 67 ».

وسخر منشور آخر من الوثيقة، حيث كتب صاحبه:« وجاءت وثيقة حماس الأخيرة رداً على اغتيال مازن فقها، ومساندة لإضراب الاسرى ... ».



5

وقالت إحدى الناشطات على موقع الفيس بووك:« أحترم كل حركة تحرر في العالم لم تلوث نفسها بالسياسة ولم تثير في رؤوسنا سوى سؤال واحد: ما العملية القادمة؟ وليس ما البند القادم... أحترم التطرف في القضايا المصيرية وأمقت الدبلوماسية والسياسة »على أهميتها« في كثير من المراحل.

وتابع : » حماس حركة ذكية تعرف كيف ترفض الأمر الواقع إن لزم الأمر، وكلنا ثقة بتمسكها بالمقاومة، ولكن ماذا لو قدمت لها اسرائيل أراضي ال67 كاملة مكملة بدون مستوطنات؟ فقط تخيلوا الأمر ولو أن البعض يعتبره مستحيل. وقتها كيف ستجبر حماس العالم بتفهم حقها بأراضي ال48 المحتلة التي يعتبرها العالم دولة الكيان؟؟ ألن يذكرها العالم الذي انفتحت عليه ببند قبولها بأراضي ال67 .... ألن يقدم لها هذه الوثيقة ويصعب الأمور عليها أكثر؟ هذا الانفتاح الذي أعتبره حق وتكتيك لها قد يأت يوما ما يصبح فيه بلاء على رؤوسنا. ومع ذلك نحن كشعب #لن_نعترف_بإسرائيل« .


4

وبالرغم من حديث مشعل عن مراجعة قانونية وسياسية للوثيقة إلا أن البعض رأى أنها تحتوي على تناقضات في البنود الواردة، فقال أحدهم على صفحته على الفيس بووك: »   البند رقم ٢٠ من وثيقة حماس يتحدث عن إمكانية قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس. وهذا لا يعد اعترافا من حماس بإسرائيل... لكن البند رقم ٢٧ منها يناقض البند السابق رقم (٢٠)، اذ تقفل الحركة الباب على اي بديل لأي دولة في غير كامل تراب فلسطين. ويقول البند ٢٧ حرفيا « الدولة الفلسطينية الحقيقية هي ثمرة التحرير، ولا بديلَ عن إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كل التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس ». فكيف هذا؟!« .

وفي منشور آخر كتب أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي: » ميثاق حماس 1988 نُسج بخيوط الأيدلوجية الدينية، وحان وقت الانفتاح السياسي على العالم الخارجي، ومخاطبته باللغة التي يفهم« .

ورغم هذه المنشورات الرافضة لاعتراف حماس بدولة على حدود العام 1967، كانت منشورات أخرى تدعو للتريث في حكم الخطوة التي قامت بها الحركة بتعديل على وثيقتها، وقال أحد المنشورات: »  الكلام كثير عن #وثيقة_حماس بين أن تكون تطوراً سياسياً ومناورة لكسب أكبر تأييد دولي وغربي وعربي للقضية، وبين أن تكون بداية تنازلات وسقوط لحماس في مربع الانفتاح الغربي ووهم القانون الدولي والعقلانية، وهذا خوف مشروع ومبرر. من المبكر الحكم الآن، والأيام القادمة (قد تصل لسنوات) كفيلة بالإجابة عن التساؤل بحسب المسار والأداء السياسي للحركة إن كانت ستسقط بالفخ كما سقط غيرها أم ستقدم نموذجاً مختلفاً على غرار مشاركتها بانتخابات السلطة والاستمرار في المقاومة وعدم الاعتراف بإسرائيل، ووقتذاك سيزول الغموض حول رؤيتها السياسية« .

فيما ذهب آخرون إلى الإشارة إلى رفض الاحتلال بهذه الوثيقة و التشكيك بنيه حماس وقبولها بدولة عام 1967، وقال أحد المنشورات: » النص المتعلق بدولة 67 الذي دار حوله الجدل، ذكي جدا؛ لسببين برأيي: أولا: لم يقل بشكل مباشر إن « حماس تقبل بدولة.... »، مما يضيق أمامها هامش المناورة في أن تدفع عن نفسها أي لبس أو تشكيك أو اتهام أو سوء فهم وتقدير من الآخرين، إنما كان النص أنها « (تعتبر) أن إقامة دولة... هي صيغة توافقية وطنية مشتركة »، بمعنى أنها تقبل الحل الوطني الذي يقبله الجميع، ويتوافقون عليه، ثم وردت كلمة « وطنية »، أي الصيغة التي لا تقدم تنازلات.

ثانيا: حمل النص صيغة دولة « على خطوط 67 » وليس « على حدود 67 » وهنا اعتراف حمساوي وتمسك بثابت وطني أن لفلسطين حدود واحدة فقط هي فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر، وأن عدا هذه الحدود هي مجرد خطوط مؤقتة...".

كلمات دلالية