خبر الأسرى صهيل خيولنا -بقلم: هيثم أبو الغزلان

الساعة 07:59 م|25 ابريل 2017

فلسطين اليوم

يعزفون على أوتار أيامنا المنسيّة لحن الكرامة، يصنعون من جوعهم ولحمهم الحي جسر عبور لحريتنا وانعتاقهم من كل قيد، ومن زنازين المحتل. تنمو أزهارنا بحريتهم، وينبت عشب البلاد في كل الفصول من غضبهم، ويتزيّا الصمت الرهيب بجلال صوامع الصلاة بتؤدة وخشوع، لكنه يغلي كثائر غاضب ناقمًا على الأديرة الصامتة والقصور الخاوية، والإرادات العاجزة، والكلمات التي لم تكن يومًا سيوفًا تطفئ لهب العيون الباكية من حُرقة الألم، وقيدٍ يُدمي المعصمين، لكنه لا يكسر إرادةً، ولا يقضي على أمل..

في القيد اللعين ترى البواسل يحملون عصا موسى فيلقفون إفك الأعادي، يهزّون الصخر، يُرجفون الجبال، ويُطلقون العنان لفارس يطفئ الظمأ، ويمسح دموع العيون الباكية..

هم الصامتون في غياهب السجن، المتفجّرون حضورًا

هم المتحدثون الصادقون

هم الذين يَسمُون على الجروح بجروح..

هم المقتولون بسيف السجان، المُمسكون بكل أمل..

هم الذين يرسمون حكاية الأمل حرفًا حرفًا، وجرحًا جرحًا، ويمضون إلى حيث يتسع الزمان لحكاياتهم التي تُشعل الأنّات الصامتة، وتفجّر ثنايا الخوف المرتعش، وتعصر الجروح ليشرق فجر النهار من جديد.

أرواحنا الوثّابة هم، والموج الهادر في بحر حيفا هم، وأسوار عكا، وطرق القدس العتيقة، وصهيل خيولنا، والتين والزيتون، والعوسج والوطن الشريد، وأزمنتنا الغابرة، وقامات حروفنا. هم الذين يكتبون في كل الفصول حكاية كسر الصمت، وعشق الحياة « ما استطعنا إليها سبيلا ».

هم حقول القمح، وشجر الصفصاف، وجبالنا الراسيات، هم تموز عندما نعطش، وشهر آب في كل الفصول أينع الصبّار في جبل الكرمل.. هم الذين يجتازون صفير الرياح وعويلها، يتمردون إن ضاق الخناق، يصفعون كل رغبة دنيئة تعبث بالنهار، وبشذى الزنبق، يُرتّلون على ربى الوطن نشيد الحياة، بشموخ من لا يُبقي ولا يذر، ومن يَهوي على الاحتلال لكي يُؤرِّخ للجرح: بخيلٍ، وسيف، ونزف جراح، وشهيد أسرج الروح كإعصار مشى درب الجلجلة وسكن الوطن، كل الوطن.

 

 

كلمات دلالية