رسالة لعائلات الجنود الأسرى

خبر ما مصير جنود الاحتلال لدى المقاومة في ظل إضراب الاسرى؟!

الساعة 05:28 م|18 ابريل 2017

فلسطين اليوم

لا تخلو أي مناسبة للمقاومة الفلسطينية إلا وتؤكد من خلالها على أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال على رأس أولوياتها، وأنها تعمل جاهدة لتحقيق هدف تحريرهم من قبضة السجان « الإسرائيلي »، من خلال صفقات مشرفة كتلك الصفقات التي شهدها التاريخ الفلسطيني بين المقاومة والاحتلال؛ والتي كان آخرها صفقة وفاء الأحرار.

وأمام دخول الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجاً على الإجراءات العنصرية « الإسرائيلية » بحقهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، قابل وزراء الاحتلال الإضراب بتصريحات عنصرية، متناسين وعدَّ كتائب القسام بأن الجنود « الإسرائيليين » الأسرى لديها « سيتم معاملتهم بمثل معاملة الاحتلال للأسرى الفلسطينيين ».

وكانت كتائب القسام هددت في 21/أغسطس الماضي الاحتلال « الإسرائيلي » بأن يلقى أسراه لديها نفس معاملته للأسرى الفلسطينيين داخل سجونه.

وكانت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اكدت في اليوم الوطني للأسرى على « أنها لن تدخر جهداً في سبيل تحريرهم، وأن قضية الأسرى على سلم أولوياتها، من خلال العمل الدؤوب الذي يقوم عليه مجاهدونا الأبطال، على مدار الساعة، لأجل حرية الأسير الفلسطيني ».

الخبير في الشأن « الإسرائيلي » واحد محرري صفقة وفاء الأحرار محمود مرداوي، يقول في قراءة لما يجري داخل المعتقلات « الإسرائيلي » في ضوء تهديدات القسام ووعود السرايا « المقاومة الفلسطينية لديها عدة خيارات وأوراق قوة، وفي كل محطة ومرحلة يستخدموا الإجراءات والاوراق التي يرونها مناسبة (..) الحركة الوطنية والإسلامية لن تتردد في نصرة الاسرى ودعمهم في إضرابهم، والقسام قال سنعامل الاسرى »الإسرائيليين« بالمثل وهو يعني ما يقول، ولديه الحق في ذلك، ويتحين دائماً اللحظات المناسبة حتى يتصرف بما يوازي التصرفات والإجراءات الإسرائيلية، دون أن يخرج عن أدبيات وأخلاقيات الإسلام والفلسطينيين في التعامل مع الاسرى ».

وفي رده على دعوة عائلة جولدن حكومة الاحتلال بالضغط على الاسرى الفلسطينيين، قال « التفكير الإسرائيلي الخاطئ لعوائل الجنود الأسرى لدى المقاومة يعود بالملف إلى الوراء، إن أرادوا أولادهم في أحضانهم عليهم الاستجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية، والاستجابة لثنايا التاريخ والواقع، وان يدرسوا في هذا الإطار كل محطات التاريخ الذي سُجل فيها أسر صهاينة، وهنا أتساءل هل بقاء الملف مهمشاً كان سبباً في عودة أبنائهم؟!، وهل زيادة الضغط على الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات »الإسرائيلية« كان سبباً في إبرام الصفقات؟! بالتأكيد لا،ـ وإنما أبرمت الصفقات نتيجة ضغط عوائل الأسرى »الإسرائيليين« على الحكومات »الإسرائيلية« المتعاقبة للإفراج عن أبنائها من خلال صفقة مع المقاومة ».

يشار، إلى أن عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية هدار غولدن، قد دعت حكومة اليمن المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو إلى الضغط على الأسرى الفلسطينيين في محاولة منها للإفراج عن ابنها.

وتابع مرداوي « أقول لعائلات الجنود إن سمعوا هذا الصوت، إن الجنود الصهاينة في يد المقاومة على مرَّ التاريخ تمتعوا بحقوق ثابتة اقرتها لهم الشرائع السماوية والقوانين البشرية، وعليهم ان يضغطوا على حكومتهم لرفع الظلم الواقع على الأسير الفلسطيني.

