تقرير لماذا سقطت هيبة المعلم في مدارسنا؟

الساعة 08:01 م|12 ابريل 2017

فلسطين اليوم

« قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا »، هذا البيت الشعري لطالما تغنى به الكثيرون، لما يحمل من معاني التبجيل و الاحترام للمعلم في الماضي، و لكن في هذه الأيام أصبح واقع المعلم غير الذي عرفناه قبل عقود من الزمن، و حال المعلم أصبح يرثى له في ظل ما تُدعى حرية التعبير و الحرية الشخصية، فالمعطيات الواقعية أثبتت في عصرنا أن المعلم فقد هيبته، فمن المسؤول عن سقوط هيبة المعلم ومن أين تكون البداية لترميم مكانته وإعادة اعتباره؟

تساؤل تطرحه مراسلة « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » بعد أن رصدت العديد من حالات الاعتداء على المعلمين في أروقة المؤسسات التعليمية، وصلت في أغلبها الى حد رفع يد الطالب على مدرسه و ضربه، و في أحيان  أخرى شتمه و نعته بصفات غير لائقة و خارجة عن المألوف، بعد أن ذهب زمن كان الطالب يرتعد خوفاً عند النظر الى معلمه من شدة الاحترام.

ففي إحدى مدارس وكالة الغوث، الأنروا جرى و أن قامت إحدى الطالبات بدفع إحدى معلماتها بقوة، مما أدى لتدحرجها على سلم المدرسة، و اصابتها برضوض في أنحاء جسمها، كل هذا لأن المعلمة حاولت فض شجار وقع بين الطالبة و زميلة لها في المدرسة.

و روت المعلمة غ.ص الحادثة قائلة: « إننا نتعامل مع جيل غريب التربية، يختلف اختلافاً كلياً عن الزمن الذي كنا فيه طالبات في المدارس، فبقدر ما كنا نحترم المعلمين، و نحسب لهم ألف حساب، بقدر ما نتعرض اليوم للإهانة على أيدي طلابنا و طالباتنا في المدارس، و لا نستطيع أن نفعل لهم شيئاً، بسبب قانون منع الضرب في المدارس الذي أقرته وكالة غوث و تشغيل اللاجئين في المدارس التابعة لها في فلسطين ».

و أضافت: « لقد فقد الملعم و المعلمة احترامهم من قبل الطلبة الى حد لا يمكن تخيله، و أمام التهديد بالفصل من العمل لا يستطيع المعلم أن يتخذ أي إجراء عقابي بحق الطلبة الذين يتجاوزون حدود الأدب في التعامل معه ».

و في حادثة أخرى قام أحد طلاب الثانوية في مدرسة بقطاع غزة بالاعتداء بالضرب على أحد معلميه لأنه عاقبه بسبب عدم قيامه بحل الوظائف المدرسية، دون أن يستطع مدير المدرسة أن يتخذ إجراء بحق هذا الطالب سوى الفصل لمدة اسبوع من المدرسة.

و قال المعلم ي.د لمراسلتنا « بأن المدارس الحكومية و الأخرى التابعة للأنروا تشهد أحداثاً مثل ذلك بشكل شبه يومي، و أصبح الأمر عادياً بسبب عدم قيام التعليم بوضع قوانين تحفظ كرامة المعلم و احترامه ».

المرشد التربوي، زهير عواجة أوضح أن السبب الرئيسي في غياب هيبة المعلمين في المدارس هو سياسة التعليم القائمة على قانون ممنوع العقاب و الضرب، ما جعل الطالب يركن على هذا القانون، و خصوصاً في مدارس الأنروا.

و أشار عواجة في حديث لـــ « وكالة فلسطين اليوم الاخبارية » الى أن شخصية المعلم نفسه لها دور كبير في فرض احترامه على الطلاب، لافتاً الى أن عمل المعلم مهنة اخرى بعد عمله كمعلم، كسائق يأخذ أجرة من طالبه، أو مدرس خصوصي، تجعل المعلم مستفيد من الطالب، و بالتالي فإن هذا من شأنه أن يؤثر سلباً على علاقة الاحترام بين الطالب و معلمه.

و أوضح بأن بعض الاسر تربي الابناء على مبدأ « خد حقك بيدك ومتقلقش »، و هذا يشجع الطلبة على التمادي في التطاول على المعلمين، و عدم احترامهم، داعياً الى توعية الاهالي بخطورة السماح لابنائهم بالتصرف دون حدود الأدب مع معلميهم.

 و في السياق ذاته قال عواجة:« إن الشخصية لا تعني التخويف، و أن العقوبة في الاسلام واضحة، ومحددة بالعمر، و أن المعلم الذي يلجأ للعنف فهو ذو شخصية ضعيفة ».

و لفت الى أن استعادة هيبة المعلم تحتاج الى جهود مشتركة بين جميع أطراف العملية التعليمية و الاعلام الحكومي والخاص، مشيراً الى أن اول خطوة تبدأ من المعلم نفسه، و يجب أن يكون المعلم مبدع في التعامل مع الطلاب حسب مراحل العمر المختلفة.

كلمات دلالية