خبر إستعراض السفالة- يديعوت

الساعة 10:16 ص|20 ابريل 2017

فلسطين اليوم

بقلم: عميحاي أتالي

(المضمون: استعراض السفالة الذي تجرأت فيه شخصيات عامة لاول مرة على رفع الصوت على أهالي الثكلى هو فقط نتيجة واحدة لهذا النقاش. فالاهالي الثكلى بشكل عام ليسوا دوما محقين، ولكنهم دوما يستحقون الاحترام - المصدر).

 

تعرضت المؤسستان الاكثر تعارضا في دولة إسرائيل أمس الى حادثة جبهوية. فالعائلات الثكلى، آباء، أمهات وأرملة واحدة دخلوا صباح امس ببراءة في بوابات لجنة رقابة الدولة التي تحولت في لحظة الى أتون صهر مستحيل. في مواجهتهم أعضاء الكنيست، ممن يأتي حتى الجيدون والنشطاء بينهم الى العمل ويفعلون سياسة، حرفة تهكمية، باردة ووحشية.

 

هذا الخليط متعذر. زيت وماء. قدسية وحياة. دنس اضطراري وطهارة لا تفهم. والطبخة الشوهاء التي اعدت هناك سكبت على رؤوسنا جميعا.

 

استعراض السفالة الذي تجرأت فيه شخصيات عامة لاول مرة على رفع الصوت على أهالي الثكلى هو فقط نتيجة واحدة لهذا النقاش. فالاهالي الثكلى بشكل عام ليسوا دوما محقين، ولكنهم دوما يستحقون الاحترام.

 

يبدأ النقاش وايلان سجي، والد ايرز الذي قتل في حادثة برج الرقابة، لا ينجح في البقاء في المكان. كل بضع دقائق يقف ويلقي بملاحظة. رئيسة اللجنة كارين الهرار حساسة بما يكفي وتسمح له بان يخرج كل ما يجلس له على القلب وفي لحظة واحدة، بعد الكثير من الملاحظات عن الانفاق والكابنت، يروي ايلان عن ايرز ابنه: « في سن 15 قال لي ايرز يا أبي أنا أحب دولتي وأريد أن اخدم دولتي وسأتوجه الى الداخلية العسكرية. لم أرغب في أن يكون ايرز جنديا في سن 15 ولكنه أصر وفهمت بانني ربيته كما ينبغي ».

 

ايلان عديم الراحة يواصل الحديث بالدموع عن القيم التي آمن بها ايرز، عن المشاعر والمخاوف للاب الذي يرافق ابنه في يوم التجنيد واحساس الرسالة للخدمة في جفعاتي.

 

حتى صباح أمس كان رمز سلوكي لا لبس فيه: مع ايلان كهذا الذي ضحى بايرز ابنه على مذبحنا جميعنا، لا يكون جدال. ايلان ليس دوما محقا ولكن عن ايلان الذي يروي كيف أن الالم على ايرز يرافقه في كل لحظة « من الثانية التي استيقظ فيها وحتى ذهابي للنوم » لا ينفجر الناس. مسموح التفكير بانه مخطيء، مسموح اتباع سياسة معارضة لتلك التي يطلبها، ولكن لا ينبغي الصراخ عليه ودعوته بالكاذب.

 

ليئا غولدن روت وهي تذرف الدموع عن هدار، الضابط المتميز، المقاتل الذي كانت الدوله بالنسبة له كل شيء. ليئا تريد هدارها ان يعود الى البيت. وإن لم يعد فعلى الاقل الى المقبرة العسكرية في كفار سابا. ليئا ليست رئيس الوزراء. وهي لا ترى عموم الاعتبارات ولا ينبغي عمل كل ما تطلبه ليئا من أجل ان يعاد اليها هدارها. ولكن احد لا ينبغي أن يقاطع ليئا أو يمنعها من الحديث أو يعدل عليها حين تبكي ولا يتذاكى عليها.

 

باهداء من وزير الدفاع للاهالي الثكلى في أحد ايام الذكرى الاخيرة نقل عن قصيدة الطبق الفضي الرائعة للشاعر الترمان. كم شرف ثمة في هذا العمل الفني الذي تقف فيه الامة متأثرة امام شهدائها « تسكب دمعة وسحر ». كم من انعدام للشرف انتج هذا الخلط الفظيع بين الطهارة والدنس. قدر كبير جدا من انعدام الدموع والسحر من مندوبي الامة، وقدر كبير جدا من الحماسة والسياسة.

كلمات دلالية