حصلنا على تعويض عن أضرار عدواني 2008-2012

خبر بوشاك: الأونروا ملتزمة بمنهاج التعليم .. وتجهيزات المدارس لا تؤشر لحرب قادمة

الساعة 01:48 م|05 ابريل 2017

فلسطين اليوم

أكد بو شاك مدير عمليات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في الأراضي الفلسطينية، أن الأونروا ملتزمة بالمناهج الفلسطيني الذي تقره وزارة التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية، نافياً ما تم تداوله من قيام الأونروا بإجراء تعديلات على بعض المساقات.

وأوضح، بوشاك في حوار صحفي مع « فلسطين اليوم » في مكتبه، أن ما يجري الحديث عنه من تقليص لخدمات الأونروا المقدمة للاجئين، أمراً غير دقيقاً، لأن العام 2016 شهد زيادة في تقديم المساعدات بزيادة 100 ألف عائلة فلسطينية لاجئة، وأن ما حدث في السلة الغذائية هو تغيير عنصرين فيها بنفس القيمة. لافتاً إلى أن الأونروا كمؤسسة إغاثية إنسانية تعاني مثلها مثل جميع المؤسسات العاملة في هذا المجال من ضعف التمويل، في ظل زيادة الأعداد التي تحتاج المساعدة.

وبشأن الإجراءات التي اتخذتها الأونروا ضد « إسرائيل » التي استهدفت مقراتها في الحروب الثلاثة على غزة، أوضح بوشاك أن الأونروا حصلت على تعويض عن ما أصاب مقراتها من ضرر في حربي 2008-2012، فيما حرب 2014 تم تشكيل لجنة تحقيق من قبل الأمم المتحدة للتحقيق فيما جرى، وأن الأونروا كمؤسسة فردية لا تستطيع التواصل مع محكمة الجنايات الدولية بمفردها.

ولفت إلى أن ضحايا موظفي الأونروا الذين استشهدوا خلال الحرب الأخيرة لم يتم تعويضهم، لأن الأمر يتعلق بلجنة التحقيق واللاجئين الذين استشهدوا داخل مقرات الأونروا في الحرب.

وحول الضغوط التي تتعرض لها الأونروا من قبل أمريكا وإسرائيل، أكد بوشاك أن الأونروا تقوم بالدفاع عن الشعب الفلسطيني قدر ما تستطيع، وأن عمل الأونروا هو إنساني بحث بعيد عن السياسة.

وبشأن التجهيزات الحديثة لمدارس الأونروا، أكد بوشاك أن هذه التجهيزات ليست مؤشراً على حرب قادمة، ولكنها تأتي في إطار الجهوزية لكل الأحوال، لأن الواقع يفرض على هذه المنطقة انطلاقا من التجارب السابقة أن نكون مستعدين لأي سيناريو محتمل.


بوشاك (6)

إليكم نص الحوار كاملاً:

س1) الأونروا أنشأت لإغاثة وتشغيل اللاجئين، والمساعدات التي تقدمها للاجئين تقلصت شيئاً فشيئاً على مدى سنوات إلى أن مست بالفقراء .. لماذا هذا التقليص في حجم المساعدات؟

أود أن أشكركم على هذه الفرصة، واهتم واتفهم جيداً بالتواصل من خلالكم ومن خلال المحطات الإعلامية الأخرى لشعوري بمدى أهمية التواصل لتوضيح بعض القضايا التي تتعلق باللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة ومدى أهمية أن تكون هناك قناة واضحة وصريحة بيننا وبين مجتمع اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في هذه الفترة التي يزداد فيها العبء على اللاجئين في ظل الحصار، وقضايا شائكة أخرى.

مرة أخرى اود ان أركز وأوضح بأن الأونروا كمؤسسة تقف وستقف مع اللاجئين في أماكن عملها وبشكل خاص في قطاع غزة وهو مكان عملي الذي أنا مسؤول عنه هنا، تعايشت خلال فترة عملي في قطاع غزة مع اللاجئين الفلسطينيين ولا أترك أي مناسبة أو أي فرصة للتحدث للمجتمع الدولي عن الظروف التي يمر بها اللاجئين والأوضاع الإنسانية التي يعيشها اللاجئين في قطاع غزة.

من المهم أيضاً؛ انني اشير أنني أعيش هنا واشعر بالفخر والتواضع لان أعيش مع اللاجئين الفلسطينيين في غزة وأن المس المشاكل والأوضاع الإنسانية التي يعاني منها اللاجئين في قطاع غزة، وهي فرصة جيدة للتحدث ومناصرة القضايا السلبية التي نتجت عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني، ولا أترك فرصة للحديث عن القضايا السلبية التي يعيشها اللاجئين الفلسطينيين في غزة إلا واتحدث واناصر قضيتهم.

