خبر ترامب : أحرزنا تقدما هائلاً في علاقاتنا مع الصين

الساعة 07:40 م|07 ابريل 2017

فلسطين اليوم

أشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب اليوم الجمعة « بالتقدم الهائل » في العلاقات بين واشنطن وبكين في اليوم الثاني من محادثاته مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في فلوريدا.

وقال ترامب من دون الدخول في التفاصيل « أحرزنا تقدما هائلا في علاقاتنا مع الصين »، مضيفا « اعتقد حقيقة أننا أحرزنا تقدما » واصفا العلاقة الثنائية بأنها « استثنائية ».

وبعد توتر حاد بدأت القمة ليلتقي ترامب للمرة الأولى أقرب نظرائه على مستوى القوة الاقتصادية عالميا وغداة شنه اول ضربة عسكرية مستهدفا دولة اخرى.

ومع أن الصين غير ضالعة في الحرب السورية، حرص ترامب على إبداء العزم مع انطلاق النقاشات الشائكة حول التجارة وكوريا الشمالية.

وجرت القمة في منتجع ترامب الفخم للغولف في مارالاغو بفلوريدا الذي يعتبره الرئيس الاميركي « البيت الابيض الشتوي ».

وبدا ترامب واثقا عندما وصل شي إلى جادة فلوريدا حتى أنه مازحه بشأن ما اشتهر به بصفته ناجحا في عقد الصفقات. وقال مثيرا الضحك بين أعضاء الوفد « أجرينا حديثا مطولا. وحتى الآن لم أحصل على شيء. لا شيء على الإطلاق ».

إلا أنه أضاف « لكنني أرى، على المدى الطويل حسب اعتقادي، اننا سنتمكن من إقامة علاقة جيدة جدا جدا. وأتطلع إليها بشكل كبير ».

ورد شي شاكرا الرئيس الاميركي « لاستعداداته الممتازة واستقباله الدافئ »، مؤكدا ان « هذا اللقاء كان مميزا (...) وتبعاته مهمة جدا للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة ».

ولم يتطرق الرئيس الصيني الى فحوى « المحادثات المطولة في العمق » مع ترامب، مكتفيا بالاشارة الى انها أدت الى « الكثير من المواقف المتشابهة، وخصوصا تعزيز الصداقة والثقة » بين البلدين.

في العام الماضي، بدا ترامب اثناء حملته الرئاسية متجها نحو نزاع مع الصين، التي اتهمها بالتلاعب بأسواق العملة والغش في التجارة لسرقة وظائف الاميركيين.

لكنه بعد انتخابه خفف لهجته حيال الصين ورحب بالرئيس شي البالغ من العمر 63 عاما الذي اجتمع به في قاعة الطعام الفخمة في مارالاغو، طارحا جدول اعمال مفتوح صمم لمساعدة الرئيسين على التآلف.

وأنشد حفيد وحفيدة ترامب اغنية « زهرة الياسمين » التراثية الصينية وتلوا اشعارا لضيوفهم، وفق وسائل الاعلام الصينية.

ويعتزم الرئيس الصيني الرد بالمثل على حسن الضيافة الأميركية وفق وكالة انباء (شينخوا) التي قالت انه دعا ترامب للقيام بزيارة دولة للصين في وقت لاحق هذه السنة. ووافق ترامب على الدعوة « بكل سرور ».

وخيم على قمة فلوريدا قرار واشنطن شن ضربة صاروخية على قاعدة عسكرية سورية ردا على هجوم كيميائي تتهم واشنطن نظام الرئيس بشار الأسد بارتكابه.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لوكالة (فرانس برس( إن ترامب أخبر الرئيس الصيني بنفسه بالهجوم. لاحقا دعت بكين الى « تفادي أي تدهور جديد للوضع » في سوريا، منددة بـ « استخدام أي بلد » لأسلحة كيميائية.