وزاد »الفلسطينيون لا يتلذذون بوجود الأسرى الجنود الإسرائيليين في سجون المقاومة، وإنما هؤلاء الأسرى عبارة عن عهدة وورقة في يد المقاومة لتحرير اسرانا من براثن الاعتقال الظالم« ، مؤكداً أن قرار عودتهم بيد الحكومة الإسرائيلية، ولكن دون ضغط عوائل الاسرى على الحكومة فلن يكون ذلك.

وأوضح أن كل الجولات التي خاضها الكيان الصهيوني المحتل لتحرير أسراه اثبتت فشلها، وأن إطلاق سراح أي من جنوده لا يتم إلا من خلال صفقات تتم مع المقاومة بوجود طرف ثالث يرعى تلك الصفقة.

وقال: الفلسطينيون الأسرى يدافعون عن ارضهم ومقدساتهم واوطانهم واهلهم، اما الجنود الأسرى الإسرائيليين فقدموا إلى قطاع غزة لقتل الأطفال والنساء؛ وفي اثناء وجودهم على تخوم غزة قتلوا أكثر من الفي فلسطيني اغلبهم من النساء والشيوخ، وعليهم أن يدفعوا الثمن، وان ترضخ حكومة الاحتلال لمطالب المقاومة.

وأشار إلى أن كل الجولات فيما يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين انتهت لصالح المقاومة الفلسطينية، موجهاً سؤاله إلى عوائل الجنود الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة لماذا إذن تضييع الوقت والبحث عن بدائل لا تغني ولا تسمن من جوع؟! مؤكداً أن الحل بين أيديهم وعليهم إجبار حكومتهم على إبرام صفقة تبادل تستجيب لمطالب المقاومة العادلة.

وبين أن ملف الأسرى الإسرائيليين بالنسبة للمقاومة الفلسطينية ملف حيوي، لا يمكن مساومته بأي ملف آخر سوى بملف الأسرى، وما دون ذلك مرفوض.

في ذات السياق، كتب الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، في مقالة وجهها إلى عوائل الجنود الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة »الضابط هدار جولدن قد دخل هو وزملاؤه إلى غزة بلباسه العسكري، وعلى ظهر دبابة، وقام هو وبقية المفقودين الإسرائيليين بقتل أطفالنا، وهدم بيوتنا، وتشتيت شملنا، وحرق مستقبلنا بلهيب قذائفهم، ومع ذلك نتمنى عودة ابنكم سالماً، تماماً مثلما نتمنى عودة أبنائنا الأسرى وبناتنا الأسيرات في السجون الإسرائيلية سالمين إلى أهاليهم.

وأضاف أبو شمالة في مقالته "يا عوائل الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، إذا كنتم تتألمون لغياب عدد من أبنائكم الأسرى والمفقودين في قطاع غزة منذ ثلاث سنوات، فإننا نتألم أكثر منكم لغياب عدد من أبنائنا الأسرى في السجون الإسرائيلية لأكثر من ثلاثين عاماً، وعلى رأسهم الأسير كريم يونس، ووليد دقة، لذلك تعالوا لنعمل معاً على إعادة كل الأسرى والمفقودين الإسرائيليين والفلسطينيين دفعة واحدة، تعالوا لنغلق ملف الأسرى والمفقودين، ونفتح معاً صفحة جديدة تقوم على تطبيق بنود اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويهدف الإضراب الذي يخوضه الأسرى لتحقيق عدد من حقوق الأسرى، أبرزها: إنهاء سياسة العزل، وسياسة الاعتقال الإداري، إضافة إلى المطالبة بتركيب هاتف عمومي للأسرى الفلسطينيين، للتواصل مع ذويهم، ومجموعة من المطالب التي تتعلق في زيارات ذويهم، وعدد من المطالب الخاصة في علاجهم ومطالب أخرى.

وبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وفق إحصائية حقوقية حديثة صدرت مؤخرًا، نحو 6500، منهم 56 أسيرة، بينهن 13 فتاة قاصر، وقد بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال 300 اسيراً، وعدد المعتقلين الإداريين 500 أسير.

كلمات دلالية