خبر ماذا يميز « أم القنابل » الأميركية عن « أبو القنابل » الروسي؟

الساعة 01:46 م|18 ابريل 2017

فلسطين اليوم

أثار الإعلام الروسي ضجة إثر توجيه الولايات المتحدة ضربة لمواقع مسلحي داعش في شرق أفغانستان، وهي عملية وصفتها واشنطن بالناجحة واستخدمت فيها « جي.بي.يو 433 » أقوى قنبلة غير نووية تعرف باسم « أم القنابل ».

وقد حاول الإعلام الروسي التقليل من شأنها عبر تسليط الضوء على نظيرتها الروسية المعروفة باسم « أبو القنابل ».

ورغم محاولة الإعلام المقارنة بين القنبلتين، فإن الخبراء في مجال التسليح يرون أنهما مختلفتان تماما، لاختلاف المادة المتفجرة التي تشكل كل قنبلة، وطريقة عمل كل منهما.

وحسب الخبير في العلوم العسكرية قسطنطين سيفكوف، فإن المادة المتفجرة المستخدمة في « أم القنابل » خليط من مادتي « تي.أن.تي » و« آر.دي.إكس » ومسحوق الألومنيوم، وبذلك لا يوجد شيء خارق للعادة فيها.

ويضيف أن الشيء الوحيد الذي يجعلها مميزة هو الدقة، إذ تضم القنبلة نظام « جي.دي.أي.أم » لتحديد الأهداف، وهو عادة ما تزود به القنابل الشديدة الانفجار التي تستخدم أنظمة « جي.بي.أس » لتحديد الأهداف.

سلاح عادي
ويعتبر سيفكوف أن قنابل مماثلة لأم القنابل ولكن بوزن أقل، كانت فعليا تستخدم لتسليح الجيشين السوفياتي والأميركي، وكانت تستخدم في الحرب العالمية الثانية لهدم السدود والتحصينات والمنشآت  الخرسانية، لذلك فإن هذا السلاح عادي ومنتشر بما فيه الكفاية، حسب قوله.

 وبرأيه فإن القنبلة الروسية تختلف عن الأميركية بشكل مبدئي، فدون الأخذ بعين الاعتبار الوزن والحجم، فإنها في واقع الأمر ليست قنبلة تقليدية وإنما قنبلة فراغية، مشيرا إلى أن المواد المتفجرة في « أبو القنابل » تندثر على شكل غيمة ومن ثم تتفجر.

ويُتبع ذلك -حسب سيفكوف- بموجة قوية تفوق قوة انفجار مادة « تي.أن.تي » بثماني مرات، وبذلك فهي أقوى من القنبلة الأميركية بأربع مرات.

وبحسب الخبير الروسي، فإن « أم القنابل » تحطم الأهداف الموجودة على السطح وفي أماكن محددة، بينما لا تتفجر « أبو القنابل » على الفور، ففي البداية تتسرب المادة المتفجرة المنثورة إلى داخل المنشآت المحمية ومن ثم تنفجر، لذلك تعد أكثر فعالية وتقضي على كل شيء دون استثناء.

حملة دعائية
ويرى الروس أن الضربة الأميركية في أفغانستان مجرد حملة دعائية تحاول وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون من خلالها التقليل من التداعيات السلبية التي لحقت بالولايات المتحدة جراء قصفها قاعدة الشعيرات في سوريا.

ويقول خبراء روس إن الصواريخ الأميركية أصابت 23 صاروخا من أصل 59 هدفا فقط، بينما البقية لم تصل. ومن أجل التقليل من التداعيات السلبية لهذه العملية غير الدقيقة، راحت واشنطن تتباهى بنجاحها في قصف أفغانستان.

ويرى عسكريون روس أن هذه الخطوة استعراضية ورسالة موجهة لكوريا الشمالية مفادها أن واشنطن تستطيع قصف بيونغ يانغ عند الضرورة بـ« أم القنابل ».

هستيريا إعلامية
ويصف فيكتور موراخوفسكي عضو مجلس الخبراء التابع للجنة الصناعات العسكرية الروسية ورئيس  تحرير مجلة « الترسانة الوطنية »، ما تم تداوله في وسائل الإعلام بأنه هستيريا.

ويقول موراخوفسكي إن ما يحدث في الإعلام الروسي سياسة تقليدية تميز العصر الحديث، فإبان العهد السوفياتي كانت هذه المعلومات سرية، وبعد قدوم الرأسمالية أصبحت شركات الصناعة العسكرية الروسية تروج لمنتجاتها.

ويضيف أن هذه الدعاية باتت الآن موجهة أكثر إلى الداخل الروسي لإظهار القدرات العسكرية للجيش الروسي من جهة، ومحاولة وزارة الدفاع الروسية تبرير نفقاتها على خلفية فضائح الفساد والنهب التي  شهدتها قبل قدوم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

كلمات دلالية