خبر هل الانقسام الفلسطيني اصبح في مراحله الاخيرة ؟.. بقلم خليل القصاص*

الساعة 12:31 م|22 ابريل 2017

يبدو ان رياح الحراك العربى وما عقبها من أعاصير وأحداث جرفت التحالفات الإقليمية المؤقتة لصالح تحالفات استراتيجية مصيرية عليا، ولم يعد الانقسام الفلسطينى  ضمن المشاريع الحيوية للتحالفات الجديدة خاصة بعد وصول ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل نفسها التى كانت أحد مؤسسيه وداعميه وأكثر المستفيدين من استمراره خاصة بتمرير سياستها الاستيطانية بالضفة الغربية والقدس أصبحت تدرك أن استمراره  وإن كان يشكل مصلحة على المدى القريب فإنه على المدى البعيد قد يشكل عبء وخطر ترفض تحمله خاصة مع زيادة تسليح المقاومة الفلسطينية بغزة، وهى تدرك تماماً الآن أنها استنفذت معظم فوائده، فعلى صعيد القدس والضفة الغربية نفذت سياساتها الاستيطانية وتهربت من استحقاقات العملية السلمية، وعلى صعيد قطاع غزة حققت معادلة ردع لا زالت قائمة وقد تبقى لوقت طويل وتمكنت من إحداث شرخ في الحركة الوطنية في شطرى الوطن، وأجبرت ألد أعداءها حركة حماس على تغيير برنامجه السياسى وقبولها بتسوية على حدود 67، ولولا الانقسام لما حصلت اسرائيل على هذا الهدوء المنقطع النظير الذى يدخل عامه الثالث عقب عدوان 2014 على غزة .

ويبدو أن الانقسام الفلسطينى اليوم قد بات في الرمق الأخير يلفظ  آخر أنفاسه، والقارىء للمشهد اليوم يدرك أن الانقسام الفلسطينى الذى حدث قبل عشر سنوات قد فقد كثيراً من مقومات بقائه واستنفذ أسباب وجوده في ظل المتغيرات السياسية الاقليمية والدولية المتسارعة والتى استثمرتها اسرائيل  في إيجاد موطأ قدم استراتيجى في خارطة التحالفات الاقليمية الجديدة بتوسيع علاقاتها خاصة مع الدول العربية تحت غطاء الخطر الايرانى، وهنا الخاسر الأكبر من كل هذا  قطاع غزة، ولا أحد اليوم راغب أن يمد يده إلى غزة أو يتحمل خسائرها أو ينقذها مما هى فيه خاصة وأن سياسة عربية جديدة  توصف بالحكيمة باتت تتبلور داخل منظومة العمل العربى المشترك تتضمن إنهاء التناقض في السياسات بين دولها للتركيز في الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربى النامى، ويبدو أن هذه السياسة تعتمد في الأساس على اعتماد وتدعيم الأنظمة الشرعية والرسمية العربية كواجهة وحيدة في رسم أى استراتيجيات حالية أو مستقبلية.

* كاتب ومحلل سياسي من غزة

كلمات دلالية