خبر الرسالة من « أبو ايفانكا » -يديعوت

الساعة 10:03 ص|09 ابريل 2017

فلسطين اليوم

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: سمعنا أن 13 شخص مع ذلك قتلوا: خمسة ضباط من الجيش وثمانية مدنيين سوريين – ليس واضحا كيف علق مواطنين وأطفال في النطاق المغلق، المهم أن يقع موتهم على ضمير ترامب - المصدر).

 

ثلاثة أسئلة شبه متماثلة تنشأ عن الهجوم الامريكي على قاعدة سلاح الجو في شمال سوريا: ما هو استنتاج بشار الاسد؟ كيف سيواجه كرملين بوتين الانعطافة المفاجئة في السلوك الامريكي. وماذا يمر في رأس قاسم سليماني « مدير العمليات الايرانية » في سوريا؟

 

صور الفظاعة لنتيجة اطلاق السلاح الكيميائي على اطفال بلدة خان شيخون أمسكت الرئيس ترامب في ذروة عشاء حميم مع الرئيس الصيني. فعندما كان ترامب منشغلا بامطار عقيلة الصين بالثناء، أعد المستشارون ثلاثة خيارات عقاب في سوريا: شل كل قواعد سلاح الجو السوري، قصف قاعدة شعيرات التي انطلقت منها طائرة الموت الكيميائي، أو « قطع الرأس »، والمقصود هو قصف منزل الرئيس وعلى الطريق تصفية الاسد في دمشق.

 

اختار ترامب السيناريو الثاني. الخيار الاول كان سيؤدي به الى مواجهة ليس هو معنيا بها مع الروس والحرس الثوري الايراني. السيناريو الثالث « لقطع الرأس » لا يستوي مع القانون الدولي ولا مع خريطة مصالح واشنطن. في رموز الديمقراطية الامريكية مسموح التخلص من حاكم ما، حتى لو كان مجرم حرب، فقط بعد أن يقدم الى المحاكمة وتثبت مسؤوليته أسود على ظهر لائحة اتهام.

 

ماذا يعني هذا بالنسبة لمصير الاسد؟ حتى بعد الهجوم الامريكي يمكنه أن يواصل الاستعدادات للاستفتاء الشعبي لتجديد رئاسته والتنكيل بمواطنيه. مشكلة بشار ليست مع ترامب الذي وجه له ضربة خفيفة في الجناح. أزمته تتفاقم بالذات مع بوتين، الذي سيقرر ما هو المناسب والمريح اكثر لموسكو: رئيس دمية أم تغيير الجياد في دمشق.

 

يسافر وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون للقاء الرئيس بوتين في موسكو. سطحيا، غضب ترامب لصور الاطفال الذين اختنقوا حتى الموت، ولكنه تصرف بكياسة دبلوماسية: صحيح أنه لم يطلب من بوتين الاذن لقصف القاعدة السورية، ولكنه حرص على اطلاعه، مثلما أطلع القدس، الرياض وباريس ومضيفه، رئيس الصين.

 

59 صاروخ تومهوك انطلقت مع اهداف محددة: اخراج القسم السوري من المجال العسكري عن العمل، قصف مساري الاقلاع، شل عشرين طائرة حربية، وعدم المس بالطيارين الروس. كان ينقص ترامب فقط أن تسقط شعرة من رأس واحد من نحو مئة رجل طاقم جوي روسي في قاعدة شعيرات.

 

ترامب بالذات راض عن صورته كغير متوقع. فبعد لحظة من تلقي التقرير عن الهجوم الجوي، سمح لنفسه باطلاق لذعة سامة بان « هذا يوم حزين لروسيا ». من جهته فليبنوا على هذه التغريدة أبراجا من تقويمات الوضع عن المجنون الجديد في الحارة.

 

الضلع الثالث، طهران، نشرت شجبا حادا. يواصلون هناك السير بعيون مغمضة إثر رواية الاسد في أن الثوار هم الذين هاجموا بالسلاح الكيميائي والاطفال الذي صدموا ترامب هم ضحايا « مؤامرة » حيكت على الاطلاق في القدس. أما اطلاع ترامب بوتين على القصف المقترب، فقد أدى الى اخلاء فوري لقاعدة سلاح الجو السورية. ووجد الخبراء الروس ملجأ، واختفى الحرس

 

الثوري الايراني، والاسد أيضا اطلع على الامر أيضا. أمس سمعنا أن 13 شخص مع ذلك قتلوا: خمسة ضباط من الجيش وثمانية مدنيين سوريين – ليس واضحا كيف علق مواطنين وأطفال في النطاق المغلق، المهم أن يقع موتهم على ضمير ترامب.

 

في استنتاجه الفوري لا يعتزم الاسد اختبار الصبر الذي قصر في البيت الابيض. هذا لا يعني أنه سيدع مواطني سوريا. يمكن التقدير ان المساحات الزمنية بين القصف بسلاح الدمار الشامل ستطول. عندما يشمر ترامب عن اكمامه، سيهاجم الاسد بالمعاذير والاكاذيب.

 

 

 

 

 


 

كلمات دلالية