خبر دروس ادلب -معاريف

الساعة 10:06 ص|09 ابريل 2017

فلسطين اليوم

بقلم: آفي بنياهو

(المضمون: نتنياهو يفقد سيطرته شيئا فشيئا وقد يكون المخرج الوحيد له في هذه الاثناء هو استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين برعاية الولايات المتحدة - المصدر).

1- الهجمة الكيميائية التي قام بها جيش الاسد في ادلب تثير غضب كل انسان، خاصة اليهود الذين تعرضوا هم أنفسهم أو أقرباءهم للابادة الجماعية، الاسرائيليون الذين يتربون على الارث والدروس والالتزامات، الشعور هنا اكثر صعوبة مع الرغبة في التدخل لوقف هذا الامر. بسبب القرب الجغرافي والافكار المتقاربة والشعور بالمسؤولية.

إن استخدام السلاح الكيميائي هو البرهان على أن الشرق الاوسط لا يتحدث باللغة التي استخدمها الرئيس السابق براك اوباما عندما أعلن للعالم أنه نجح في تفكيك السلاح الكيميائي في سوريا بـ « الطرق الدبلوماسية »، وليس عن طريق استخدام القوة. إلا أنه أمله قد خاب وأملنا ايضا. ويبدو أنه اذا لم يتم وضع اليد على الصاروخ الاخير وعلى الرؤوس المتفجرة فلن يتم احباط أي تهديد.

الدرس الثاني هو أن العمل العسكري الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي في سماء سوريا هو عمل حيوي. واذا كان من الضروري القيام به فيجب أن يكون مدروسا وحذرا وعقلانيا. اسرائيل لا يمكنها تحمل وصول السلاح الكيميائي من سوريا الى حزب الله. فهذا الوضع قد يتسبب بكارثة لاسرائيل ولبنان وكل المنطقة.

الدرس الثالث هو درس مؤلم ومؤسف بشكل خاص. فاسرائيل لا يمكنها التدخل فعليا من الناحية العسكرية في سوريا، من اجل هدف لا يعتبر مصلحة أمنية اسرائيلية واضحة. ورغم الرحمة والزعزعة، فان اسرائيل ستدفع ثمنا باهظا اذا تدخلت عسكريا في المعارك في سوريا، خاصة على خلفية حقيقة أن الامريكيين موجودون هناك الى جانب جيشي روسيا وتركيا.

علاج المصابين والمرضى – نعم. استيعاب محدود ورمزي للاجئين – نعم. مساعدات انسانية للقرى القريبة من الحدود – نعم. وما عدا ذلك، لا شيء. سيأتي اليوم الذي ستضطر فيه

سوريا، في ظل هذا النظام أو ذاك، الى اعادة اعمار نفسها في جميع المجالات. وسيستمر الاعمار لسنوات كثيرة. وعندها سيكون بامكان اسرائيل تقديم المساعدات بشكل مباشر أو غير مباشر.

2- الدول الديكتاتورية أو الدول التي تستمر فيها الانظمة فترات طويلة. الزعيم المطلق في العادة هو آخر من يعلم أنه لم تعد له شرفة لالقاء الخطاب عليها أمام الجمهور الواسع في الميدان. وسيكون آخر من يفهم وضعه. وآخر من يعرف الحقيقة. وآخر من يعرف أنه في العام القادم لن يكون موجود في نفس القصر ونفس الشقة الفاخرة.

 

لقد حدث ذلك لحسني مبارك الذي كان رئيسا قويا مع استخبارات عسكرية ومدنية قوية ومع وزارة أمن داخلي مخيفة. وحدث هذا في ليبيا، وحدث مع أريخ هونكار في شرق المانيا، ومع يروزلسكي في بولندا ونيكولاي تشاوتشيسكو في رومانيا.