ووسط قلق بشأن مسائل أمنية والمواقف العامة تجاههما، لم يمكث شي وزوجته في مارالاغو، بل في منتجع قريب تحت رقابة القناصة ووحدات تدخل وخفر السواحل.

وليل الخميس انضمت إلى الزعيمين زوجتيهما الأميركية ميلانيا ترامب والصينية بينغ ليوان، المغنية الفولوكلورية الشهيرة سابقا التي اعتبرها ترامب من « المشاهير الرائعين جدا ».

كما حضر القمة صهر الرئيس الاميركي جاريد كوشنر الذي ينسب اليه العمل في الكواليس لتقريب الرئيسين ولقائهما.

وافادت مصادر ان شي حضر إلى القمة حاملا « هدايا » لترامب في ملفاته الاولوية أي التجارة والوظائف لتحسين العلاقات الثنائية.

وفي أعلى اللائحة حسب مصدر مطلع على أجندته رزمة من الاستثمارات الصينية تهدف الى ايجاد أكثر من 700 ألف وظيفة اميركية، العدد نفسه الذي تعهدت به اليابان، خصمة الصين الاقليمية، لترامب اثناء زيارة رئيس وزرائها شينزو آبي الى مارالاغو في شباط (فبراير) الماضي.

في المقابل يسعى الرئيس الصيني الى تطمينات من ترامب بشأن التعريفات العقابية وتأخير صفقة أسلحة أميركية مع تايوان، أقله حتى انتهاء مؤتمر كبير للحزب الشيوعي الصيني لاحقا هذا العام.

فقد شكل موقف ترامب من تايوان التي تتمتع بحكم ديموقراطي وتعتبرها الصين إقليما متمردا مصدر ازعاج منذ قبوله تلقي اتصال هاتفي من الرئيس التايوانية بعد فوزه الانتخابي، ما شكل خرقا للبروتوكول.

وتتوقف على هذه القمة رهانات كبيرة داخليا وخارجيا.

فبإمكان الخلافات بشأن التعاطي مع كوريا الشمالية أو التجارة الثنائية، في حال تمت اساءة التعامل معها، تقويض الاستقرار في شمال شرقي آسيا والاقتصاد العالمي.

وعلى الصعيد السياسي المحلي، يتجه شي نحو عام مصيري. فعليه أن يثبت بأنه قادر على التعامل مع الولايات المتحدة بندية قبل اجتماع للحزب يمكنه أن يعزز قبضته على السلطة لسنوات قادمة.

وقال المحلل السياسي الصيني ويلي لام لوكالة (فرانس برس) إن شي « لا يمكنه تحمل الخسارة في وقت تسعى فيه الصين إلى أن تصبح مركز جاذبية للنظام العالمي ».

وفي هذه الأثناء، يحتاج ترامب الذي يعاني من نكسات تشريعية، ونسب تأييد منخفضة، وعدد من الفضائح، إلى الفوز في هذا الملف.

وفي الجانب الأميركي، يرجح أن تتصدر كوريا الشمالية الاجندة بعد قيامها بإطلاق صاروخ استفزازي يوم الأربعاء.

ويخشى البيت الأبيض من أن بيونغ يانغ لم تعد تحتاج إلا لبضعة أشهر فقط لتطوير تكنولوجيا صواريخ نووية وبعيدة المدى قادرة على بلوغ الساحل الغربي للولايات المتحدة.

ويرجح أن يعطي توقيت الضربة الأميركية في سوريا الخميس خلال لقاء ترامب مع شي، زخما لتهديدات واشنطن بالتعاطي مع برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية بشكل أحادي الجانب اذا لزم الأمر.

ورغم إدانتها للتجارب الصاروخية، إلا أن بكين ترددت في اتخاذ اجراء قوي ضد بيونغ يانغ، خوفا من أن يدفع انهيار جارتها إلى وصول موجة من اللاجئين إلى حدودها ويحرك الجيش الأميركي ليصبح على عتبتها.

كلمات دلالية