متمسكون بمشروع حل الدولتين

خبر روسيا تؤكد موقفها من القدس والإعلام « الإسرائيلي » يزيف بيانها

الساعة 05:43 م|06 ابريل 2017

فلسطين اليوم

جددت روسيا دعمها للقرارات الأممية بشأن الصراع الفلسطيني – « الإسرائيلي »، بما في ذلك حول صفة مدينة القدس المحتلة، إلا أن الإعلام « الإسرائيلي » سرعان ما زيف هذا الموقف.

فقد أعربت الخارجية الروسية، في بيان صدر عنها اليوم، عن « قلقها العميق من حالة الأمور في قضية التسوية الفلسطينية -الإسرائيلية »، مشددة، في هذا السياق، على أنه « في الوقت الذي لا يخوض فيه الفلسطينيون و »الإسرائيليون« منذ حوالي 3 سنوات أي مفاوضات سياسية، تشهد الأوضاع على الأرض تدهورا مستمرا ».

وأشارت الوزارة إلى أن « الفراغ في عملية التسوية في المنطقة العربية يخلق أرضية خصبة لاتخاذ خطوات أحادية الجانب، تقوض آفاق التوصل إلى حل معترف به دولياً للقضية الفلسطينية تتعايش، بموجبه، الكيان »الإسرائيلي« ودولة فلسطين بأمن وسلام مع بعضها بعضا ومع جميع جيرانهما ».

وتابعت الخارجية الروسية: « ما زالت موسكو تعتبر صيغة حل الدولتين الأفضل بالنسبة للمفاوضات بشأن التسوية، فهي تستجيب لمصالح الشعب الفلسطيني و »الإسرائيلي« ، بل ولمصالح جميع بلدان المنطقة والمجتمع الدولي برمته ».

وأردفت الوزارة مشددة: « نؤكد التزامنا بقرارات الأمم المتحدة بشأن مبادئ التسوية، بما في ذلك صفة شرق القدس المحتلة كعاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية، كما نعتبر، مع ذلك، أمرا ضروريا أن نؤكد أننا ننظر، في هذا السياق، إلى القدس الغربية كعاصمة لإسرائيل ». ولفت البيان إلى أن « التفاصيل الملموسة لحل كامل دائرة القضايا الخاصة بتحديد الصفة النهائية للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك مسألة القدس المحتلة، يجب تنسيقها في إطار مفاوضات مباشرة بين الطرفين ».

وأكدت الوزارة في ختام البيان أن « روسيا، باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجهة داعمة لعملية التسوية، ومشاركا نشيطا في عمل رباعية الوسطاء الدوليين، ستواصل مساعدة الفلسطينيين و »الإسرائيليين« في التوصل إلى الاتفاقات المناسبة ».

وأوضحت أن « اهتماما خاصا » ستوليه روسيا « لمسألة ضمان حرية وصول جميع المؤمنين إلى الأماكن المقدسة في القدس ».

ومن الجدير بالذكر أن الإعلام « الإسرائيلي » سارع في عرض هذا البيان كاعتراف رسمي من قبل روسيا بصفة القدس الغربية كعاصمة حالية لإسرائيل، وذلك في وقت تحدثت فيه الخارجية الروسية عن النتيجة المرجوة المستقبلية لتطبيق مبادئ حل الدولتين، التي حددتها الأمم المتحدة منذ سنوات عدة. 

فقد زعمت صحيفة « Jerusalem Post » في تقرير نشرته حول هذا الشأن أن روسيا « تعتبر غرب القدس عاصمة لإسرائيل »، واصفة هذه الخطوة بـ « المفاجئة » ومشيرة إلى أنه « ليست هناك أي دولة أخرى في العالم تعترف بأي جزء من القدس كعاصمة لإسرائيل ».

وفسرت الصحيفة ما ورد في بيان الخارجية الروسية بشأن ما يمكن أن يكون عليه وضع غربي القدس المحتلة في المستقبل كـ « تحول حاد » في الموقف الروسي من قضية القدس، إلا أن الاتحاد السوفيتي، ومن ثم روسيا أكدتا مرارا في وقت سابق دعمهما لفكرة تقسيم القدس لجزأين، لكي تمثل غرب المدينة عاصمة لإسرائيل وشرقها عاصمة للدولة الفلسطينية.

بدورها، عرضت صحيفة « Times of Israel » هذا البيان بنفس الطريقة المغلوطة، قائلة في مقالتها حول هذا الشأن: « في خطوة أخاذة غير متوقعة وغير قابلة للتنبؤ، أعلنت موسكو الخميس أنها تعتبر غرب القدس عاصمة لإسرائيل، ما يجعل روسيا الدولة الأولى عالمياً التي تطرح هذه الصفة على جزء من المدينة ».

ولم يعلق الكيان « الإسرائيلي » رسمياً على بيان الخارجية الروسية، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية « الإسرائيلية »، إيمانويل نهشون، إن وزارته « تدرس هذا الملف ».

وتجدر الإشارة إلى أن قضية القدس استعادت سخونتها مؤخرا على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرارا خلال حملته الانتخابية وبعد توليه الرئاسة يوم 20/01/2017، أنه سيعمل على نقل السفارة الأمريكية لدى « إسرائيل » من تل أبيب، حيث أقيمت قبل 68 عاما، إلى القدس، مما يدعم بشكل ملموس مساعي الكيان « الإسرائيلي » لتحويل هذه المدينة المتنازع عليها إلى « عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل »، على الرغم من الاعتراضات الفلسطينية والعربية والدولية.

وأبدت الأمم المتحدة ومنظمات وجماعات ومؤسسات إسلامية وعربية ودولية معارضتها لإعلان الرئيس ترامب هذا، فيما رحب به الجانب « الإسرائيلي » فقط.

كلمات دلالية