خبر امريكا التي تحرر- هآرتس

الساعة 10:09 ص|09 ابريل 2017

فلسطين اليوم

 

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: حان الوقت لأن يقوم ترامب باطلاق صاروخ « توما هوك » سياسي على القدس لانقاذ المزيد من الاطفال - المصدر).

 

ولد نجم: دونالد ترامب. قصف واحد – ورعب العالم تحول بين ليلة وضحاها الى أمله. شيطان الأمس هو إله الغد. من انغيلا ميركل وحتى جودي شالوم نير موزيس، بما في ذلك بالطبع يئير لبيد، جميعهم أدوا له التحية. منقذ الاطفال، الانساني، صاحب الضمير، يانوش كورتشاك الحديث، الذي تزعزع من رؤية الاطفال السوريين، مزق قلبه الأمل وقصف من يخنقونهم. اذا أنقذت صواريخ « توما هوك » ولو طفل سوري واحد، فهذا يكفي. وبهذا يكون قد فعل أكثر من سلفه. ولكن يجب وقف هذه السعادة لأنها سابقة لأوانها ومبالغ فيها. جائزة نوبل للسلام يمكنها الانتظار.

 

هذا هو الوقت لذكر كيف يبدو الوضع عندما تهب امريكا لانقاذ شعوب اخرى بواسطة العمل العسكري: دائما الامر ينتهي بصورة سيئة، وعادة بكارثة. المرة الاخيرة التي أنقذت فيها امريكا العالم من خلال الحرب كانت في العام 1945. كانت هذه حربها العادلة الأخيرة. ومنذ ذلك الحين تصرخ دماء ملايين الاشخاص وتقول إن امريكا هي التي ترتكب المجازر الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وهي التي تسبب بموت هؤلاء الملايين في الحروب التي زعمت أنها ستنقذهم وتحررهم. عندما تحرر امريكا، هي تزرع القتل والدمار وتتسبب ببكاء الاجيال. اسألوا العراقيين. ما الذي كانوا سيقدمونه كي لا تأتي امريكا لمساعدتهم وتحريرهم من رعب ديكتاتورهم. كانت بلادهم ارض أكثر أمنا ونازفة أقل الى أن قررت زعيمة العالم الحر تحريرها في الحرب التي حظيت باسم « عملية حرية العراق ». منذ ذلك الحين يعرف العراق حرية أقل، وسفك دماء أكثر. احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة كان المحرك لانهيار العالم العربي في داخل نفسه. غاز الاسد هو نتيجة غير مباشرة. المواطنون الليبيون ايضا لم ينسوا أبدا من أنقذهم. من الصحيح أن تدخل الولايات المتحدة في الحرب الأهلية أدى الى طرد رئيسهم الديكتاتور، لكن أدى ايضا الى انهيار دولتهم حتى الآن.

 

حروب تحرير الولايات المتحدة تذكرنا بحروب تحرير حليفتها اسرائيل. في العام 1967 حررت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنذ ذلك الحين لا يعرف سكان هذه المناطق كيفية شكر من حررت القدس وفلسطين. حياة الحرية هذه لم تكن لهم من قبل. قبل ذلك حررت اسرائيل

 

يافا وحيفا والرملة واللد ايضا في الحرب التي حظيت باسم « حرب الاستقلال ». وامريكا حررت كوريا الجنوبية – 2.5 مليون قتيل. وجنوب فيتنام – 4 ملايين قتيل. أي ما مجموعه 6.5 مليون قتيل. من وراء كل حرب كهذه ضد الشيوعيين كانت اهداف سامية وسفك جماعي للدماء.

 

قد يكون من الافضل أن لا تهب امريكا لانقاذ اطفال سوريا، خاصة اذا كانت اليد التي على الزناد هي يد ترامب. وفي المقابل، يجب انقاذهم، ولا يجب ترك أي وسيلة. وباستثناء الولايات المتحدة لا يوجد أحد لفعل ذلك. بعد سنوات من الحرب الفظيعة في سوريا لم تعد هناك حلول سحرية. ويمكن أن تكون صواريخ ترامب – هناك من يشك بأن الامر نُسق مع روسيا ومن خلالها مع سوريا ايضا – قد جاءت من اجل خدمة اهداف سياسية داخلية.

 

قد يخرج العسل من العنزة. اذا كان الرئيس يرى العالم وهو يؤدي له التحية بعد مئة يوم، فيمكنه الاستمرار. ويمكن أنه بفضل هذا الجميل قد نجد أنفسنا أمام حقبة جديدة، حقبة الافعال مع انتهاء فترة الافوال لسلفه. العنوان الاول الذي يجب توجيه الرئيس ترامب اليه هو القدس. فهناك لا حاجة الى قصف مقرات الحكومة، بل يكفي استخدام الضغط. وما يستطيع ترامب أن يحققه في القدس لن يستطيع أي صاروخ تحقيقه في سوريا. ولمن نسي: المرة الوحيدة التي كانت فيها امريكا شريكة في النجاح الحقيقي في القضاء على نظام شيطاني في العالم، كان وقوفها ضد الاربتهايد في جنوب افريقيا. فهناك لم يتم اطلاق حتى ولو صاروخ واحد. « توما هوك » سياسي على القدس سيرتد الى ترامب بالجميل أكثر من 59 صاروخا ليليا تم اطلاقها على الموقع قرب حمص. ويمكن أن ينقذ بذلك عدد أكبر من الاطفال.

 

كلمات دلالية