في البداية، أود أن أقول نعم نعاني منذ سنوات وفي كل سنة من موضوع التمويل ودعم الأونروا، ولدينا فعلاً عجز، وليس هذا فقط حال الاونروا وإنما حال كل المؤسسات العاملة في مجال الدعم الإنساني.

وقبل التحاقي للعمل في الاونروا في غزة كنت أعمل في أفغانستان في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، والعديد من الأماكن والمؤسسات الإنسانية في أفغانستان وأفريقيا، وأود أن أقول دائماً مؤسسات العمل الإنساني ليس لها دعم ثابت ودائماً ما تعاني من قلة الدعم في غالبية المناطق في العالم.

بالنسبة للسلة الغذائية التي تقدم للاجئين جرى عليها بعض التغيير ولكن بنفس القيمة السابقة، والتغيير شمل عنصرين منها وهي اللحوم المعلبة، تم استبدالها بسردين وفقاً لطلب اللاجئين، وتم تغيير عنصر السكر بعنصر آخر بطلب من عيادات فلسطينية بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري لذي هو أحد مسببات المرض.

وفي عام 2016 خدماتنا لم تتقلص بل بالعكس زادت وقمت بالحديث في العديد من المحافل الإعلامية والعديد من اللقاءات التي نفذتُها كان لدينا زيادة في عدد الموظفين، مثال: زيادة عدد الموظفين في عام 2016، قمنا ببناء مدرسة أو أكثر تقريباً في كل شهر حتى نستطيع مقابلة زيادة أعداد الطلبة في المدارس، وعدد المنتفعين الذين تقدم لها السلال الغذائية ارتفع حتى وصل تقريباً لميلون أو أكثر منتفع من اللاجئين وهذا العدد ملحوظ، وقمنا بإعداد مطوية وورقة تبين عدد الزيادات لدينا في عام 2016، لقد سمعت عن الحديث عن تقليص خدمات الاونروا كثيراً، ولكن في كل مرة كان يوجه لي السؤال عن الموضوع لم تقدم أي أدلة من السائلين عن موضوع التقليص، وكل الأرقام المعطاة لنا تشير بوضوح إلى زيادة في الخدمات التي تقدمها الأونروا.

لقد وصلتني العديد من الرسائل التي تتحدث عن التقليصات، ووصلتني إشارات كثيرة أن ما يتسلمه اللاجئ من مواد غذائية من خلال الاونروا ليس كافياً لهذه العائلات، اتفهم ما تقوله، ولكن في المقابل تذكر أن هناك زيادة بعدد 100 ألف عائلة جديدة تتسلم المساعدات الغذائية من الاونروا، عما كانت بالسابق، وهذا يعني زيادة في مستوى الناس الذين يحصلون على مساعدات، بخلاف الرسائل التي تقولونها، أعلم أنكم تسمعون من الناس ولكن أريد أن تأخذوا بعين الاعتبار أيضاً على الاعداد المتزايدة الذين يتسلمون المساعدات من الاونروا.

هناك شكاوي من ازدحام اعداد الطلبة في الصفوف الدراسية، حيث يصل العدد في بعض المدارس إلى 50 طالباً وهذا يشكل عبئاً على المدرسين ومستوى التحصيل الدراسي؟

موضوع الازدحام في الفصول الدراسية، فعلاً انا زرت المدارس ورأيت الازدحام داخلها ولا توجد أحياناً مساحة للمدارس لكي يتحرك فيها عند الشرح بين الطلاب، وقد يصل الفصل إلى 50 العدد الأكبر في المدراس، واذا كان في الفصل 52 يجب أن ينقسم إلى فصلين، 40 عدد جيد في الفصول، الوضع في مدراس الاونروا يقول أن متوسط عدد الطلبة في الفصل الواحد في جميع مدارس الاونروا حالياً أقل من 40 وهذا جيد .. بين 39 – 38 طالب هذا جيد

أتذكر أنني وقفت في إحدى الفصول وقلت للطلبة انني سأختار 10 حتى نعطي مساحة كافية للباقين في الفصل، وتفاجئت بردة فعل الطلاب عندما وأبدوا امتعاضهم من إخراج 10 من الفصل الدراسي، لأنهم يستمتعون معاً، والقضية ليست عدد الطلبة في الفصل بقدر أن هناك قضايا تتعلق بعلاقتهم فيما بينهم وطريقة التعليم وكيف يتفاعلون فيما بينهم.

