لماذا قررت السلطة، اليوم وليس أمس، اتخاد « خطوات غير مسبوقة » لإنهاء الانقسام؟؟ ولماذا الآن , تساؤل طرحه تحليل اخباري حول السبب الحقيقي لإختيار السلطة هذا الوقت لانهاء الانقسام.
المحلل السياسي محمد دراغمة على صفحته الشخصية الفيس بوك اعتبر ان الأسباب التي
دفعت الرئيس محمود عباس لإتخاذ هذه الخطوات انه رأى ان اللحظة الراهنة باتت مناسبة، موضوعيا وذاتيا، لتحريك ملف غزة، وتغيير قواعد العلاقة القائمة بين السلطة وحركة « حماس » منذ عشر سنوات.
توقع انه وبعد نجاح الرئيس في صد ضغوطات الاقليم، يرى بأن لديه القوة الكافية لمعالجة الملفات الداخلية، وفي المقدمة منها تغيير قواعد العلاقة مع « حماس »، واعادة بناء البيت الداخلي عبر عقد المجلس الوطني وانتخاب قيادة جديدة للمنظمة.
وبين دراغمة ان احد الأسباب لإختيار الوقت قد يكون لرؤية صانع القرار في السلطة ان « حماس » تعاني من ازمة في غزة، وليس لديها أي أمل بتسوية ازمات القطاع المتفاقمة المتمثلة في المعابر والكهرباء البطالة والفقر..
وتابع ان عباس يعتقد انه لا يوجد معارضة تذكر لخطوة من هذا النوع، وعدد المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية امام مجلس الوزراء في رام الله لم يتجاوز بضعة عشرات، نصفهم من اجهزة الامن، وان صانع القرار يرسل رساله لجمهور غزة تقول: ستقدرون ما تقدمه لكم السلطة بعد ان تفتقدوه..
ورجح ان هناك أسباب موضوعية وراء اختيار هذا الوقت وهي ان الإدارة امريكية الجديدة تتجه لإطلاق مبادرة سياسية اقليمية تضم مصر والاردن والسلطة واسرائيل، والاتحاد الاوروبي قرر وقف مساهمته في دفع رواتب الموظفين غير العاملين, هذه العوامل توفر مظلة لخطوات كبيرة قادمة في غزة، بموافقة اقليمية ودولية.
وعن ابرز الخطوات المتوقعة التي يمكن ان يتخذها عباس اعادة الامور الى سابق عهدها في الكهرباء، من حيث اعادة ضريبة « البلو » التي تضاعف سعر الوقود, وتقليص نفقات السلطة على مختلف القطاعات في غزة: الكهرباء، المياه، الصحة، التعليم، الشؤون الاجتماعية، البنى التحتية.
بالإضافة الى ايصال الوضع في غزة الى درجة من التأزم الذي يدفع « حماس » الى معادلة: اما التنازل عن الحكم او الاستحواذ عليه كاملا، من الألف الى الياء.