أنا لا أقول أن هذا هو حال بنيامين نتنياهو بالضرورة، لكن من المشكوك فيه أن يكون في محيطه أحد يقول له الحقيقة كما هي. شخص له صلاحية يضع أمامه المرآة ويعكس له الواقع، الذي يصعب قراءته في انتقاء اقتباسات من الصحف « اليسارية »، أو من خلال نافذة السيارة السوداء في القافلة التي لا تعرف أبدا مع هي ازمات المرور. أنا أشتبه بنتنياهو بأنه على الرغم من ذلك فهو ينجح في ملاحظة الوضع الخطير هنا وهناك والخطر الكامن في تقديم موعد الانتخابات. ومن المؤكد أنه قد تعلم الدرس من شمعون بيرس، الذي سارع بثقة الى تقديم موعد الانتخابات في العام 1996 بعد قتل اسحق رابين، واضطر الى اخلاء مكانه لنتنياهو. وأنا على يقين من أنه يلاحظ فقدان السيطرة، ليس فقط عندما يقرأ الصحف، بل ايضا عندما يسمع كيف يتحدث معه وعنه نفتالي بينيت موشيه كحلون، هذا ناهيك عن اهود باراك.

إن نتنياهو يدرك مغزى وجود معارضة علنية ضده في حزبه لاول مرة. وهذا ليس فقط اسرائيل كاتس الذي كان مرشحا مؤقتا لحكومة بديلة، بل ايضا الوزيرة غيلا غمليئيل ووزراء آخرين يتحدثون علنا أو لا يتحدثون أبدا، عن عدم الموافقة على « ورقة الرسائل » والأوامر اليومية وتكرارها. هذه أنباء حقيقية.

أفترض أن نتنياهو يلاحظ هنا وهناك المعارضة العلنية لموظفي الدولة ضده وضد الاجراءات التي يقوم بها. وهذا ليس فقط المحامي آفي لخت والمحامية دينا زلبر ومسؤولي النيابة العامة، بل ايضا موظفو قسم الميزانيات. وهو يشعر بالتأكيد بالمعارضة الشديدة التي يواجهها مع ما يسمى « الصحف التي تميل لليمين » وفي « اسرائيل اليوم » ومع زميلي مكلمان ليفسكيند من « معاريف » وغيرهم.

إن نتنياهو يفقد المؤسسة التي تسمى « رئيس حكومة اسرائيل ». عشية عيد الفصح ويوم الاستقلال يزداد الشعور برفض رئيس الحكومة وأحابيله ولغته وتعامله مع الوزراء والجمهور. وأنا أعتقد أن نتنياهو يذهب في كل صباح الى مكتبه وهو غير سعيد ومتكدر.

يمكن اضافة الى كل ما كتب أعلاه، التحقيق معه والشهود الملكيين و« التوجه يسارا » لترامب والحراك السياسي – كيف يمكن الشعور بالسعادة في يوم خصص معظمه للمطاردة والرد والعمل من اجل البقاء؟ هذا ليس مريحا أبدا.

3- يبدو أن نتنياهو عرف أن الانتخابات لن تفيده، وقد استيقظ في اللحظة الاخيرة، استدار وكسب بعض الوقت. والسؤال هو: ما الذي سيفعله بالضبط في هذا الوقت؟ حسب رأيي، سيحاول السعي الى اجراء مفاوضات سياسية تحت قيادة ترامب، باستضافة مصرية ومشاركة أردنية والسلطة الفلسطينية. وقد يكون هناك ممثلون « معلنون » من السعودية ودول الخليج.

إن صور لنتنياهو من مؤتمر سلام يعقد في شرم الشيخ أو في الغردقة في مصر مع الرئيس الامريكي وزعماء الشرق الاوسط، ستساعده. وهذا سيضغط قليلا على بينيت ويكم أفواه وسائل الاعلام. وهو سيضم اليه كحلون وليبرمان ويُشركهما في المحادثات، وربما ينجح في حينه في توسيع حكومته واقناع النيابة. أما وسائل الاعلام والباقون، فهم في مطاردته يشكلون عقبة أمام عملية السلام.

سيكون عندها واضحا أن « نتنياهو فقط يستطيع »، وهكذا دواليك. قد يكون هذا هو الخيار الوحيد من اجل البقاء. وعموما، الامر يقتصر الآن على الحديث فقط دون تقديم أي شيء. وليس هناك خسارة في الاقوال (اذا بقي لنا شيئا نخسره أصلا).لا

كلمات دلالية