هناك متظاهرين على بوابة الأونروا يطالبون بإنصافهم وتثبيتهم؟

نعم، هناك عدد من المتظاهرين من المدرسين على بوابة الاونروا، وبالأمس تظاهر عدد من المرشدين النفسيين داخل مبنى الاونروا مطالبين بالحصول على وظائف ثابتة، ما نتحدث عنه هنا ليس تقليص للمساعدات، ولا يمت بتقليص المساعدات بأي صلة، بل هو كيفية عمل الاونروا، فالاونروا أنشئت كما قلت لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين، ولكن في المقابل ما حدث من تغير على مدار السنين هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة، فالوضع أصبح أكثر صعوبة مع تزايد أعداد اللاجئين وبالتالي الأونروا كمؤسسة من أكبر المؤسسات العاملة في قطاع غزة والتي توفر الخدمات للاجئين الفلسطينيين فأي أمر يصدر عن الاونروا يبدوا للناس أنه شيء كبير وعظيم لأنها أكبر مؤسسة إنسانية تقدم خدمات للاجئين في غزة، هذا ما أريد أن أوضحه.

فالآثار المتعلقة بوضع الناس والقلق والتوتر النفسي، والمشاكل التي يتعرضون، وبالتالي ينظرون للأونروا كحبل نجاة وطوق نجاة وانا اتفهم ذلك جيداً.

صدر مؤخراً عن جهات فلسطينية تقول أن الأونروا ستجري تعديلات على المنهاج الفلسطيني يمس قضايا جوهرية بالنسبة للفلسطينيين؟ ما صحة ذلك؟ وهل هذا التغيير جاء بضغط خارجي؟

فيما يتعلق بالمنهاج ذكرت أن خلال مقابلتي مع مجلس أولياء الأمور، وفي لقاء صحفي سابق مع تلفزيون فلسطين منذ يومين، أن الاونروا تعمل حسب المنهاج الفلسطيني للدولة المضيفة هذا شيء معترف فيه ولا يمكن تغييره بالمطلق.

كما قلت أن السلطة الفلسطينية وبالأخص وزارة التربية والتعليم قامت بإدخال بعض التعديلات على المنهاج في الصف الأول حتى الصف الرابع، في هذا الوقت هناك عمل في الوزارة بتعديلات فيما يتعلق بالصف الخامس فما فوق.

هذا التغيير الذي قدمته وزارة التعليم من الصف الأول حتى المرحلة الرابع وما أعلى من ذلك كان أساس على المسودة التي قدمتها الأونروا، لا أتحدث هنا عن تغيير في المنهاج، المنهاج الأصلي لن يتغير، وإنما ما قامت به الاونروا هي عمل مساعدة حتى تساعد المدرسين على تطوير أدائهم في العملية التعليمية، والمسودة هي قيد النقاش، ولم يتم الموافقة عليها حتى اللحظة، ونحن في مناقشات مستمرة متعلقة في هذه المسودة.

أود أن أؤكد لك أنه لم نتدخل في هذه المسودة التي أعدت، ولكن حسب ما تم مناقشته مع قسم التعليم في الاونروا وما رأيناه من تعليقات على هذه المادة سوف يتم تغيير المادة وتعديلها.

ما أقوله اليوم هو رأي الشخصي وليس رأي الاونروا، وهذا ما ناقشته مع مجلس أولياء الأمور، عندما نتحدث عن الخريطة التاريخية لفلسطين وهي في الكتاب من دون الإشارة إلى قرارات الأمم المتحدة او اتفاقية اوسلوا، لا أوافق على مادة تعليمية تقول للمعلمين أن هذا صح وهذا خطأ، أنا أوافق على مادة تعليمية تعد المعلمين وتعد الطلاب بمعلومات وتعدهم لأن يكونوا قابلين للمناقشات وعلى علم بكل الخلفيات بكل المواضيع، وهذا ليس دور المدرس أن يعد الطلاب هو أيضاً ان يوعوا طلبتهم بهذا الموضوع وهذا شيء كبير، وان تكون لديهم خليفات عن كل المواضيع.

أؤكد انا ما اتحدث عنه ليس تغيير في المنهاج، وأن ما يطبق في مدارس الاونروا هو المنهاج الفلسطيني بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم، والمسودة التي أثير حولها الجدل هي عبارة عن مادة ومسودة تدريبية للمدرسين، أظهرت بعض المشاكل في المحتوى وهذا ما سنقوم بتعديله والعمل عليه.

