خبر القضايا العالقة والألغام في الحوار بين فتح وحماس- بقلم: خالد صادق

الساعة 09:50 ص|15 ابريل 2017

فلسطين اليوم

بقلم: خالد صادق

ننتظر خلال الأيام القادمة انطلاق لجلسات الحوار بين فتح وحماس للوصول إلى حلول لإنهاء الانقسام, والشروع في حل الأزمات العالقة بين الطرفين والتي يأتي على سلم أولوياتها.

أولا : حل مشكلة الموظفين الذين عينتهم حماس من غير موافقة السلطة, حماس تريد ترسيمهم واستيعابهم من السلطة, وفتح تطالب بإحالتهم للجنة قانونية للنظر في ملفاتهم وتحديد مدى الحاجة إليهم. ( قطر عرضت حلا ماليا لهم).

ثانيا: تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني، والبدء بعقد جلسة مشتركة لكافة النواب، وهو أمر غاب منذ أكثر من عشر سنوات، وانتخاب رئاسة جديدة للمجلس، حيث تعتبر فتح ان المجلس انتهت صلاحيته القانونية.

ثالثا: إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بدخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وتشكيل القيادة الجديدة للشعب الفلسطيني, والخلاف على نسبة التمثيل للفصائل, وإعادة تشكيل المنظمة على قاعدة برنامج وطني جامع تتوافق عليه كافة الفصائل الفلسطينية, وهذه نقطة خلاف رئيسة يستند عليها محمود عباس ويرفض دعوة الإطار القيادي المؤقت للانعقاد, لأنه يدرك ان جل الفصائل الفلسطينية سترفض مسار التسوية الهزلي.

رابعا: البحث عن حلول للانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية ببرنامج فلسطيني توافقي، حيث تطلب حماس أن يكون برنامجها هو برنامج التوافق الوطني المعروف باسم «وثيقة الأسرى»، في حين طلبت فتح أن تتبنى هذه الحكومة برنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وهذه أيضا معضلة لان كلا الطرفين لديهما برنامج لا يتقاطع مع الآخر, ومن الصعب ان يلتقيا, لكن قطر تطرح حلولا للوصول لنقاط مشتركة يمكن الالتقاء حولها.

خامسا: فتح ستطالب  في بداية المباحثات، قيام حماس بإلغاء «اللجنة الحكومية» التي شكلتها لإدارة قطاع غزة, ولن تمانع حماس في إلغائها بشروط,منها موافقة حركة فتح والرئيس عباس على المبادرة القطرية الجديدة،كما قدمت دون إجراء أي تعديلات عليها.

الأمور الأخطر والتي يؤجل الجميع الحديث فيها خوفا من نسف الحوار قبل إجرائه رسميا

أ: ترسيم سلاح المقاومة من خلال إلحاق الأجنحة العسكرية بأجهزة امن السلطة .

ب: حل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية والتخلي عن مواقع التدريب والأنفاق.

ج. منح رئيس السلطة الفرصة الكاملة لإنجاح « مشروع التسوية » مع الاحتلال, من خلال وقف كل أشكال المقاومة الفلسطينية وأولها المقاومة المسلحة.

د. عدم وجود أي قنوات تواصل بين الفصائل الفلسطينية وجهات رسمية عربية ودولية إلا من خلال السلطة الفلسطينية وبالتنسيق معها.

قطر طرحت مبادرتها « المفخخة » كمخرج للفلسطينيين من الحالة المتردية التي وصلوا إليها, حيث تراجعت القضية الفلسطينية على سلم الأولويات العربية والإسلامية والدولية إلى حد بعيد, بل وأصبحت عبئا على الرسميين العرب الذي سئموا التعامل معها, ورأوا في التعايش مع « إسرائيل » حلا مثاليا لاستقرار أوضاعهم السياسية,وان هناك خطر اكبر وعدو جديد يجب الالتفات إليه, ووقف مشاريعه التوسعية في المنطقة « إيران ». 

حماس انشغلت عن ملف اغتيال الشهيد مازن فقها من خلال تصدير هذه الأزمات الخطيرة إلى قطاع غزة, وهذا كان مقصودا في هذا الوقت تحديدا بعد ان هددت كتائب القسام بالرد الموجع على جريمة اغتيال فقها, فكان لزاما على الاحتلال الصهيوني, ان يصدر الأزمات إلى قطاع غزة, لإعاقة أي رد على الجريمة.

نجاح الحوار بين فتح وحماس يتطلب اشراك فصائل العمل الوطني في جلسات الحوار, لتقريب وجهات النظر ووضع حلول للمشكلات العالقة, وحتى لا تشعر الفصائل أنها بعيدة عن المشهد السياسي, وبالتالي ترفض النتائج, كما ان من حقها ان تشارك في تحديد السياسات العامة وتشارك في حل الأزمات.

كلمات دلالية