خبر يوجد رب بيت -معاريف

الساعة 09:59 ص|09 ابريل 2017

فلسطين اليوم

بقلم: يوسي ميلمان

(المضمون: رغم اهمية الهجوم الامريكي باطلاق 59 صاروخ تومهوك من سفن الاسطول السادس في البحر المتوسط، الا انه لا يزال لم يؤشر الى تغيير استراتيجي في نهج إدارة ترامب من المعركة في سوريا - المصدر).

بعد ثلاثة اشهر من دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض أعاد بدء رئاسته. ففي الهجوم المفاجيء فجر أول أمس، والذي قرره بسرعة كبيرة، ضد المطار قرب حمص في سوريا، أعاد الولايات المتحدة الى مكانة الصدارة، رب البيت وشرطي العالم.

 

مشكوك أن يكون أحد ما توقع أن يكون هذا قراره، بعد أن كان قبل يوم من الهجوم أعرب عن غضبه من الرئيس السوري الاسد بسبب هذا الفعل، وصدمته من مشاهد الاطفال الذين ماتوا اختناقا في هجمة السلام الكيميائي في إدلب.

في هجومه أظهر ترامب بانه لا يخشى الرئيس الروسي، حتى وان كان فلاديمير بوتين يمسك عليه مادة محرجة ومدينة من الفترة التي زار فيها موسكو كرجل أعمال. بكلمات اخرى، يقول ترامب لبوتين: « أنا لا أخشاك ولست قابلا للابتزاز ». واضح ان الهجوم يمس بالعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا ويعمق عدم الثقة بين الزعيمين والدولتين، بل ويقلص الاحتمالات، مثلما قدر محللون كثيرون، بان يتوصلا الى نوع من التسوية لتقسيم العالم بينهما الى مناطق نفوذ.

بعد الهجوم كشف وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان النقاب عن أن لدى اسرائيل أدلة على أن الرئيس الاسد هو الذي أمر باستخدام غاز السارين، كجزء من المخزون الصغير نسبيا الذي نجح في اخفائه عن عيون المراقبين الدوليين. يمكن التقدير بان ليبرمان يستند الى معلومات استخبارية. فلعل الاستخبارات الاسرائيلية نجحت في ان تعترض أمر العملية للهجوم بالغاز أو غيرها من التعليمات الصادرة عن مكتب الاسد للقيادات العسكرية. ولكن لا يزال مثيرا للاهتمام معرفة اذا كان الاسد اطلع الرئيس الروسي على الهجوم الكيميائي، وان كان لا يفترض بالامر ان يكون على هذا الشكل. ولكن واضح انه حتى لو قرر الاسد ان يهاجم بالغاز بناء على رأيه الخاص دون أن يضطر الى الاذن من سيديه روسيا وايران، فقد سارعت الدولتان باسناده وستواصلان عمل ذلك. فقد اصبح الاسد بالنسبة لهما ذخرا استراتيجيا، بات من الصعب التخلص منه واستبداله.

يدل الهجوم الامريكي في سوريا كم كان سلف ترامب، براك اوباما، هزيلا وضعيفا. فقد تراجع اوباما في اللحظة الاخيرة، وان كان قرر بان استخدام السلاح الكيميائي هو « خط أحمر »، ولكنه لم يهاجم حين هاجم الاسد بالمواد الكيميائية مواطني دولته في 2013. ومع أن سلوك اوباما ادى الى نزع معظم السلاح الكيميائي من سوريا، الا انه سمح لروسيا بان تكون سيدة الاسد والدولة الاهم في الحرب الاهلية في الدولة. وسيحسن الهجوم صورة ترامب لدى الجمهور الامريكي ولعله أيضا يصرف الانتباه عن التحقيقات ضده. ولكن هذه ستكون بداية عابرة اذا لم يبلور سياسة واضحة تجاه سوريا والشرق الاوسط. وعليه، رغم اهمية الهجوم الامريكي باطلاق 59 صاروخ تومهوك من سفن الاسطول السادس في البحر المتوسط، الا انه لا يزال لم يؤشر الى تغيير استراتيجي في نهج إدارة ترامب من المعركة في سوريا. فاحتمالات اسقاط بشار الاسد وانهاء الحرب بقيت بعيدة مثلما كانت قبلها.

يؤشر الهجوم الامريكي للدول التي تعتبر « عاقة »، مثل كوريا الشمالية وايران بانه في البيت الابيض يجلس رجل غير متوقع ومصمم، شفته وقلبه يمكن ان يكونا متساويين. يمكن لهذه الخطوة أن تكون أيضا مؤشرا لاسرائيل بانه عندما يقول الرئيس الامريكي انه يعتزم ويؤمن بالاحتمالات لتحقيق الصفقة المثلى لتسوية اسرائيلية – فلسطينية، فانه يقصد ذلك بجدية. هذا هو السبب الذي يجعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بل ووزير التعليم نفتالي بينيت يوافقان على تجميد جزئي للبناء في المستوطنات، بعد ان تلقيا اكثر من تلميح من الادارة وخافا من اغضاب الرئيس.

كلمات دلالية