خلال ثلاث حروب شنتها إسرائيل على غزة، استهدفت مقرات الأونروا بشكل مباشر من قبل الطائرات الإسرائيلية. هل تقدمت للمحكمة الجنائية بمحاكمة إسرائيل على ما قامت به؟

بعد حرب 2014 السكرتير العام الأمم المتحدة شكل لجنة لتقصي الحقائق للنظر في بعض الانتهاكات لمؤسساتنا وبعض الأحداث التي مرت خلال الحرب، هذه هي الآلية التي تعمل فيها الأمم المتحدة، ولا يوجد تواصل بين مؤسسة فردية كالأونروا وبين محكمة الجنايات الدولية.

كما قلت المحكمة هي مؤسسة مستقلة، وأذكر أن رئيس المحكمة زار القدس وتل ابيب في الأشهر السابقة لجمع بعض المواد والمعلومات من جميع المصادر وهذا ما يحدث في الجرائم التي تتعلق بالحروب.

كما ذكرت سابقا المحكمة هي جهة مستقلة تماماً وهي تقوم حالياً بالنظر في جميع المعلومات التي وصلتها من الجميع، وتقيم هذه المعلومات إن كانت صحيحة ام خاطئة، وسوف يصدر القرار من المحكمة.

في حرب 2008/ و2012 التي استهدفت خلالها مراكز الاونروا، تم كما تعلمون تعويض الاونروا مقابل الاستهداف، وفي حرب 2014 حتى اللحظة لم تخرج نتيجة بعد للتحقيق.

وماذا بشأن عائلات الضحايا من موظفي الأونروا؟

لم يتم تعويض عائلات ضحايا موظفي الأونروا الذين استشهدوا في حرب 2014، وكما قلت إن نتائج التحقيقات لم تخرج بعد وما زلنا ننتظر.

لماذا هذا التأخير رغم ان تعويض موظفي الأونروا شأن داخلي؟

الموضوع لا يتعلق فقط بالموظفين الذين استشهدوا ويتبعون الاونروا، ولكن الامر ايضاً يتعلق في اللاجئين الذين استشهدوا في مدارس الاونروا، نتمنى أن نصل لحل لهذه القضايا.

هل تتعرض الأونروا لضغوطات أمريكية إسرائيلية تؤثر في قراراتها؟

نحن نقوم بالدفاع عن الشعب الفلسطيني على قدر ما نستطيع، وكما تعلم أن السياق الذي نعيش فيه كمؤسسة أممية سياسي بحت، إلا أن الاونروا بالنسبة لعملها فهو إنساني بحت بعيد عن السياسة.

الأونروا جهزت مدارسها بمعدات منزلية وكأنها تتجهز لعدوان جديد.. لماذا هذه التجهيزات ؟

لا أحد معني بالحرب في الوقت الحالي، أود أن أستمع إلى تلك الأصوات العاقلة التي لا تريد حرب وأنه لن تكون هناك حرب، ولكن الواقع الذي تفرضه المنطقة علينا في قطاع غزة وبسبب التجارب السابقة يفرضُ علينا أن نكون دائماً مستعدين لأي سيناريو محتمل.

التجهيزات التي تدخلها الاونروا في المدارس، ليس مؤشر لحرب قادمة بقدر ما أنه استعداد وتجهيز ولكن نحافظ على الجهوزية لكل الأحوال، وأود التركيز هنا أن التجهيزات حالياً يستفيد منها الطالب والمعلم فهناك تمديدات خاصة بالنية التحتية والانارة (الطاقة الشمسية).

إلى أين وصل ملف الإعمار بالنسبة للاجئين؟

أود أن أذكر أننا قمنا بتقدم رائع في ملف الإعمار، وعندما جئت في شهر أكتوبر/2015 تم إعمار أول منزل من قبل الاونروا، وفي بداية عام 2016 كان عندي أمل أن يتم إعمار 1000 منزل، ولكن وقف إدخال الاسمنت لقطاع غزة، وكان بعض الطلبات التي لم يكن يوافق عليها الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالعائلات التي كانت تريد إعمار منازلها، الآن وصلنا 1600 منزل تم إعادة إعمارها بشكلٍ كلي، وأتمنى أن نصل في نهاية العام 2017 وفي حال لم يقف إدخال الاسمنت للقطاع إلى حوالي 3000 منزل سيتم إعمارها.

كلمات دلالية