خبر « هآرتس » تكتب: انتصار أردوغان بعيون « إسرائيلية »

الساعة 08:52 ص|19 ابريل 2017

فلسطين اليوم

خبير « إسرائيلي » بشؤون تركيا يرد على الأسئلة الصعبة: كيف يؤثر انتصار أردوغان في العلاقات التركية « الإسرائيلية »؟ وهل بات المجتمَع التركي مقسّماً؟

صوّت الأتراك الأحد، في استفتاء شعبي حول توسيع صلاحيات الرئيس طيب أردوغان وتأسيس نظام رئاسي تنفيذي. ورد الإعلان الرسمي عن نتائج الاستفتاء بعد ساعات حاسمة أصبحت فيها المنافسة كبيرة بشكل خاص - بعد فرز أكثر من %99 من الأصوات اتضح أن هناك تأييد 51.4% من الأصوات في حين كانت نسبة المعارضة 48.6%‏. أعلن الرئيس أردوغان عن فوزه قبل نشر النتيجة الرسمية مثيرا احتجاجا من قبل المعارضة التي أعلنت أنها تنوي الطعن في صلاحية بطاقات التصويت.

أثار فوز أردوغان صدى كبيرا في كل أوروبا والشرق الأوسط. كان رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب من المهنئين الأوائل الذي سارع لتهنئة الرئيس التركي، وتناقش الزعيمان حول الرد الأمريكي على استخدام سوريا سلاحا كيميائيا. جاء على لسان البيت الأبيض أن ترامب شكر أردوغان على دعمه للهجوم الأمريكي.

بهدف معرفة إلى أين تتجه تركيا بعد الاستفتاء الشعبي ومعرفة مكانة الرئيس الجديد، تحدثنا مع دكتور نمرود جورن، خبير إسرائيلي بشؤون تركيا ورئيس المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية « متفيم ».

هل تعتقد أن نتنياهو سيتصل بأردوغان وسيهنئه؟

« أعتقد أننا سنعرف الإجابة في الأيام القادمة. في هذه الأثناء ليس هناك بيان رسمي من القدس في هذا الشأن. إذا فحصنا قائمة الدول التي هنأت أردوغان، فلم تهنئ أية دولة غربية ديموقراطية أردوغان سوى المحادثة طبعا التي أجراها ترامب مع أردوغان ».

لماذا تعتقد أن ترامب كان من أوائل من اتصل بأردوغان لتهنئته؟

« في الحلبة الأمريكية هناك فجوة بين حقيقة أن الرئيس الأمريكي اتصل بأردوغان وهنأه بفوزه وبين بيان وزارة الخارجية الأمريكية الذي كان فاترا.

يشكل الاتصال الهاتفي بالنسبة لأردوغان من رئيس دولة غربية عظمى لا سيما في ظل الانتقاد الأوروبي الخطير الذي يتعرض له مساعدة في الحلبة الداخلية ضد كل ادعاءات التزييف. من المؤكد أن أردوغان سيستخدم هذه المكالمة لتعزيز نتائج الانتخابات وزيادة أهميتها ولمهاجمة المعارضة الداخلية.

يهدف ترامب إلى تعزيز علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع الدول المركزية في الشرق الأوسط وعلى رأسها تركيا ».

ماذا سيحدث الآن في تركيا؟

« قانونيا ستتغير طريقة الحُكم. كما هو معروف ستُلغى وظيفة رئيس الحكومة وسيُعين أردوغان وزراءه. إضافةً إلى ذلك، ستكون لدى أردوغان قوة أكبر في البرلمان، خلافا للوضع اليوم، فسيكون الرئيس قادرا على إصدار مراسيم رئاسية دون موافقة البرلمان وكذلك سيستطيع حله. في الواقع سيبدأ سريان مفعول التغيير بعد الانتخابات في عام 2019، ولكن بدأت المنظومة السياسية بالاستعداد لهذه التغييرات الهامة.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تؤثر النتيجة في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أوقفت تركيا عبور اللاجئين من أراضيها إلى الاتحاد الأوروبي كجزء من الاتفاق مع بروكسل، ولكن قال أردوغان إنه قد يفكر في هذه الترتيبات مجددا بعد الاستفتاء الشعبي.

لا شكّ أن هناك قوة كبيرة لدى أردوغان قبل توسيع صلاحياته الجديدة التي منحها له الشعب التركي، ولكن بعد محاولة الانقلاب تعزز الشعور لديه أن هناك حاجة لاستغلال الفرصة وإجراء استفتاء لإجراء تغييرات دستورية، لتعزيز مكانته أكثر فأكثر، وقد عمل على هذا الهدف طيلة نحو عقد ».

ما رأيك في ادعاءات تزييف أوراق الاقتراع؟

« هذه ظاهرة مثيرة للقلق من دون البحث حقا ما الذي حدث في الواقع. أعلن حزب الشعب الجمهوري في تركيا (CHP)، من أحزاب المعارضة، أنه يعتزم الاعتراض على %37 من بطاقات الاقتراع استنادا إلى تقارير حول تزوير بطاقات الاقتراع.

كانت ثقة الشعب التركي بالانتخابات في الماضية أعلى. وردت في الانتخابات السابقة تقارير حول تزييف ولكنها تضاءلت سريعا. يدور الحديث هذه المرة عن ظاهرة أكبر بكثير. هناك شعور عام لدى الشعب التركي أن تصريحات السلطات والمؤسسات بات موثوق بها أقل الآن.

الشعب التركي مقسم جدا، فهناك من يعارض أردوغان كثيرا وبالمقابل هناك من يدعمه كثيرا ».

هل ستؤثر التغييرات الجديدة في الدستور التركي في العلاقات التركية الإسرائيلية؟

« لم تتطرق الحملة الانتخابية الخاصة بأردوغان فيما يتعلق بالتغييرات الدستورية إلى الموضوع الإسرائيلي ، خلافا لما كان متبع في الانتخابات السابقة. فقد ركز أردوغان حملته الانتخابية ضد الدول الأوروبية وسيتابع هذا بعد الاستفتاء الشعبي أيضا.

بالنسبة لاستئناف العلاقات بين إسرائيل وتركيا، يبدو أن الجانبين راضيان عن التقدم وهكذا سيكون الحال بعد الاستفتاء الشعبي أيضا ».

ما زال فوز الرئيس أردوغان في الاستفتاء الشعبي متعلقا بالالتماسات التي يقدمها معارضوه ضد التزييف الذي حصل أثناء الاقتراع. ولكن حتى لو تخطى أردوغان هذا العائق فقد يكون فوزه منوطا بشروط معينة. إن الفجوات في المجتمَع التركي بين من يؤيد زيادة صلاحيات الرئيس وبين من يعارض التعديلات الدستورية الجديدة (لا سيّما في المدن الكبرى، إسطنبول، وأنقرة) آخذة بالاتساع. لا يمكن أن نحدد فوز أردوغان كانتصار ساحق، قاطع، يعرض رأي أغلبية من المؤيدين مقابل أقلية من المعارضين. هل وسع أردوغان حدود صلاحياته هذه المرة كثيرا؟ يبدو أن نتائج الاستفتاء الشعبي لا توفر إجابات واضحة لهذا السؤال أيضاً.

كلمات دلالية